ماذا بعد إلغاء المباراة الدولية في هانوفر الألمانية وكيف سينعكس ذلك على مباريات البوندسليغا؟ رابطة الأندية الألمانية أكدت أن منافسات المرحلة 13 ستنطلق في موعدها، لكن كيف؟
إعلان
كان من المفترض أن تتحول مباراة ألمانيا-هولندا الودية على ملعب هانوفر أمس الثلاثاء (18 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، التفاتة رمزية لمآزرة الشعب الفرنسي الجريح وللتعبير عن موقف أوروبي موحد رافض لجميع أشكال الإرهاب. غير أن المباراة ألغيت بسبب تحذيرات أمنية أو ما وصف بـ"تهديد فعلي" وفق ما جاء في بيان الداخلية الألمانية، فيما طلب الوزير توماس ديمزيير في مؤتمر صحفي عقده إلى جانب الرئيس المشارك للاتحاد الألماني لكرة القدم راينر كوخ، بجرعة ثقة مسبقة، في إشارة إلى أن الداخلية الألمانية لن تقدم أي تفاصيل حول التهديدات القائمة.
وفي ذات المؤتمر الصحفي نطق كوخ، الرئيس المؤقت للاتحاد مناصفة مع راينهارد راوبول، جملة وقف عندها الكثيرون، حين قال: إن العالم الكروي "لن يبق على عهده" بعد أحداث باريس.
وهذه الجملة تحمل من الدلالات ما زرع الخوف في قلوب بعض عشاق كرة القدم، إذ بدأت الهواجس تحوم حول مستقبل اللقاءات الكروية بين بطش إرهاب منقطع النظير وبين هستيريا الخوف أمام ظاهرة لا منطق لها سوى القتل والدم.
مباريات البوندسليغا ستقام في موعدها
وتوالت الأحداث عشية إلغاء مباراة هانوفر، وكانت البداية من هانوفر، إذ أعلن النادي الذي ينافس في دوري الدرجة الأولى على حدود الساعة الثامنة صباحا استغناءه عن الحصص التدريبية التي كانت ستجرى في ذات الملعب الذي تمّ فيه أمس الثلاثاء إخلاء جميع الحاضرين من الإعلاميين والجمهور.
بعد ساعات قليلة من ذلك، أعلن نادي كولونيا أنه سيرفع من إجراءاته الأمنية وستكون قوات الأمن "ظاهرة" للعيان خلال اللقاء المرتقب يوم السبت بينه وبين ماينز. موازاة لذلك أعلن هامبورغ إقامة المباراة على أرضه أمام دورتموند مساء غد الجمعة. وذلك قبل أن يصدر عن راينهارد راوبول الرئيس المشارك المؤقت للاتحاد الألماني للعبة بيان للتأكيد أن مباريات المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الألماني (بوندسليغا) ستقام في مواعيدها.
اعتداءات باريس..مشاهد الحزن والتضامن تعم العالم
عبر الآلاف في أفرنسا وفي كل أنحاء العالم عن تأثرهم بالصدمة التي أحدثتها اعتداءات باريس الإرهابية، وتم تنظيم تجمعات في مواقع مختلفة للتعبير عن التضامن مع فرنسا وإدانة الإرهاب، كما يوضح ملف الصور التالي:
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Pilipey
مشاعر الصدمة والحزن تخيم على الفرنسيين عقب هجمات باريس الدامية التي استهدفت أبرياء في مواقع مختلفة في العاصمة باريس
صورة من: Reuters/C. Hartmann
وخرج آلاف الأشخاص إلى شوارع فرنسا الأحد لتكريم ضحايا الهجمات الإرهابية في باريس، هنا مشهد من كنيسة نوتر دام بباريس التي احتضنت قداسا شارك فيه المئات ومشاعر لحزن تعتصرهم.
صورة من: DW/L. Scholtyssik
وقف الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، يرافقه رئيس الوزراء مانويل فالس دقيقة صمت في باحة جامعة السوربون في باريس حدادا على أرواح الضحايا ال 132.
