مسيرات بمدن ألمانية تطالب باستقبال مزيد من لاجئي مخيم موريا
٢٠ سبتمبر ٢٠٢٠
انتقدت منظمة "برو أزول" الألمانية، أوضاع اللاجئين في الجزر اليونانية داعية لمسيرات تطالب باستقبالهم في ألمانيا. ووزير الداخلية الألماني يخشى تراجع فرص التوصل إلى تفاهم أوروبي بشأن سياسة اللجوء.
إعلان
تشهد اليوم الأحد (20 سبتمبر أيلول 2020) العاصمة برلين ومدينتا كولونيا وميونيخ مسيرات احتجاجية على أوضاع اللاجئين في المخيمات المتواجدة في اليونان، خاصة عقب
مأساة حريق مخيم موريا بجزيرة ليسبوس اليونانية، تنظمها منظمة برو أزول الألمانية. ومن بين المطالب المرفوعة في هذه المسيرات، استقبال مزيد من لاجئي مخيم موريا، مقارنة بما تمّ الإعلان عنه سابقا من قبل الحكومة الألمانية، حين أعلن عن استقبال 1500 شخص من جزيرة لسيسبوس.
وقال المدير العام العام غونتر بوركهاردت، للمنظمة إن "حقوق الأطفال وحقوق الإنسان تُداس بالأقدام ونحن نشهد صمتا مدويا من جانب مفوضية الإتحاد الأوروبي". وانتقد بوركهاردت كون آلاف الأشخاص الذين يلتمسون الحماية، يُحرمون رسميا من الاستقبال اللائق ومن حقوق اللجوء في اليونان.
وتشمل مطالب منظمة برو أزول تمكين الحق في الحماية واللجوء وكذلك قبول جميع طالبي الحماية من الجزر اليونانية، في دول الاتحاد الأوروبي وخاصة ألمانيا. وأوضح بوركهاردت أن الأمر يتعلق بما هو أكثر من سياسة اللجوء، أي "أساس العيش المشترك في ألمانيا وأوروبا". كما انتقدت المنظمة الحقوقية الألمانية قيام خفر السواحل اليونانية بإعادة سحب المهاجرين بطريقة غير شرعية إلى عرض البحر ضمن ما يسمى بإجراءات "الإعادة" من حيث أتوا. وهي المزاعم التي ترفضها اليونان بقوة.
زيهوفر قلِق إزاء فرص التوصل إلى اتفاق أوروبي
وفي سياق آخر، يبدو أن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، لديه توقعات عالية من التصورات التي ستقدمها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء المقبل حول سياسة الهجرة واللجوء.
وفي حوار لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الصادرة الأحد، قال زيهوفر : "أتوقع اقتراحا قويا من مفوضية الإتحاد الأوروبي يتم فيه سحب كل العقبات كي يتحقق لدينا تفاهم سياسي بشأن سياسة اللجوء الأوروبية بحلول نهاية العام". وفي الوقت نفسه تعهد وزير الداخلية الألماني بأن "يبذل قصارى جهده لإيجاد حلٍّ" في هذا الصدد.
بيد أن الآمال بالتوصل إلى اتفاق "تراجعت مرة أخرى بسبب الجدل الذي شهدته ألمانيا في الأيام القليلة الماضية". إذ يتساءل عدد من جيران ألمانيا الآن لماذا عليهم أن يشاركوا "إذا استمر الألمان في الظهور بمظهر أبطال العالم في الأخلاق؟"، ويضعون بالتالي الآخرين تحت الضغط. وعقب زيهوفر قائلا: "من الصعب الاعتراض على هذا"، وأضاف "لا يجب أن نتصرف كأوصياء على أوروبا، وإنما كشركاء".
يذكر أن الحريق المروع الذي شهده مخيم اللاجئين "موريا" في جزيرة ليسبوس اليونانية أسفر عن تشرد أكثر من 12 ألف مهاجر، ما سبب جدلا بشأن استقبال أشخاص من هناك، لا سيما في ألمانيا.
ويوم الثلاثاء الماضي أعلن الإئتلاف الحاكم في برلين عن اتفاق لاستقبال 1553 لاجئا من خمس جزر يونانية تم الاعتراف بهم في اليونان على أنهم بحاجة لحماية.
م.س/و.ب (د ب أ، ك ن ا، أ ف ب)
نيران الجحيم ـ تاريخ مخيم موريا
تعرض مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية للحريق، وقد أصبح الوضع في المخيم المكتظ في غاية الحرج. لكن حتى قبل الحريق كان الوضع مأساويا في أكبر مخيم للاجئين في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Balaskas
ليلة الحرائق
في ليلة الأربعاء (9 سبتمبر 2020) اشتعلت حرائق في مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية وفي عدة مواقع. ولذلك هناك فرضية أن الحرائق اُضرمت عن قصد. بعض سكان المخيم تحدثوا عن إحراق متعمد من طرف سكان محليين. وهناك تقارير تفيد بأن لاجئين هم الذين أضرموا النيران.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Lagoutaris
على قارعة الطريق
تمكن سكان مخيم اللاجئين المكتظ من النجاة بحيث لم يُسجل موتى ولا مصابون. وحسب وسائل إعلام يونانية، فإن الكثير من الأشخاص لجأوا إلى مرتفعات وغابات بالقرب من المخيم. وتفيد تقارير مساعدين بأن آلاف الأشخاص تائهون في الشوارع ولا يوجد طعام ولا ماء وتعم الفوضى.
