بسبب ازدياد أشكال التهديد والوعيد مؤخراً، قرر القائمون على مسجد "ابن رشد ـ غوته" في برلين، التخلي عن رفع علم قوس قزح وعليه شعار "الحب حلال" دعماً للمسلمين من مجتمع الميم. فما قصة هذا المسجد؟
إعلان
منذ تأسيسه كسر مسجد "ابن رشد ـ غوته"، الذي افتتح عام 2017 في برلين، الكثير من المحظورات. فهو يُتيح الصلاة المختلطة للرجال والنساء بمن فيهن غير المحجبات. كما يفتح أبوابه لكل الطوائف والأقليات بمن فيهم المثليين، ما أدى إلى ردود فعل غير مسبوقة في ألمانيا وخارجها. ومن الدول الإسلامية التي تميزت فيها ردود الفعل بالحدة، خاصة من جهة المؤسسات الدينية مصر وتركيا. فقد انتقدت "دار الإفتاء" المصرية بشدة طريقة الصلاة المختلطة بين الرجال والنساء في المسجد الليبرالي الجديد آنذاك، وجاء في بيان للدار تناقلته وسائل إعلام عديدة : "بأن الإسلام يمنع الاختلاط الجسدي بين الرجال والنساء أثناء الصلاة، لأن ذلك يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه غير مسموح للمرأة أن تتولى الإمامة في حضرة الرجال". أما في تركيا، فقد ربطت رئاسة الشؤون الدينية فيها "ديانت" المسجد الليبرالي الجديد بحركة الداعية التركي، فتح الله غولن.
فكرة تأسيس المسجد
أقيم المسجد في قلب قاعة مستأجرة بكنيسة بروتستانتية ببرلين، في إشارة واضحة إلى تصور المؤسسين القائم على إسلام متنور ومنفتح على الديانات الأخرى. وسعى المؤسسون منذ افتتاحه إلى أن يكون المسجد مغايراً عن المساجد الأخرى، إذ أمّ المصلين في أول صلاة جمعة تُقام بالمسجد رجل وامرأة بشكل مشترك، ولم ترتد المرأة الإمامة حجابا خلال الصلاة، وذلك في محاولة للترويج لإسلام معتدل ولكسر صورة العنف والتطرف التي ألصقها الجهاديون بهذا الدين، كما يقولون.
وأثارت الصلاة المختلطة بالمسجد الذي يعد واحداً من حوالي 80 مسجداً في برلين، انتقادات واسعة، وصلت إلى حد التهديد بالقتل لأبرز المبادرين إلى تأسيسه، للمحامية والناشطة، سيران أطيش، وللإمام إلهام المانع، أستاذة العلوم السياسية، وفق تصريحات سابقة لهما.
ازدياد التهديدات منذ السابع من أكتوبر!
رغم التهديدات المتوالية منذ تأسيسه، أعلن المسجد قبل عامين عن دعمه للمثليين المسلمين من خلال وضع راية قوس قزح على جدرانه وعليها كتب شعار "الحب حلال" خلال الاحتفال بـ "شهر الفخر" الخاص بالمثليين في العاصمة الألمانية. وأوضحت مؤسسة المسجد والناشطة الحقوقية، سيران أطيش في حوار أجرته معها صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية: " أردنا إرسال رسالة مفادها أن المسلمين من مجتمع الميم غير مجبرين على الاختيار بين دينهم وميولهم الجنسية".
هذا العام، قرر المسجد التخلي عن رفع علم قوس قزح، كما أعلنت أطيش في حوارها مع الصحيفة الألمانية. وعن هذه الخطوة أوضحت، المحامية والناشطة الحقوقية إن "السبب وراء هذا القرار يعود إلى المزاج العدواني السائد". وقالت: هذا "نوع من الاستسلام للمتطرفين. لكن حجم الكراهية تجاهنا كبير"، وتابعت: "خاصة بعد أن أعلنا تضامننا مع إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الوحشي الذي نفذته حماس ضدها". ومنذ ذلك الحين ازدادت حدة التهديدات.
مسجد "ابن رشد ـ غوته" مغلق منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. لكن صلاة الجمعة وكذلك الاستشارات والزواج للمسلمين المثليين تقام بعد التسجيل وفي ظل احتياطات أمنية مشددة، وفق سيران أطيش. وسيشارك أعضاء المسجد أيضاً في فعالية الحوار بين الأديان بكنيسة "سانت ماري" البروتستانتية في برلين عشية اليوم العالمي للمثليين المعروف بـ " "كريستوفر ستريت داي". ووفق أطيش، تزايدت المشاعر المعادية للمثليين بين المسلمين. "مع الهجرة التي شهدناها منذ عام 2015، كما ازدادت الرغبة في استخدام العنف ضد المثليين." وأشارت المحامية بشكل خاص إلى فئة "اللاجئين القصر غير المصحوبين، ومعظمهم من الذكور المسلمين. وأكدت أن "السياسة تقلل من خطورة الأمر وتنكره".
