1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسلمات يوزعن الدستور الألماني لتصحيح صورة المسلمين

١٢ يونيو ٢٠١٢

لازال النقاش حول السلفيين يشغل الرأي العام في ألمانيا. في هذا الصدد قامت مسلمات بتوزيع نسخ من الدستور الألماني للتأكيد على انتماء المسلمين لهذا البلد. الدستور الأساسي يشكل في رأيهن القاسم المشترك لكل أطياف المجتمع.

Eine von Hans D. Jarass und Bodo Pieroth kommentierte Ausgabe des Grundgesetzes der Bundesrepublik Deutschland liegt am Dienstag (22.05.2012) auf einem Tisch in Berlin. Foto: Jens Kalaene dpa/lbn
صورة من: picture-alliance/ZB

أثارت حملة توزيع القرآن من طرف بعض السلفيين في الشوارع الألمانية جدلا كبيرا داخل الأوساط السياسية وقسمت الشارع الألماني إلى مؤيد ومعارض. غير أن تورط بعض السلفيين في أعمال عنف ضد الشرطة الألمانية خلال إحدى المظاهرات المضادة لحزب يميني متطرف في ولاية شمال الراين فيستفاليا أثر بشكل سلبي على صورة المسلمين في هذا البلد. وبذلك يستمر الجدل في ألمانيا حول مدى انتماء المسلمين لهذا البلد وولائهم.#b#

وفي ظل هذا النقاش الدائر وفي محاولة لكسر الصور النمطية تجاه المسلمين في ألمانيا قامت مجوعة من النساء المهاجرات في مدينة فرانكفورت بمبادرة توزيع نسخ من الدستور الألماني في شوارع المدينة في رد فعل منهن على ما تركه هذا النقاش من انعكاسات سلبية على أكثر من 4 ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا.

القاسم المشترك لهذه المجموعة من النساء يتجلى في نجاحهن المهني واندماجهن داخل المجتمع الألماني بالإضافة إلى اهتمامهن بقضايا المهاجرين في ألمانيا. وتحمل هذه المبادرة النسائية إسم " مبادرة النساء التقدميات في مدينة فرانكفورت."

سلفيون متظاهرون في مدينة كولونيا.صورة من: picture-alliance/dpa

سوناي كابكان ، إحدى الناشطات في هذه المبادرة تكاد تفقد أعصابها عندما يكون الحديث عن مخاطر السلفيين في ألمانيا. فكابكان أحست بهذا الخطر في شهر أبريل/نيسان، عندما بدأت مجموعة من السلفيين بتوزيع نسخ من القرآن في الأماكن العامة في أنحاء عديدة من ألمانيا. ولذلك فكرت كابكان في القيام بشيء ما من أجل التصدي لمخاطر محتملة قد تمس جميع المسلمين: " المجتمع الألماني لن يقبل ذلك، يتعين علينا القيام بشيء ما. علينا أن نقوم بتوزيع الدستور الألماني، فهو أهم كتاب في مجتمعنا وبذلك يمكننا الوصول إلى تعايش سلمي وديمقراطي. وفي ما يخص الاعتقاد الديني فهذا أمر شخصي. ولذلك يجب علينا جميعا أن نلتزم بالدستور."

"المشكل ليس ديني بل اجتماعي بالدرجة الأولى "

وتطورت هذه المبادرة النسائية التي أصبحت تضم ا أكثر من 160 امرأة من أصول أجنبية. إنهن نساء ناجحات، لهن تكوين أكاديمي عالي وتفوقن في المهن التي يزاولنها. وينطلق هدفهن الأساسي من هذه المبادرة في ضرورة توقف كل نقاش سلبي في ألمانيا حول الأديان بشكل عام وحول الإسلام بشكل خاص:" المشكل لا يكمن في الدين أوفي الإسلام ه، بل في المشاكل الإجتماعية ولإقتصادية التي يعاني منها المهاجرون بالدرجة الأولى." ولهذا تطالب المبادرة بتناول أسئلة أكثر أهمية، مثل كيفية تقليص الفجوات في المجال التعليمي أو الصعوبات التي يعاني منها المهاجرون عند دمجهم في سوق العمل:" نريد لفت الأنظار إلى مواضيع المساواة والعلمانية والديمقراطية." وبما أن أساس الديمقراطية في ألمانيا هو الدستور الأساسي، فقد قررت هذه المجموعة النسائية الخروج إلى الشارع الألماني بهدف التواصل والحوار من خلال العمل على توزيع أكثر من 2000 نسخة من الدستور الألماني. كما يعبرن بذلك على مبدأ فصل الدين عن الدولة، حيث إنهن يرفضن مثلا دفع مستحقات الأئمة من أموال الدولة.

