مسقط رأس هتلر سيتحول لمركز شرطة ومكان لورشات حقوق الإنسان
٢٧ مايو ٢٠٢٣
من مكان لولادة الديكتاتور النازي أدولف هتلر إلى مركز للشرطة ومكان لتنظيم ورشات تدريب على حقوق الإنسان. هذا ما قررته الحكومة النمساوية في مصيرالبيت الذي ولد فيه هتلر بعد جدل دام سنوات.
إعلان
بعد سنوات من الخلاف توصل السياسيون ولجنة من الخبراء في النمسا إلى اتفاق بشأن الاستخدام المستقبلي للبيت الذي ولد فيه الزعيم النازي أدولف هتلر.
وحسب ما أعلنت وزارة الداخلية النمساوية، سيتم تحويل المبنى إلى مركز شرطة اعتبارًا من الخريف، كما كان مخططًا منذ فترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك وبناءً على توصية من لجنة الخبراء المختصة، سيتم تنظيم دورات تدريبية في مجال حقوق الإنسان لضباط الشرطة في المبنى مستقبلا.
وقال المؤرخ وعضو اللجنة أوليفر راتكولب للصحفيين إنه باستخدام المنزل كمركز للشرطة، يكون تم التوصل لاستخدام مناسب "لتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية". وبحسب البيان، فإن الهدم أو إنشاء نصب تذكاريغير وارد بالنسبة لأعضاء لجنة الخبراء، حسب ماجاء في موقع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تجهيز المبنى في عام 2025، وسيتم بعدها نقل مركز الشرطة وقيادة شرطة المنطقة إلى هناك عام 2026. وبذلك يضع هذا الأمر نهاية لجدل استمر لمدة عام حول استخدام المبنى.
لجنة ترفض تحويل المبنى لنصب تذكاري
وتولت لجنة منذ عام 2016 مسؤولية البحث في الاستخدام المستقبلي للمبنى الذي ولد فيه هتلر، ومن بينهم علماء وممثلون عن الطائفة اليهودية ووزارة الداخلية وأرشيف التوثيق للمقاومة النمساوية.
مرور 75 عاما على محاكمات نورنبيرغ الشهيرة ضد النازيين
05:12
وعبرت اللجنة مرارًا وتكرارًا عن رفضها لاستخدام المبنى كنصب تذكاري. إذ ترى أن النصب التذكاري ينبغي أن يركز على ضحايا الحقبة النازية وهو ما لا يوفره مسقط رأس هتلر، الذي هو مكان الجاني وليس الضحية.
كما رفضت اللجنة فكرة الهدم الكامل للمبنى، لأن ذلك قد يفسر على أن النمسا تتنصل من مسؤوليتها التاريخية من خلال ذلك، كما جاء في موقع القناة النمساوية العمومية ORF. كما أن الهدم ليس ممكنًا أيضا من الناحية القانونية بسبب القانون الذي يلزم الحكومة الفيدرالية بمواصلة استخدام المبنى بطريقة هادفة.
استطلاع رأي يعارض تحويل البيت لمركز شرطة
وفي استطلاع أجراه معهد أبحاث السوق ونشرته ORF فإن غالبية الذين استطلعت أراؤهم مؤخرًا هم ضد تحويل مسقط رأس هتلر إلى مركز شرطة. فوفقًا لاستطلاع الرأي هذا فقد أيد 53 في المائة إنشاء مؤسسة تعنى بالديمقراطية وإحياء ذكرى ضحايا النازية ومناهضة الفاشية والتسامح والسلام. وطالب 23 في المائة بهدم المبنى، فيما أيد ستة في المائة فقط تحويله إلى مركز للشرطة. وشارك في استطلاع الرأي الذي أجري في شهر مارس/ آذار 1000 نمساوي.
يذكر أن البيت الذي ولد فيه هتلر تحول إلى مبنى فارغ منذ خروج المؤسسة الخيرية Lebenshilfe منه عام 2011 والتي كانت تدير هناك ورشة عمل للمعاقين.
و في عام 2017 صادرت الدولة النمساوية ملكية المبنى بعد أن رفضت مالكته الالتزام بلوائح البناء والحماية من الحرائق، وفق ما جاء في موقع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ.
