1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشاركة عربية في مهرجان ميونيخ للأفلام الوثائقية

١٢ مايو ٢٠١٠

اختتمت الأربعاء فعاليات مهرجان ميونيخ الدولي للأفلام الوثائقية في دورته الخامسة والعشرين والتي استمرت سبعة أيام. دورة هذا العام شهدت مشاركة 72 فيلما من 32 دولة، بينها ثلاث دول عربية فقط هي تونس وقطر وفلسطين.

صورة من: Salah Soliman/Dok.Fest

الفيلم التونسي "كان يا مكان في هذا الزمان" هو أول فيلم عربي تم عرضه في المهرجان للمخرج التونسي "هشام بن عمار" الذي تحدث في مقابلة خاصة مع الدويتشه فيله عن مشاركته في المهرجان قائلا: " أنتجت الفيلم بشكل مستقل وخاص، لم تشارك فيه لا وزارة ولا سفارة ولا أي مؤسسة من مؤسسات الدولة ، بل هو تمويل خاص مستقل قمت به بنفسي ، ذلك أنني كنت قد حصلت علي تمويل متأخر لفيلم سابق من وزارة الثقافة التونسية استخدمته في تمويل هذا الفيلم."

الموهبة هي محور الفيلم التونسي

شعار المهرجانصورة من: Salah Soliman/Dok.Fest

أما قصة الفيلم فهي تدور حول الطفل التونسي الموهوب " أنس الرمضاني " ابن الثانية عشرة، وموهبته الفذة في العزف على آلة الكمان، والتي راح والده يعمل على تنميتها بقوة من خلال السعي لدى مدرسي الموسيقي العالمية في أوروبا لتعليم ابنه أصول الموسيقي والعزف علي آلة الكمان. وتتوالي أحداث الفيلم حتى تجيء اللحظة الحاسمة التي قبلت فيها مدرسة الموسيقي الشهيرة في لندن "يهودي منوين " أنس للدراسة فيها ، غير أن التمويل المالي وقف حجر عثرة في انضمام الطفل للمدرسة، ولم تفلح محاولات الأب في مخاطبة وزارة الثقافة التونسية التي أهملت الرد على طلبه، إلا أن عدد من رجال الأعمال التونسيين اقتنعوا بالصبي الموهوب وقاموا بتمويل دراسته ، عن ذلك يقول المخرج هشام بن عمار: "إن الفيلم بحد ذاته كان مغامرة إنسانية عشناها بكل براءة من أجل الصبي ، ولولا براءتنا ما كنا قد نجحنا في إيجاد التمويل الباهظ الذي كان يستحقه أنس ، كذلك لولا تشبثنا القوي بالحلم في استمرار مسيرة أنس لما استطعنا تحقيق حلم الدراسة له" ويستطرد هشام بن عمار قائلا:" الحلم هو كفاءة كل شخص وكل شخص بإمكانه صناعة حلمه بيديه ، وكما يقول المثل الفرنسي إن الحلم الذي لا يتحقق لا يكون قد تم تفعيله بطريقة كافية."

نجاح الفيلم في المهرجان

صورة من: Salah Soliman/Dok.Fest

يفتخر المخرج بن عمار بإنجاز الفيلم واستحسان الجمهور الألماني له بعد عرضه في ميونيخ وعن ذلك يقول :" أنا اعتبر الفيلم نموذجاُ لاستقلالية السينما، أي السينما التي لا تطلب الدعم الرسمي من مؤسسات الدولة ،وعندما ترى قصة الفيلم فانك تجد فيه الاكتفاء الذاتي ، أي أن الطفل الذي حظي بهذه العبقرية لم يأخذها من عند الدولة التونسية ، ثم إن الدعم المالي حصل عليه من المجتمع المدني من مشاركة الناس معا من أجل أن يواصل هذا الطفل النابغة مسيرة التعليم في المدرسة الموسيقية العالمية في لندن ، إذن الفيلم فيه تناسق بين القصة التي يرويها وأسلوب الإنجاز الذي تم به".

