مسلمون ومسيحيون في العالم العربي يدا في يد ضد حرق القرآن
٩ سبتمبر ٢٠١٠لا تزال خطة الكنيسة الأمريكية " "دوف وورلد اوتريتش سنتر" حرق مصاحف من القرآن في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر تثير الاستنكار والتنديد مع دعوة معظم ردود الفعل إلى إتباع أسلوب التهدئة في التعامل مع عمل وصف ب"الاستفزازي". وفي حوار مع دويتشه فيله أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، على أن خطط الكنيسة الأمريكية حرق مصاحف قرآنية "ينم عن روح حاقدة ولا تمت إلى الأديان بصلة"، لافتا إلى أن "الأديان تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي والحضاري بين شعوب العالم".
ورحب الدكتور التويجري بالتنديد الأمريكي والدولي ورفض لخطط القس تيرس جونز، راعي الكنيسة الأمريكية. وحث التويجري المسلمين على "نشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام" في الغرب، حتى يعرفوا أنه "دين تسامح" معتبرا ذلك أفضل السبل للعالم الإسلامي للرد على مثل هذه الخطة.
علماء الدين الإسلامي ينددون ويدعون إلى التهدئة
من جهته، قال الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والتي تتخذ من مكة في السعودية مقرا لها، في بيان اليوم الخميس، إن "الإقدام على إحراق القرآن اعتداء سافر على مسلمي العالم وهم مليار ونصف المليار من الناس". وطالب المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة باتخاذ الوسائل القانونية لمنع القس المذكور وكنيسته وأتباعه من حرق القرآن. وفي القاهرة، حذر العالم البارز الشيخ عبد المعطي البيومي، عضو مجمع بحوث الأزهر من أنه في حال نفذت كنيسة أمريكية خطتها بحرق القرآن، فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى "تخريب" العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
أما أحمد العبادي، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب فأكد "أن هذه الخطوة فردية ولا يجب أن تحسب على الديانة المسيحية"، لكونها صدرت عن طرف واحد. وأضاف في تصريح لـصحيفة "أخبار اليوم" المغربية أن هذا التهديد "الذي صدر عن شخص غير متسامح، يدل على محدودية في التفكير والتصور لأن حرق نسخ من المصحف لا يمكن أن تمنع القرآن من الصدور". وأكد العبادي أن هذه المحاولة "لن تنال شيئا من الإسلام والمسلمين و لن تسيء إلا لصاحبها الذي سيظهر في حجمه الحقيقي". ودعا العبادي المسلمين إلى ضرورة التعامل مع الأمر بهدوء، مشددا على أن الانسياق وراء خطة تيري جونز قد "يتسبب في توترات نحن في غنى عنها". وقال إن على أمريكا أن تقاضي هذا الشخص "لأن بها قوانين تمكن من متابعة كل من يحرض على أي عمل عدواني".
الطوائف المسيحية العربية – "خطط الكنيسة الأمريكية تتعارض مع ديننا"
ولم تقتصر ردود الفعل على المسلمين العرب فحسب، بل استنكر كبار ممثلي الطوائف المسيحية في العالم العربي خطة الكنيسة الأمريكية بحرق القرآن علنا. وفي سياق متصل أكد البابا شنودة الثالث، بابا الأقباط في مصر، لصحيفة الأهرام المصرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن القس الأمريكي تيري جونز، "لا علاقة له بالمسيح أو المسيحية". وقال رأس الكنيسة الأرثوذكسية القبطية إن "المسيحية لا تقبل إطلاقا جرح شعور الناس، خاصة في دينهم، كما لا تقبل العداوة و الكراهية و العنصرية."
من جهتها، أكدت كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية في سوريا، في بيان نقلت صحيفة تشرين الحكومية السورية اليوم الخميس مقاطع منه على موقعها الالكتروني، أن خطة حرق المصاحف تعكس مواقف متعصبة وعنصرية "غريبة عن المسيحية شكلا ومضمونا". وأكدت أنها تقف أمام أي "محاولة لإثارة الفرقة والتعصب بين مختلف الأديان والطوائف في كل مكان".
وأكد القس عمانويل غريب، رئيس رابطة الكنائس المسيحية في الكويت، في بيان صدر أمس الأربعاء، ونقلته وكالة الأنباء الكويتية، على "احترام تعاليم الشريعة الإسلامية وفي الوقت نفسه على قيم الاحترام المتبادل للعقيدة والدين وعدم المساس بالمشاعر الدينية لكل البشر باختلاف أديانهم". ووصف دعوة الكنيسة الأمريكية على حرق مصاحف ب"تصرف أحمق" من شأنه أن يؤدي إلى الإساءة البالغة إلى مشاعر مئات الملايين من المسلمين في العالم"، داعيا المسلمين والمسيحيين إلى تجنب طريق "التباعد والتوتر" واتباع طريق "الوحدة والسلام" في وجه مثل هذه الخطط.
شمس العياري
مراجعة: حسن زنيند