هشام الدريوش
مرور ثلاثين عاما على فضيحة مذكرات هتلر
قبل ثلاثين سنة بدأت مجلة" شتيرن" الألمانية بنشر ما زعمت أنها مذكرات أدولف هتلر، معتقدة أنها حققت سبقا صحفيا عظيما، لكن سرعان ما تبين أن المذكرات مزورة، ليتحول السبق الصحفي لأكبر فضيحة إعلامية في تاريخ ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
مؤتمر صحفي وحضور إعلامي كبير
في 25 أبريل/ نسيان قامت مجلة" شتيرن" الألمانية بدعوة عدد كبير من الصحفيين إلى مقرها في مدينة هامبورغ، وذلك لحضور مؤتمر صحفي أعلن فيه الصحفي غيرد هايدمان عن حصول المجلة على مذكرات الزعيم النازي أدولف هتلر. كان الفخر باديا على هايدمان الذي سيصبح بعد أيام محط سخرية الصحافة العالمية.
صورة من: picture-alliance/dpa
"صفقة العمر"
غيرد هايدمان كان يعمل في التحقيق الصحفي لدى مجلة "شتيرن" منذ سبعينات القرن الماضي. وكان يجمع قطعا تعود إلى العهد النازي، ثم أصبح مديونا بسبب شرائه ليخت تعود ملكيته لهرمان غورينغ أحد قادة الجيش النازي. وعندما عرض عليه أحد الأشخاص مذكرات هتلر، اعتقد أنها "صفقة العمر".
صورة من: ullstein bild
خبراء بلا خبرة
دعت مجلة "شتيرن" إلى المؤتمر الصحفي الذي عقدته، المؤرخ البريطاني المتخصص في شؤون هتلر، هيوغ تريفور-روبر وأستاذ التاريخ الأمريكي غرهارد لودفيغ فاينبيرغ، اللذان أكدا خلال المؤتمر أن المذكرات حقيقية. بعد ذلك بوقت قصير يفند خبراء ألمان إدعاءات الخبيرين الأمريكي والبريطاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
دلائل أولى على التزوير
مساء يوم السادس من مايو/ آيار 1983 تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن مذكرات هتلر مزورة، حيث أكد خبراء هئية مكافحة الجريمة والإدارة الاتحادية لفحص واختبار المواد، أن المواد التي كتبت عليها المذكرات مصنوعة بعد الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture alliance/AP Photo
حروف خاطئة
الأحرف الأولى التي جاءت بها المذكرات كانت محط استغراب. فعوض "أ. هـ" التي ترمز لأدولف هتلر.عُثر على أحرف "ف. هـ" على غلاف المذكرات. وتضاربت التفسيرات حول هذا الاختصار، الذي يبعث على الشك.
صورة من: picture-alliance/dpa
اكتشاف المزور
خلال أيام تم الكشف عن هوية مزور المذكرات، وهو الرسام كونراد كوجاو، حيث كان يتواصل مع صحفي مجلة "شترن" عن طريق رجل وسيط. قام كوجاو ببيع 62 مجموعة من المذكرات المزورة لمجلة "شترن" بما يعادل اليوم 4.75 مليون يورو. وكان كوجاو خلال عملية النصب يحمل اسما مستعارا.
صورة من: AP
المحاكمة والإدانة
تم تقديم كوجاو والصحفي هايدمان للمحاكمة. وحكم على كوجاو بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بعد إدانته بتهمة النصب والتزوير. أما هايدمان فحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر، بعد إدانته باختلاس جزء من المبلغ الذي دفعته مجلة "شتيرن" لشراء المذكرات.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلم كوميدي عن الفضيحة
في سنة 1992 تم تناول الفضيحة الإعلامية في السينما، ولكن في إطار كوميدي من دون الإشارة إلى الأسماء الأصلية، حيث لعب دور المزور في فيلم Schtonk أوفه أوكسين كنيشت تحت اسم كنوبيل، أما غوتس غيورغ فقد لعب دور الصحفي فيلي الذي قام بنشر الفضيحة، واشترك في الفيلم أيضاً كل من هارالد يونكه وفيرونيكا فيريس.
صورة من: imago stock&people
تجارة التزوير
قضى كوجاو ثلاث سنوات فقط من مدة عقوبة السجن، نظرا لإصابته بسرطان في الرأس. بعد الإفراج عنه استغل شهرته وفتح رواقا فنيا يبيع فيه أعمالا فنية مقلدة. توفي كوجاو في شتوتغارت في 12 سبتمبر/ أيلول 2000.
صورة من: picture-alliance/dpa
نهاية صحفي
قضى الصحفي هايدمان عقوبته كاملة، فيما انتهت حياته الصحفية إلى الأبد. في سنة 2002 نشرت مجلة "دير شبيغل" تقريرا كشفت فيه تعاون هايدمان مع مخابرات المانيا الشرقية "شتازي". يبلغ هايدمان اليوم الـ 81 ويعيش في هامبورغ.