إ.م
أشهر عشرة مساجد في ألمانيا
تتميز ألمانيا بتنوع الأديان والثقافات، ويساعد الدستور على هذا التنوع لأنه يضمن حرية العبادة. وهذا الحق الدستوري ساعد ملايين المسلمين على الاندماج في بلدهم الجديد وبناء دور عبادة لهم. أهم مساجد المسلمين في صور.
صورة من: picture alliance / dpa
مسجد مدينة كولونيا
لا يزال هذا المسجد قيد الإنشاء، وسيصبح أكبر مساجد ألمانيا بمساحة تبلغ 16500 متر مربع ويتسع لأكثر من 1200 شخص. اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB)، وهو أكبر جمعية إسلامية مسجلة رسمياً، قرر بناءه ليكون المسجد الرئيسي للاتحاد في ألمانيا. مساحة المسجد الكبيرة واحتواؤه على منارتين كبيرتين ارتفاعهما أكثر من 50 متراً أثار ردود أفعال مختلفة في ألمانيا، معظمها رحب ببنائه في حين رفضه آخرون.
صورة من: DW/S. Dege
مسجد فيلمرسدورف للطائفة الأحمدية
يقع أقدم جامع في ألمانيا في منطقة فيلمرسدورف بمدينة برلين، ويعتبر مقر العبادة الرئيسي للطائفة الأحمدية. انتهى بناء المسجد سنة 1928 ويحتوي على منارتين عاليتين يصل ارتفاعهما إلى ما يقارب 32 متراً وويبلغ قطر قبته عشرة أمتار.
صورة من: picture-alliance/akg-images/Jost Schilgen
مسجد فضل عمر
يقع هذا المسجد في مدينة هامبورغ وشيدته الطائفة الأحمدية سنة 1957، وهو بالتالي يعتبر أول مسجد يبنى في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو ثاني أقدم مساجد البلاد. ولفترة من الزمان، بقي هذا المسجد مكان العبادة الوحيد لكل المسلمين في منطقة هامبورغ وضواحيها، ولهذا استخدمته الطائفة الأحمدية كمكان للتواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
صورة من: cc-by- Daudata
المسجد الأحمر
يقع في حدائق قصر شفيتسنغين في ولاية بادن– فورتمبيرغ جنوب غرب ألمانيا. أراد كارل تيودور، أمير منطقة فالز– بافاريا، بناء حديقة كبيرة في أواخر القرن الثامن عشر تحتوي على رموز للتسامح والتعايش الديني، فقرر بناء هذا المبنى على شكل مسجد إسلامي بمنارتين كبيرتين ليرمز إلى الإسلام. استخدم المبنى عدة مرات كمسجد للصلاة كان آخرها في القرن الماضي. يعتبر المبنى من الرموز المعمارية المهمة في بادن– فورتمبيرغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد "المعماري سنان" في موزباخ
قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) بتشييد هذا المسجد، وتسميته نسبة إلى سنان، أشهر المهندسين المعماريين في الإمبراطورية العثمانية. يقع هذا المسجد على الضفة الغربية من نهر الإلتس في مدينة موزباخ بولاية بافاريا، على مساحة 875 متراً مربعاً. الطابع المعماري للمسجد مستقى من الطراز المعماري للمنطقة القريبة من سلسلة جبال الألب. تم افتتاح هذا المسجد سنة 1993.
صورة من: cc-by-AlterVista
مسجد المركز في دوسبورغ
يعتبر هذا المسجد أحد أكبر المساجد في ألمانيا ويتسع لأكثر من 1200 مصلٍ. يحتوي المسجد على منارة يبلغ ارتفاعها 34 متراً وتم تشييده سنة 2008.
صورة من: Getty Images
مسجد سيتليك في برلين
تحتوي مدينة برلين وحدها على أكثر من 80 مسجداً وعشرات المصليات. ويعتبر مسجد سيتليك (مسجد الشهداء بالعربية) للجالية التركية، الذي تبلغ مساحته نحو 800 متر مربع، هو أكبر مساجد العاصمة الألمانية وثاني أكبر مسجد في ألمانيا ويقع بالقرب من مقبرة الأتراك بالمدينة، التي تحمل نفس الاسم. ويتسع المسجد لأكثر من 1500 شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد عمر في برلين
هذا المسجد هو ثاني أكبر مسجد في برلين ويقع في ضاحية كرويتسبيرغ. اكتمل بناء المسجد سنة 2008 ويتسع لأكثر من ألف مصلٍ.
صورة من: Getty Images
مسجد الإمام علي في هامبورغ
وهو مسجد المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا. المركز الإسلامي في هامبورغ هو أقدم مؤسسة إسلامية في أوروبا، ويعتبر المسجد مركزاً للطائفة الشيعية في ألمانيا. وقد شيد في ستينيات القرن الماضي ويتسع لأكثر من ألف شخص.
صورة من: Getty Images
مسجد الفاتح في إيسن
قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) في مدينة إيسن غرب البلاد بتشييد هذا المسجد ليكون مركزاً إسلامياً للجالية التركية الكبيرة في المدينة. يتميز المسجد بطرازه المعماري الجميل وبمنارته العالية التي تتجاوز 30 متراً.