بدأت الولايات المتحدة في تسيير طائرات استطلاع مسيّرة فوق غزة لمراقبة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. نُفذت الخطوة بموافقة إسرائيل وسط مؤشرات حول رغبة واشنطن في تكوين رؤية مستقلة لما يجري بالقطاع.
قالت نيويورك تايمز إن تسيير مسيرات استطلاعية أمريكية فوق غزة تهدف لفهم يحدث في القطاع على نحو مستقل عن إسرائيل.صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
إعلان
بدأ الجيش الأمريكي في تسيير طائرات استطلاع مسيّرة فوق قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، كجزء من جهود أوسع لضمان التزام إسرائيل وحماس باتفاق وقف إطلاق النار الهش، وفقا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأمريكيين.
وأضاف المسؤولون إنه جرى استخدام الطائرات المسيّرة لمراقبة التطورات على الأرض في غزة، بموافقة إسرائيل. وأضاف المسؤولون الثلاثة أن مهمات المراقبة تُنفذ لدعم مركز التنسيق المدني-العسكري الجديد في جنوب إسرائيل، والذي أنشأته القيادة المركزية للجيش الأمريكي الأسبوع الماضي، جزئيا لمراقبة وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفةإنه على الرغم من أن الجيش الأمريكي قد استخدم سابقا الطائرات المسيّرة للتحليق فوق غزة للمساعدة في تحديد مواقع الرهائن، فإن جهوده الاستطلاعية الأخيرة تشير إلى أن المسؤولين الأمريكيين يريدون تكوين رؤية مستقلة لما يحدث داخل القطاع.
ومنذ زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، توافد عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى إسرائيل في محاولة لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار، من بينهم نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو.
قال مسؤولون إن الجيش الأمريكي بدأ في تسيير طائرات استطلاع مسيّرة فوق قطاع غزة لضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.صورة من: Miguel J. Rodriguez Carrillo/AFP/Getty Images
الثقة بين إسرائيل والولايات المتحدة؟
وقال عدد من مسؤولي إدارة ترامب، مشترطين عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة محادثات خاصة، إن هناك قلقا داخل الإدارة الأمريكية من احتمال أن يتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الاتفاق.
كان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قد زار أمس الجمعة مركز التنسيق في إسرائيل المكلف بمراقبة وقف إطلاق النار. وقال روبيو إنه يجب أن يصمد وقف إطلاق النار، ويجب أن يحصل سكان المنطقة الساحلية على المساعدات الإنسانية.
ونقلت الصحيفة عن دانيال بي. شابيرو، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد الرئيس باراك أوباما، ومبعوث خاص لإسرائيل بشأن إيران في عهد الرئيس جو بايدن، قوله إن تسيير المسيرات الأمريكية يشكل "خطوة اقتحامية من المراقبة الأمريكية على جبهة تعتبرها إسرائيل مصدر تهديد نشط". أضاف أنه "لو كانت هناك شفافية كاملة وثقة تامة بين إسرائيل و الولايات المتحدة، لما كانت هناك حاجة إلى ذلك. لكن من الواضح أن الولايات المتحدة تريد حسم أي احتمالية لسوء الفهم".
تحرير: خالد سلامة
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م