صورة من: Getty Images/AFP/S. de Sakutin
عاد مئات الأشخاص إلى ساحات شهيرة في باريس على الرغم من الحظر المفروض على التجمعات العامة الضخمة والذي فرض بعد هجمات الجمعة التي أسفرت عن مقتل 132 شخصا على الاقل، وجرح 300 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Christians
أصبحت ساحة الجمهورية مكانا لتجمع الأشخاص الذين يتسمون بالجرأة بعد الهجمات المميتة للاعلان بأنهم لن يرضخوا للارهاب. واستهدف المهاجمون يوم الجمعة مطاعم ومقاهي قريبة من الساحة، فضلا عن قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية القريبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Christians
الرئيس الألماني يواخيم غاوك اعتبر أن العالم يواجه "حربا من نوع جديد" يخوضها إرهابيون مصممون على قتل من يرفضون إتباع "أيديولوجيتهم الوحشية". وفي ذكرى ضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانية قال الرئيس "نحن نعيش في زمن نحزن فيه على ضحايا نوع جديد من الحروب. هؤلاء هم ضحايا عصابات قاتلة وخبيثة".
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-D. Gabbert
أمريكيون يضعون أكاليل زهور ترحما على أرواح ضحايا اعتداءات باريس، فيما ضاعف معارضو الرئيس الأميركي أوباما انتقاداتهم بسبب ما يعتبرونه تقصيرا في الإستراتيجية الأميركية حيال تنظيم "داعش"، وطالب جمهوريون باستنفار من حلف شمال الأطلسي ونشر قوات في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Lo Scalzo
شبان مغاربة يشعلون الشموع أمام مقر القنصلية الفرنسية بالعاصمة الرباط، حيث قالت وزارة الداخلية المغربية الاثنين إن الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لخلية من المتشددين لها صلة بتنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
بولنديون يعبرون عن تضامنهم مع ضحايا اعتداءات باريس، فيما أثارت تصريحات وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة البولندية غداة تلك الاعتداءات أن بلاده لا يمكنها الالتزام بقرار الاتحاد الأوروبي باستقبال تسعة آلاف لاجئ استياء في عواصم أوروبية مثل برلين التي ذكرت بمبدأ التضامن بين الأوروبيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Turczyk
إيرانيون يشعلون شموعا أمام مبنى السفارة الفرنسية في طهران تضامنا مع الضحايا، فيما دانت الصحافة الإيرانية إلى حد كبير اعتداءات باريس، غير أن صحف المحافظين حملت السياسات الفرنسية في سوريا المسؤولية. ودان الرئيس الإيراني حسن روحاني الهجمات التي تبناها تنظيم "داعش".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
المئات من الألمان توافدوا على ساحة باريس ببيرلين، حيث يوجد أيضا مقر السفارة الفرنسية، للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الاعتداءات الدامية في باريس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
وفي العاصمة الأوكرانية وضع مواطنون الزهور والشموع أمام مقر السفارة الفرنسية في كييف، وشاركهم في ذلك الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Pilipey
12 صورة1 | 12
الان السؤال الشاغل هو كيف ستعمل الدولة لتأمين سلامة المباريات في ظل الضغط المتزايد على أجهزتها والنقص الكبير الذي تعانيه في كوادرها؟ ولكي لا ينتشر المزيد من القلق، أقام رئيس نقابة الشرطة راينر فينت مؤتمرا صحفيا أكد فيه أنه و"بسبب الوضع العام، تمّ رفع مستوى التأهب، سواء بشكل ظاهر أو مستتر"، وأكد الأخير أن الشرطة الألمانية "قادرة" على تأمين سير جميع مباريات البوندسليغا.
وفي وسط هذا النقاش يبدو الإصرار على إقامة المباريات إصراراً على الحياة كرد على الإرهاب، ومن هذا المنطلق أقيمت مباراة فرنسا- بريطانيا على ملعب ويمبلي الشهير في لندن وغنى هناك الجميع فرنسيون وبريطانيون النشيد الوطني الفرنسي. ومن هذا المنطلق أيضا شدد فيليب لام على "ثقته غير المحدودة" بالأجهزة الأمنية التي لها أحقية القرار بإقامة المباريات أو إلغائها.
وأضاف لام أنه في نهاية الأسبوع "لن يشعر بأي شيء آخر يختلف عما يشعر به عادة عندما يدخل الملعب". وتابع لام لصحيفة مونشنر ميركور: "نحن نعرف أنه لا يمكننا حماية أنفسنا بشكل مطلق، وإذا كنا نفكر هكذا، فعلينا أن لا نغادر منازلنا إطلاقا".