مسيحيو سوريا يستنجدون بالحكومة الألمانية
٢٩ مارس ٢٠١٤دعا المسيحيون الأرثوذكس في سوريا الحكومة الألمانية إلى دعم أكبر، مطالبين برلين بالضغط على المعارضة السورية لإطلاق سراح مطرانين تم اختطافهما قبل عام تقريبا. وقال دانييل ديمير رئيس اتحاد المسيحيين الآراميين في ألمانيا في مقابلة مع DW"يجب على الحكومة الألمانية وضع حدلصمت دام وقتا طويلا". وأضاف على هامش محادثات سياسية أجراها في برلين، أنه يجب على الحكومة الألمانية أن تزيد من ضغطها السياسي على المعارضة السورية. وكان المطرانان غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي قد اختطفا في أبريل / نيسان عام 2013 في منطقة يُسيطر عليها الثوار بالقرب من حلب، ولا يزال مصير المفقودين غامضا حتى يومنا هذا.
وطالب ديمير الحكومة الألمانية أن تدعم بشكل خاص المسيحيين المختطفين. وأضاف أن المسيحيين مستهدفين من قبل التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تهاجم الكنائس وأنشأت بالفعل مناطق تُطبق فيها الشريعة دون الأخذ بعين الاعتبار حقوق المسيحيين. وأمام أعين المجتمع الدولي، يتم في سوريا تطهير عرقي من طرف القوى الراديكالية تحت مظلة المعارضة، وحتى ألمانيا تراقب ذلك في صمت يوضح ديمير.
"أزمة القِرم أنست النزاع السوري"
وانتقد دانييل ديمير تحول اهتمامات العالم نحو أزمة القِرم وتناسي الحالة المأساوية في سوريا، حيث تحدث أمام أعين العالم أسوأ كارثة إنسانية في عصرنا، إذ بلغ عدد القتلى 150 ألف شخص إضافة إلى الملايين من المشردين، "هذا يجب أن لا يحدث، وبإمكان ألمانيا ويجب عليها أن تستخدم ثقلها السياسي لمعالجة هذه الأزمة".
المطران السرياني الأرثوذكسي جان كواك من دمشق، والذي التقى من قبل في برلين مع ديمير، تحدث عن المجازر المتكررة في حق المسيحيين وناشد ضمير المجتمع الدولي متسائلا "لماذا العالم صامت؟ لماذا يتخلى العالم عن المسيحيين في سوريا؟"، وأضاف "500 ألف مسيحيي غادروا بالفعل منازلهم في سوريا". وأوضح كاواك أن المسيحيين كانت لهم آمال كبيرة بعد الإفراج مؤخرا عن الراهبات اللواتي اختُطفن من مدينة معلولا الآرامية بأن يتم إطلاق سراح المطرانين المختطفين، لكن هذه الآمال تلاشت من جديد، لاسيما بعد تواصل الاعتداءات على المدنيين وعمليات القتل بشكل أصبح يثير قلق وخوف المواطنين هناك. ففي نهاية العام الماضي وقع أكبر اعتداء على المسيحيين منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في بلدة تبعد 60 كيلومترا عن مدينة حمص، هذا الاعتداء أودى بحياة أكثر من 50 مدنيا آراميا، من بينهم نساء وأطفال قتلوا من دون سبب، وأُلقوا في مقابر جماعية.
محادثات مع سياسيين ألمان
قادة الكنيسة السريانية أجروا محادثات مع كريستوف ستراسر -من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومفوض الحكومة الألمانية لسياسات حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية- والبرلماني هيربيرت هيرته -من الحزب المسيحي الديمقراطي- الذي يرأس أيضا ما يسمى بدائرة ستيفانوس في الحزب، وهي مجموعة تتكون من سبعين برلمانيا تهتم بأوضاع المسيحيين في العالم وخاصة أوضاع المسيحيين المضطهدين. هذه المحادثات التي أجراها قادة الكنيسة السريانية هي جزء من النقاط المطروحة على قائمة برنامج اللقاء المنعقد بين قادة الكنيسة السريانية في برلين.
وقد طغى على هذا اللقاء خبر وفاة رئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إغناطيوس زكا الأول عيواص. البطريرك البالغ من العمر 80 عاما تُوفي يوم 21 أبريل/آذار في مدينة كيل الألمانية، التي جاء لها لتلقي العلاج الطبي من نوبة قلبية. وتُعد الكنيسة السريانية الأرثوذكسية واحدة من أقدم الكنائس الشرقية، ولها جذور أقرب إلى مهد المسيحية. لغة طقوسهم الدينية هي الآرامية التي تعتبر أيضا لغة السيد المسيح ولا تتداول الآن إلا في عدد قليل من القرى في منطقة الشرق الأوسط فقط. ووفقا للتقديرات يصل عدد المنتمين إلى هذه الكنيسة 300 ألف في جميع أنحاء العالم. وفي ألمانيا يعيش وفقا لاتحاد المسيحيين الآراميين في ألمانيا الآن أكثر من 100 ألف سوري سرياني أرثوذكسي.