صور نمطية تجاه المسلمات

وتسعى المبادرة النسائية أيضا إلى إبعاد بعض الصور النمطية المنتشرة داخل المجتمع الألماني حول المسلمات بشكل خاص. وغالبا ما تتسم تلك النظرة بالسلبية وتحصر النساء المهاجرات في نموذج المحتجبات غير الدارسات، واللواتي يعشن تحت رحمة أزواجهن ويمتنعن عن الاندماج داخل المجتمع الألماني. وقد ساهم هذا الوضع في تحريك النساء للمشاركة في العمل السياسي والجمعوي، كما تقول كابكان عندما قالت: " نحن مثال حي على تجربة ناجحة في الاندماج."

سوناي كابكان و زيليها ديكمن تقفان خلف المبادرة النسائية لتوزيع الدستور الألماني.صورة من: privat

كابكان جاءت من تركيا في سن العاشرة إلى مدينة فرانكفورت صحبة عائلتها البسيطة، وكان أبوها يعمل في مهنة الخياطة. و بالرغم من تكوينها الدراسي المحدود استطاعت كابكان من إتمام دراستها في العلوم الاقتصادية وتربية ابنتيها رغم مغادرة زوجها لها. والآن وبعد 35 عاما فإنها تعمل كمستشارة اقتصادية.

قدوة للمهاجرات المسلمات

لا تشكل كابكان استثناءا في أوساط الأسر المهاجرة في ألمانيا، فهناك العديد من النماذج الناجحة التي استطاعت الاندماج في المجتمع الألماني بالرغم من الصعوبات الاجتماعية والمادية التي تعاني منها. وهناك قصة زيليها ديكمن التي جاءت من تركيا في سنها الثامن. وهي قصة تثير إعجاب العديد من الألمان مثل قصص العديد من أبناء المهاجرين، الذين جاؤوا مع عائلاتهم للعمل في ألمانيا وأغلبهم من تركيا و شمال إفريقيا. فقد كان أب ديكمن يشتغل كعامل بسيط. وكانت أمها تعمل كمساعدة في أحد المطاعم. غير أن هذه الظروف لم تمنع ديكمن من استكمال دراستها لتصبح مهندسة في المعلوميات، وهي أيضا أم لإبنين. هذا النجاح تحاول ديكمن أن توصله للجيل المقبل: " نريد أن نكون قدوة للمهاجرات الشابات، نريد أن نبرز لهن أنه بإمكانهن العيش باستقلال وحرية ونجاح، وأن مفتاح ذلك هو التعليم والدراسة." ومن أجل ذلك تقوم مبادرة مهاجرات فرانكفورت برعاية الفتيات من أصول أجنبية وتقديم يد المساعدة لهن.

" لدي تخوف من تشويه صورة المسلمين"

مبادرة فرانكفوت النسائية لتوزيع الدستور الألماني ليست الأولى من نوعها، فقبل حوالي شهر قام عضو البرلماني الألماني في حزب الخضر ميميت كيليك وهو من أصول تركية بتوزيع دساتير في شوارع مدينة بفورتسهايم. وجاء ذلك أيضا كرد فعل على النقاش حول السلفيين في ألمانيا . وقد حاول كيليك من خلال مبادرته توجيه رسالة إلى الرأي العام الألماني والمسئولين السياسيين مفادها:" لدي تخوف من تشويه صورة المسلمين، لأن أغلبية المسلمين ليسوا متطرفين." ووزع كيليك في ظرف ساعتين 350 نسخة بالإضافة إلى الحوارات الكثيرة التي أجراها مع المارة. وكانت ردود أفعال الشارع الألماني إيجابية على حد تعبير كيليك:" المبادرة لقيت إعجاب الناس، حيث إنهم اندهشوا من رؤية شخص من أصول أجنبية يقوم بتوزيع الدستور. كما شعر المسلمون أيضا بالارتياح من هذا المبادرة، التي أوضحت أن المسلمين يشاطرون القيم الديمقراطية التي يتضمنها الدستور الألماني ويحترمونها."

صورنمطية حول المسلمات في ألمانياصورة من: Fotolia/Mumpitz

مريم كلاوزنر/ أمين بنضريف

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW