في أعقاب الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا الجمعة الماضية، طالب رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بزيادة الأمن والحماية للمساجد في ألمانيا، وأشار إلى تسجيل المجلس لنحو 20 جريمة معادية للإسلام هذا العام وحده.
إعلان
طالب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بتحسين حماية المساجد، وذلك في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي وأسفر عن مقتل 50 شخصاً.
وقال أيمن مزيك، رئيس المجلس، الثلاثاء (19 مارس/ آذار 2019): "أعتقد أن (ما حدث) نيوزيلندا هي دعوة للاستيقاظ، وقد بدأ الآن إدراك أن الموقف خطير، وقد قال لي الكثير من الآباء إنهم يتخوفون من إرسال أطفالهم إلى المساجد".
وأشاد مزيك بوزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لأخذه المشكلة على محمل الجد، ولكنه أشار أيضاً إلى أن حكومات الولايات الألمانية مسؤولة أيضاً، موضحاً أن المجلس يطالب السلطات المحلية، لهذا السبب، بأن تعيد النظر في خططها الأمنية وأن يتشاور وزراء داخلية الولايات في هذا الشأن مع بعضهم البعض.
ورأى رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أن التعديات والتهديدات لم يكن قد جرى أخذها على محمل الجد حتى الآن ولفت إلى أن رابطته كانت قد تلقت هي الأخرى خطاباً من الخلية الإرهابية اليمينية المسماة (إن إس يو)، التي كانت قد أرسلت رسائل تهديد بالبريد الإلكتروني إلى ساسة ومحاكم ومؤسسات وهيئات في ألمانيا.
وكانت السلطات في ألمانيا قد سجلت لأول مرة جرائم معادية للإسلام قبل عامين، وقد وصل عدد هذه الجرائم في 2017 إلى أكثر من 1000 جريمة، غالبيتها كانت له دوافع يمينية.
وأعلن المجلس أنه علم بوقوع مائة جريمة من هذا النوع في العام الماضي وبوقوع 20 جريمة من هذا النوع في العام الحالي حتى الآن. ويعد المجلس واحداً من أكثر الرابطات الإسلامية المعروفة في ألمانيا، في حين أن أكبرها في ألمانيا الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب).
ي.أ/ أ.ح (د ب أ)
في صور .. 36 دقيقة من الإرهاب تقلب حياة مسلمي نيوزيلندا
36 دقيقة من الإرهاب كانت كافية لجعل نيوزيلندا في بؤرة اهتمام الرأي العام الدولي، محررة إياها من موقعها الجغرافي في أقصى جنوب الأرض. DW عربية أعدت ألبوم صور عن الجالية المسلمة ومعاملة السكان لها وقوانين السلاح هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
نصف ساعة هزت الصورة
لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم، إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم. ويأتي البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة (15 آذار/مارس 2019)، قتل إرهابي عنصري 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.
صورة من: picture-alliance/dpa
هجرة مبكرة
تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينات القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/empics/PA Wire/D. Lawson
قرابة خمسين ألف مسلم
تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
"جنة" المهاجرين على الأرض
البلد مقصد للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم. وحسب السلطات الرسمية كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين. يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.
صورة من: Reuters/R. Ben-Ari
معاداة المسلمين؟
في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" ما للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياُ وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى. دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا يتعرضون للرفض من السكان الأصليين أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.
صورة من: Reuters/SNPA/M. Hunter
1.5 مليون قطعة سلاح
يمكن لمن تجاوز 16 عاماً اقتناء السلاح. وصرحت الشرطة العام الفائت أن معظم الأسلحة لا تتطلب تسجيلاً بموجب قانون البلاد وأن الشرطة لا تعرف "عدد قطع السلاح لدى المواطنين في نيوزيلندا". خبير في قوانين الأسلحة يذهب إلى أن عددها يقدر بنحو 1.5 مليون قطعة سلاح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Baker
وعود بتشديد القوانين
وتعهدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بعد الاعتداء الإرهابي بتشديد قوانين حيازة السلاح، التي لم تتغير منذ 1992، بعدما تبين حصول المهاجم على رخصة لحيازة الأسلحة وأنه استخدم خمسة أنواع اثنان منها شبه آلية.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: picture-alliance/AP Photo/New Zealand Prime Minister Office