من ناحية أخري يرى بن عمار أن الفيلم الوثائقي هام للغاية لأي دولة، فهو بمثابة الحافظ لذاكرة الأمة من الضياع، وعن سؤالي كيف يكون ذلك؟ يجيب بالقول:"بالعمل اليومي ، فأنا اعتبر أن دوري في المجال الثقافي كمخرج وثائقي هو تسجيل الواقع بالضبط كما الطبيب الذي يعالج كل يوم مريضا ، يلزم أيضا أن نقوم بالتسجيل اليومي لواقع الأمة ، إن الواقع العربي والتونسي لم يصور بعد بالطريقة الذاتية وبالطريقة التي بها حس شاعري، فالتلفزة تصور كل يوم الواقع التونسي أو العربي لكن يجب علينا التوثيق بطريقة تخضع لشروط أخري والشروط هذه هي شروط محاكاة الواقع ومتابعة الأحداث بطريقة وأسلوب أخر غير الأسلوب الجامد الذي يخضع للشروط الحكومية" .

فيلم عن الشاعر الراحل محمود درويش

محمود درويش كان موضوع فيلم تم عرضه في المهرجانصورة من: Salah Soliman/Dok.Fest

الفيلم العربي الآخر الذي عرض في المهرجان هو فيلم "كما قال الشاعر" للمخرج الفلسطيني نصري حجاج ـ والفيلم توثيق لرحلة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش ، مدة الفيلم تصل إلي ثمانية وخمسين دقيقة يأخذنا فيها المخرج إلي أهم الأماكن التي ارتبط بها الشاعر الكبير، والمناسبات التي القي فيها أشعاره ، والي الذين أحبوه والذين أحبهم ، ومن ثم إلي منزل العائلة في قرية" البروة" في الجليل الأعلى، و يصور الفيلم أيضا لحظات الراحل الأخيرة ومشاهد من جنازته ومقاطع من أهم أشعاره ، ويعتبر النقاد أن الفيلم وثيقة هامة فهو خلاصة استماع لأكثر من 60 ساعة تسجيل بصوت درويش حصل عليها المخرج من أرشيف محطات عربية لاختيار أهم المقاطع التي عرضت في الفيلم.

فيلم "عايشين" تصوير لواقع غزة بعد الحرب

أما فيلم "عايشين" فهو إنتاج قطري ـ أخرجه السويسري" نيكولا فاديفوف" وهو من الأفلام التي تصور ويلات الحروب والكوارث الإنسانية التي تنتج عنها ، فقد استطاع المخرج السويسري تصوير وتوثيق حجم الدمار الهائل الذي حدث في غزة إبان الاجتياح الإسرائيلي لها في نهاية عام 2008 .

من جهة أخري يسلط الفيلم الضوء علي مشاعر الناس المحبطة، ومحاولة تغلبهم علي الآلام من أجل استمرار الحياة ،فمهم لهؤلاء الناس ان تستمر حياتهم، لهذا اشتق اسم الفيلم "عايشين" فطوال مدة الفيلم يحاول المخرج إبراز تلك المشاهد التي تصور كيف أثرت الحرب علي كل جوانب الحياة في غزة ،فرسوم الأطفال لا تخلو من مشاهد الحرب ، وفرقة "الراب" الموسيقية التي تغني في غزة.. لا تغني إلا عن الموت، ومسرحيات المدارس لا تخلو من فقد أم أو أب أ وأخ ، ثم كيف يعاني مئات المواطنين من الفقر وكيف يغرقون في رحلة البحث عن لقمة العيش في ظل حصار محكم ،حتى الشاطئ الوحيد الذي يعتبرونه متنفسهم الوحيد تشوه بفعل القنابل والخراب وهجرة الصيادين له.

الكاتب: صلاح سليمان/ميونيخ

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW