1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشاهد عرس وسط الدمار- إحياء للأمل أم دعاية للنظام السوري؟

جيسي فينغراد/ابتسام فوزي/س.أ١٧ فبراير ٢٠١٦

صور رومانسية لعروسين بملابس زفاف بهيجة، جاءت في تناقض صارخ مع خلفية الدمار والخراب، التي تسود في مدينة حمص السورية. الزوج أحد عناصر قوات الأسد. والمصور يقول إن الدولة تدعمه ويدعي أن أغلب السوريين يؤيدون صوره!

Syrien Hochzeit in Homs
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid

التقط المصور الفوتوغرافي جعفر مرعي صورا مثيرة لعروسين سوريين حديثي الزواج، وسط الخراب والدمار الذي يعم مدينة حمص السورية، التي بعد 160 كيلومترا شمال العاصمة دمشق.

ندى مرحي طالبة جامعية تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وعريسها حسن يوسف ابن السابعة والعشرين، تزوجا بداية فبراير/ شباط في المدينة القديمة بحمص. مشاهد العناق الرومانسي بين العروسين وثوب الزفاف الأبيض المتلألئ، تجسد اختلافا صارخا مع خلفية، حيث واجهات البنايات المدمرة والأنقاض وبقايا الجدران في المدينة، التي مزقتها الحرب الأهلية.

المصور جعفر مرعي قال في تصريحات لـ DWإنه من المؤيدين بشدة للرئيس السوري بشار الأسد، وإنه أراد من خلال هذه الصور إبراز حجم الدمار في مدينته الأم وأضاف: "أردت إيصال رسالة أننا مازلنا قادرين على الحب وإظهار مشاهده.. استعملنا المباني المدمرة للدلالة على الأمل... الحب أساسي لإعادة بناء هذا البلد."

صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid

الجمال في عين المشاهد

المصور، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، احترف مهنة التصوير منذ حوالي سنة، ويقول إن ما يحاول إظهاره هو أن "الحياة تستمر"، ويضيف جعفر مرعي: "قد يَبرز الخراب والمباني المدمرة، ولكن عندما تضع شيئا جميلا في الصورة، تبقى لديك القدرة على تبيان الجمال، رغم الخراب، وأن أجمل ما في هذه الصور هو الحب."

ومنذ نشره لصور العرس في حمص المدمرة انتشرت صور جعفر بشكل كبير جدا. لكن هل حقيقةُ هذه الصور هي ما تبدو عليه فعلا؟

الرجل الذي يظهر في الصور بزي عسكري هو عنصر من قوات بشار الأسد، الجهة نفسها المسؤولة إلى حد كبير عن خراب حمص خلال الحرب الأهلية الطاحنة، التي تشهدها سوريا منذ حوالي خمس سنوات بين أنصار نظام الأسد ومعارضيه. وهي نفس الجهة التي استهدفت من خلال الغارات الجوية والهجوم بالمدفعية وقذائف الهاون والصواريخ المجموعات المتمردة على النظام.

صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid

بروباغاندا للنظام؟

وهذا ما جعل البعض يتساءل على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما إذا كانت هذه الصور مستخدمة كوسيلة للبروباغاندا (دعاية مضللة) لصالح النظام السوري.

وحتى إن لم تكن هذه الصور وسيلة للبروباغاندا، فإن بعض المعلقين اعتبروا أن الصور من هذه النوعية تنم عن قلة احترام وعدم مراعاة للكثيرين ممن فقدوا حياتهم في هذه الحرب.

كتب أحد المعلقين على صفحة DW للأخبار "هذا الجندي يعمل لصالح جيش مسؤول عن قتل عشرات آلاف المدنيين الأبرياء...لا شيء رومانسي أو جميل بخصوص زواج شابة تبلغ من العمر 18 سنة من مجرم حرب محتمل."

صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid

وعن ما إذا كان مشروعه مدعوما من طرف النظام، يقول جعفر مرعي لـ DW"تلقينا الكثير من الدعم من الدولة السورية ورحبوا بالفكرة." ورفض المصور الشاب إعطاء تفاصيل أكثر حول الموضوع مكتفيا بالقول إن لديه جمهورا عريضا يتابع صوره ويشجعه على ما يفعله.

"خمسة بالمائة من السوريين هم ضد ما أقوم به"، يقول جعفر. لكن هذا لا يشكل له مصدر قلق، على ما يبدو: "في نهاية الأمر، الجنود هم جزء من السوريين، وأنا أصور السوريين".

ليست هذه المرة الأولى، التي تنشر فيها صور من هذا النوع فقد ظهرت قبل سنة صور مشابهة لعرس احتضنته كنيسة تعرضت للتدمير بشكل جزئي في مدينة حمص، بحيث فقدت سقفها خلال المعارك.

يشار إلى أن نحو 260 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا سنة 2011. وهرب الملايين من ديارهم إلى الأردن ولبنان، وتركيا، التي تحتضن وحدها 2.7 مليون سوري تقريبا. بينما شد مئات الآلاف الرحال إلى أوروبا ليخلقوا بذلك أزمة لجوء كبيرة، ولا سيما بالنسبة لألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW