تابع الجمهور الجزائري والعربي في كل مكان مباراة الجمعة (18 يونيو/حزيران) بين المنتخب الجزائري ونظيره الإنجليزي في بطولة الفيفا ـ كأس العالم 2010. ولم يختلف الأمر بالنسبة للجالية العربية في ألمانيا، حيث تقاطر الكثير من مشجعي "الخضر" إلى المقاهي والساحات العامة التي نصبت فيها شاشات عملاقة، لمتابعة المباراة، قبل أن يخرجوا إلى الشوارع للاحتفال والتعبير عن فرحتهم بما قدمه "محاربو الصحراء".

جماهير جزائرية وعربية غصت بهم مقاعد المقهى الجزائري المتواجدة على مقربة من محطة القطار الرئيسية في مدينة بون، حاملين الأعلام وملونين وجوهم بلون منتخبهم المفضل. وعلى جدران المقهى علق علم كبير للجزائر يكاد يغطي واجهة كاملة من جدار المقهى.

"أداء رائع"

أطفال وشباب يتابعون مباراة الجزائر بحماس كبير، التصفيقات والأهازيج تتعالى مع كل محاولة كان يشنها "محاربو الصحراء". انبهار كبير يظهر على وجه عبد الحق، أحد المشجعين الجزائريين شأنه في ذلك شأن معظم الحضور وذلك بـ"الأداء الرائع" الذي ظهر به المنتخب الجزائري كما يقول عبد الحق، ويضيف: "المنتخب الجزائري يشرفنا بهذا الأداء، لقد أحرج المنتخب الإنجليزي بنجومه الكبار مثل جيرار. لو لعبنا بنفس المستوى في مباراة سلوفينيا لحققنا لا محالة نتيجة الفوز".

المستوى الذي أظهره الخضر وأكده على امتداد فترات المباراة عزز أمل الجمهور الحاضر في إمكانية فوز المنتخب الجزائري بهذا اللقاء، غير أن نتيجة المباراة ظلت كما هي وانتهى اللقاء بالتعادل صفر لمثله.

"مباراة في القمة"

وما أن أعلن حكم اللقاء انتهاء المباراة حتى صفق الجميع فرحا بهذه النتيجة، كما خرج بعض الجمهور الجزائري إلى الشارع واصطفوا وراء بعضهم وبدؤوا في الغناء والصراخ مرددين أغنية "وان تو تري فيفا ألجيري" والمقصود بها "واحد اثنان ثلاثة تحيا الجزائر"، وهو الشعار الذي يردده عادة جمهور الكرة الجزائري في كل مكان. ويشرح عبد الحق سبب هذه الفرحة قائلا: "أنا راض على نتيجة التعادل، لقد قدم منتخبنا مباراة في القمة وأثبتنا للعالم بأن الكرة الجزائرية والعربية لها كذلك إمكانيات كبيرة ويمكنها أن تقف في وجه أعتد المنتخبات العالمية إذا ما توفرت الإرادة".

أما أحمد الذي كان يرتدي قميص المنتخب الجزائري فأعتبر أن "منتخب الجزائري لعب بشكل جيد، أنا راض عن النتيجة. وحظوظ التأهيل مازالت قائمة، والفوز في المباراة النهائية يقربنا كثيرا من التأهل للدور الثاني".

"إلى اللقاء في مباراة الحسم"

وفي النهاية ذهب الحاضرون وعلامات الفرحة والابتهاج ترتسم على وجوههم، بينما بدأ صاحب المقهى السيد عبد الله في ترتيب الكراسي وتنظيف المحل. وأثناء ذلك أكد أنها لن تكون المرة الأخيرة التي يحتشد فيها الجمهور العربي والجزائري في مقهاه لتشجيع منتخب الخضر، فقد اتفق الكثيرون على اللقاء في هذا المقهى يوم المباراة الحاسمة للفريق الجزائري مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية يوم 23 يونيو/حزيران الجاري، وكلهم أمل في أن يحقق "محاربو الصحراء" المفاجأة وينتزعوا التأهل إلى الدول المقبل.

متابعة: هشام الدريوش ـ بون

مراجعة: عبده جميل المخلافي