صورة من: Imago Images/Xinhua/P. Balaskas
فقدان مقومات الحياة
أُقيم المخيم لاحتضان 2800 شخص. وإلى حين نشوب الحرائق كان يعيش هناك نحو 12.600 لاجئ. وحتى قبل الحريق كانت ظروف الحياة كارثية. وعندما ننظر إلى هذه الصورة بعد الحريق، يظهر بسرعة جليا أنه في المستقبل القريب لا يمكن توفير حياة كريمة في المخيم.
صورة من: Reuters/E. Marcou
قريبا من تركيا
مخيم اللاجئين موريا يقع في شرق الجزيرة اليونانية ليسبوس. ولا يبعد عن الشواطئ التركية سوى نحو 15 كلم. وليسبوس هي ثالث أكبر جزيرة في اليونان وبها حوالي 90.000 نسمة. وحوالي 38.000 شخص يعيشون في عاصمة الجزيرة ميتيليني البعيدة فقط بضعة كيلومترات من موريا.
إخفاء معالم صورة المخيم على غوغل
من يرغب في مشاهدة مخيم اللاجئين موريا على خريطة غوغل من الجو فلا يسعفه الحظ. فصورة المخيم برمته تم إخفاء معالمها ولا يمكن التعرف عليه من خلالها. وردا على سؤال من دويتشه فيله DW قال موقع غوغل بأنه ليس هو من يقوم بحجب الصور، بل جهات ثالثة تنجز صور الأقمار الصناعية. ولا يُعرف لماذا تم إخفاء معالم صورة المخيم.
صورة من: 2020 CNES/Airbus, European Space Imaging, Maxar Technologies
المخيم بصورة جوية
هذه الصورة من الجو تكشف بأن المخيم توسع بشكل ملحوظ، ففي الوقت الذي يظهر فيه على صورة الأقمار الصناعية لخريطة غوغل أن المنزل بالسطح الأحمر لم يكن جزءا من المخيم، يبدو في الصورة الجوية أن المخيم يتوسع بشكل تدريجي ليشمل البناء المذكور.
صورة من: DW/D. Tosidis
نظرة إلى الماضي
تم التقاط صور لمنطقة المخيم في ديسمبر/ كانون الأول 2011. حينها لم يكن هناك مخيم موريا أو أي مخيم آخر. وعوضا عن ذلك كان هناك منشأة عسكرية. واعتبارا من أكتوبر 2015 تم في الموقع تسجيل طالبي لجوء قبل نقلهم إلى البر اليوناني.
صورة من: 2020 Google
البقاء في المخيم يطول منذ الاتفاق مع تركيا
في الوقت الذي ينبغي فيه بقاء المهاجرين في المخيم لوقت قصير ـ هذه الصورة تعود لأكتوبر 2015 ـ يستمر بقائهم في المخيم مع الاتفاقية الأوروبية التركية منذ مارس/ آذار 2016. ومنذ ذلك الوقت ينتظر طالبو اللجوء هنا توزيعهم على دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أو ترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
الانتظار والانتظار ثم الانتظار...
بعد الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لم يعد بوسع المهاجرين الانتقال إلى الأراضي البرية اليونانية، لأن تركيا لن تعيد استقبالهم في حال وصولهم إليها. وبما أن بلدان الاتحاد الأوروبي غير متحدة فيما يخص إيواء المهاجرين، فإنهم يبقون طويلا في المخيم. ويوجد الكثير من الجنسيات في ظروف سيئة وفي مجال ضيق، وعليه لا عجب أن تحصل توترات.
صورة من: DW/D. Cupolo
عندما تتفجر التوترات
تفجرت التوترات منذ سبتمبر/ أيلول 2016 في مواجهات عنيفة أدت أيضا إلى إضرام نيران. وحينها كان يوجد "فقط" نحو 3000 مهاجر في المخيم. يومها تم تدمير أجزاء كبيرة في المخيم. وبعد أشهر قليلة من ذلك الحريق أضرم مئات المهاجرين النار في حاويات مؤسسة اللجوء الأوروبية احتجاجا على الفترة الزمنية الطويلة لمعالجة الطلبات في المخيم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schwarz
نيران وموتى
في سبتمبر/ أيلول 2019 حصل حريق إضافي كبير. حينها اشتعل بستان زيتون وفي الأثناء توسع المخيم على أرضه. وبعد 20 دقيقة من حادث البستان اشتعل حريق إضافي داخل المخيم أدى إلى وفاة شخصين: امرأة ورضيعها. وفي ذلك الوقت كان يقيم في المخيم أكثر من 12.000 شخص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
قطع زيارة مسؤول ألماني
في أغسطس من العام الجاري زار أرمين لاشيت، رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا، أكبر ولاية من حيث عدد السكان في المانيا موريا. وكان ينوي في الحقيقة معاينة ما يُسمى الجانب العشوائي خارج المخيم. ولأسباب أمنية تم شطب هذه الزيارة من البرنامج. قبل ذلك تشنجت الأجواء وحصلت هتافات تدعو إلى "تحرير موريا".
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Hülsmeier
والآن ماذا سيحدث؟
مخيم مكتظ وظروف عيش مخيفة وتوترات عرقية، ثم ظهرت حالات كورونا الأولى. إنه وضع كارثي. كان هذا حتى قبل الحريق. فهل يعني الحريق الأخير زوال المخيم أم تشكل الكارثة نقطة تحول نحو توفير متطلبات حياة كريمة؟ إلى حد الآن لا أحد يمكنه الإجابة على هذا السؤال.