مشرعون يعلنون تقديم طلب لسحب الثقة من المستشار النمساوي
٢٠ مايو ٢٠١٩
أعلنت قائمة "يتست" (الآن) في البرلمان النمساوي تقديم طلب لسحب الثقة من المستشار النمساوي زباستيان كورتس، الذي يعتزم الإدلاء ببيان من المتوقع أن يقترح فيه إقالة وزير الداخلية المنتمي لحزب الحرية النمساوي اليميني الشعبوي.
إعلان
قال بيتر بيلتس، مؤسس قائمة "يتست" في البرلمان النمساوي الاثنين (20 مايو/ أيار 2019) في تصريحات لمحطة "أو إي 24" التلفزيونية النمساوية: "المستشار النمساوي أصبح تاريخاً - وهذا أمر جيد". وذكر بيلتس أن المستشار هو المسؤول الرئيسي عن الأزمة الحكومية الراهنة. وسيتضح على مدار اليوم متى ستُعقد الجلسة المقبلة للمجلس الوطني. وإذا تم قبول الطلب، فسيتعين على الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن تكليف شخص آخر بتشكيل حكومة جديدة.
وكان الحزب الاشتراكي النمساوي المعارض قد تقدم بطلب لعقد جلسة طارئة في المجلس. وكانت وسائل إعلامية ألمانية كشفت مؤخراً عن فيديو أدى إلى استقالة نائب المستشار النمساوي وزعيم حزب الحرية، هاينتس-كريستيان شتراخه، وانهيار الائتلاف الحاكم.
ويدور الفيديو حول تبرعات غير شرعية محتملة لحزب الحرية النمساوي. وذكرت مجلة "دير شبيغل" وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانيتان يوم الجمعة الماضي أن نائب المستشار النمساوي وزعيم حزب الحرية اليميني الشعبوي شتراخه أبدى استعداده قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية في 2017 لتدبير رسو عطاءات حكومية على سيدة أعمال روسية ثرية مقابل مساعدته في حملته الانتخابية.
شباب توك - ألمانيا: كيف ينجح الاندماج في زمن صعود اليمين الشعبوي؟
56:03
وقالت وسائل الإعلام المذكورة إن هذا التواطؤ مثبت في لقطات فيديو وصلت إليها، وتبين أن لقاءً جمع شتراخه في الرابع والعشرين من يوليو/ تموز 2017 في جزيرة إيبيتسا السياحية بالسيدة الروسية، دارت فيه اتفاقات حول استحواذ المرأة على صحيفة "كرونن تسايتونغ" النمساوية مقابل مساعدته في حملته الانتخابية.
ومن المتوقع أن يقترح كورتس إقالة وزير الداخلية المنتمي لحزب شتراخه، هيربرت كيكل. ويرى كورتس أنه لا يمكن تقبل بقاء كيكل في السلطة أثناء التحقيقات المرتقبة بشأن فضيحة الفيديو.
وعلى المستوى الرسمي، سيتعين على الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بلين عقب هذا المقترح إقالة الوزير من منصبه. وإذا تم إقالة كيكل، يعتزم حزب الحرية النمساوي سحب كافة وزرائه من الحكومة. ويُعتبر من المؤكد أن خبراء وموظفين لدى هذه الوزارات سيتولون تسيير الأعمال بها لحين إجراء الانتخابات المبكرة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ح.ز/ ي.أ (د.ب.ا)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.