يبدو أن الدولي الألماني مسعود أوزيل بدأ يتعافى من الأزمة التي حلّت به منذ أن التقط صورته الشهيرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وهذا يحدث على أرض أرسنال وبعيدا عن ألمانيا!
إعلان
يبدو أن اللاعب الدولي مسعود أوزيل تجاوز الأزمة التي واجهها مؤخرا مع منتخب ألمانيا والجدل المحتدم الذي دار حول شخصه بسبب لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء الحملة الانتخابية للرئاسيات التركية، إلى أن بلغت الأمر بعد مونديال روسيا 2018 إلى إعلانه عدم اللعب بقميص المنتخب الألماني طالما لا زال يشعر "بالعنصرية والتهميش".
في آخر مباراة له مع فريقه الانجليزي (15 أيلول سبتمبر 2018)، قاد مسعود أوزيل أرسنال إلى الفوز للمرة الثانية خارج وملعبه، وذلك لأول مرة منذ عام 2017. وأحرز أوزيل هدف الفوز هذا بعد أن افتتح غرانيت تشاكا التسجيل لصالح أرسنال من ركلة حرة، لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف على حساب نيو كاسل.
طريقة اعتزال أوزيل - كيف يراها الشارع الألماني؟
03:16
تزامنا مع ذلك كشفت صحيفة "ديلي إكسبرس" أن أوزيل يتواجد على رادار الغريم مانشستر يونايتد. وحسب المصدر فإن المدرب جوزيه مورينيو سعى بداية العام الجاري ولا يزال إلى ضمّ لاعب خط الوسط إلى صفوف "الشياطين الحمر". غير أن أوزيل قرر البقاء لدى النادي اللندني إلى غاية موسم 2021.
وكان مدرب أرسنال أوناي إيمري قد ألمح مؤخرا بأنه ينتظر من أوزيل مزيدا من العطاء والمردودية، لكن في الوقت ذاته لم يصدر عن النادي أي إشارات تدل على أنه مستعد للتخلي عن اللاعب الألماني من أصول تركية في الميركاتو القادم.
يذكر أن المدير الفني للمانشافت يواخيم لوف طوى رسميا صفحة أوزيل حين ذكر في مؤتمر صحفي قبيل مباراة المنتخب الألماني مع نظيره الفرنسي (1-1) عند افتتاح مشوار الفريقين ببطولة دوري أمم أوروبا قائلا: "انتهى هذا الموضوع. إذا كان لاعب أعلن اعتزاله اللعب الدولي ، لن تستطيع إعادته بعد ثمانية أسابيع".
وأعلن أوزيل (29) اعتزاله اللعب الدولي بعد المشاركة مع المانشافت في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا وذلك لشعوره بأن الاتحاد الألماني وخاصة رئيسه راينهارد غريندل تعامل معه بعنصرية في قضية الصور التي التقطها اللاعب برفقة الرئيس التركي. واستنكر لوف مصطلح "العنصرية" في مواجهة الاتحاد الألماني ، وقال : "لم يكن هناك أي شكل للعنصرية في فريقنا. كل لاعبينا كانوا مندمجين بشكل رائع في الفريق".
و.ب
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م