مسرحية للأطفال في مسجد تزيد علاقات أنقرة بفيينا تأزُّماً
١٨ أبريل ٢٠١٨
تبحث الحكومة النمساوية اتخاذ إجراءات ضد مسجد استضاف مسرحية أطفال عن معركة عثمانية في الحرب العالمية الأولى، فيينا طرحت خيارات عدة من بينها إغلاق المسجد وحلّ منظمة تركية تابعة للهيئة الدينية الرسمية بأنقرة.
إعلان
تسببت تقارير عن ارتداء أطفال ملابس عسكرية لتمثيل معركة تاريخية، وذلك في مسجد تركي بالعاصمة النمساوية فيينا في انتقادات من جانب الحكومة النمساوية الأربعاء (18 أبريل/ نيسان 2018).
ونشرت صحيفة "فالتر" الأسبوعية صوراً لصبية وفتيات يقومون بمسيرة استعراضية بالملابس العسكرية ويحملون أعلام تركيا في آذار/ مارس، للاحتفال بمعركة جاليبولي أو معركة (شنق قلعة) التي وقعت عام 1915 والتي انتصرت فيها الإمبراطورية العثمانية على بريطانيا وفرنسا.
وتظهر صور أخرى من عام 2016 الأطفال وهم يمثلون أنهم قتلى حرب. ويخضع المسجد وهو أحد أكبر المساجد في فيينا لإدارة منظمة شاملة للمغتربين الأتراك تعرف باسم (أتيب) والتابعة للهيئة الدينية الرسمية التركية.
وقال المستشار النمساوي المحافظ سباستيان كورتس: "لا يوجد مكان لهذا في النمسا.. لن يكون هناك تهاون بالمرة"، مضيفاً أن وزارة الداخلية والهيئة النمساوية التي تشرف على المسائل الدينية ستتخذ إجراء.
وأضاف كورتس: "من بين الخيارات القضائية إغلاق المسجد وحلّ المنظمة"، في إشارة إلى (أتيب).
يُشار إلى أن كورتس هو أحد أكثر المنتقدين اللاذعين بالاتحاد الأوروبي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونزعته الاستبدادية. ويدعو المستشار النمساوي لوضع حد لمحادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي. وأقرت المنظمة في بيان أنه ما كان ينبغي تمثيل المعركة في مسجد وما كان ينبغي إشراك أطفال.
وقالت المنظمة الأربعاء إنه جرى إجبار الموظف المسؤول على التنحي قبل عدة أسابيع، قبل ظهور تقارير وسائل الإعلام.
ع.غ/ م.س (آ ف ب، د ب أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)