1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسرحية "ليلى والمجنون" تفتتح مهرجان الرور الألماني

٢٤ أغسطس ٢٠١٠

حتى العاشر من تشرين الأول / أكتوبر يقدم مهرجان الرور الدولي نحو 130 فعالية ثقافية، تتمحور هذا العام حول الثقافة الإسلامية. وافتتح المهرجان في مدينة بوخوم الألمانية بعرض موسيقي استوحى حكاية العاشقين "ليلى والمجنون".

"مجنون ليلى" على ضفاف الرورصورة من: DW-TV

يهيم قيس بن الملوح على وجهه في الصحراء. أفكاره تدور في فلك الحبيبة البعيدة، التي حُرم من رؤيتها. وينساق وراء مشاعره حتى يفقد ذاته وعقله، فيطلق عليه الناس "المجنون". كان قيس أميراً وولي العهد، غير أن هوى ليلى جعله ينسى عرش البلاد. ملكت عليه ليلى حياته ونفسه، فهام بها حباً ولم يعد له هدف في حياته سوى رؤية معشوقته.

"مجنون الرور"

اختار فيلي ديكر، مدير مهرجان الرور الدولي، "مجنون ليلى" في الصيغة الشعرية، التي وضعها الشاعر الفارسي نظامي في القرن الثاني عشر ليحولها إلى مسرحية موسيقية افتتحت مهرجان الرور هذا العام، ووضع موسيقاها الملحن الفلسطيني المقيم في ألمانيا سمير عودة التميمي، مستخدماً آلة الناي على وجه الخصوص ليعبر بها عن ألم قيس وجنونه. غير أن موسيقى المسرحية الألمانية لا تنقل المشاهد إلى أجواء الحب والعشق، بمقدار نقلها له إلى أجواء التيه والتشتت والحرب؛ إذ أن مُعدّ النص المسرحي، الكاتب ألبرت أوسترماير، نقل قصة "مجنون ليلى" إلى عصرنا، إلى أيام العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق.

الرمال تغطي خشبة المسرح ، ومن مكبرات الصوت يتصاعد دوي القنابل وطلقات الرصاصصورة من: Paul Leclaire

حاول أوسترماير في معالجته الدرامية أن يُبقي على المشاعر الفياضة، التي يتسم بها الأصل الفارسي، غير أن معالجته الحماسية قد لا يستسيغها المشاهد الألماني، بل إنها تثير الابتسام أحياناً في مواضع تستدعي البكاء. ولكن، في المقابل، لقد نجح المخرج فيلي ديكر ومصمم الديكور فولفغانغ غوسمان في تقديم صور ومشاهد موحية ورائعة.

يرى المشاهد خشبة المسرح مغطاة بالرمال، كما يرى سيارة عسكرية ضخمة، وجنوداً يركضون ويطلقون الرصاص قبل أن يلقوا حتفهم. من مكبرات الصوت تتصاعد انفجارات القنابل وطلقات الرشاشات الآلية. ثم ترتفع السيارة العسكرية وتتأرجح تحت سقف المسرح وكأن يدَ شبحٍ أمسكت بها، ثم تتساقط من الرمال إطارات السيارة مكونةً صورة سحرية تأخذ بلب المشاهد.

وجه آخر من وجوه الثقافة العربية

طريق قصير يفصل بين العشق المتطرف والانتحارصورة من: Paul Leclaire

وإذا كان التراث العربي ينظر إلى المجنون باعتباره بطلاً ضحى بنفسه من أجل حبه، فإن المسرحية الألمانية لا تقتصر على هذا الجانب، إذ يخوض "مجنون الرور" حرباً يضحي فيها بأبيه، وفي النهاية يصب البنزين على جسده ثم يشعل النار. وكشعلة حية يتأرجح على خشبة المسرح، فالطريق قصير بين العشق المتطرف والانتحار. ولعل المخرج بهذا المشهد يعبر عن محور دورة مهرجان الرور هذا العام، أي الخوف من التطرف والبحث عن جذور الإرهاب والحروب.

غير أن مسرحية "ليلى والمجنون" على ضفاف الرور تظهر أيضاً جانباً آخر من الثقافة العربية، وهو جانب كثيراً ما يغيب في خضم الأخبار الدموية القادمة من الشرق الأوسط، ألا وهو الجانب الثقافي بكل ما يتضمنه من ثراء شعري وأدبي.

شتيفان كايم / سمير جريس

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW