ألمانيا تخصص 500 مليون يورو لتحفيز اللاجئين على العودة
٢٨ مارس ٢٠١٨
في خطوة جديدة لتحفيز اللاجئين على العودة طوعية إلى بلادهم، تسعى الحكومة الألمانية إلى تخصيص مشروع جديد بقيمة 500 مليون يورو لدعم العودة الطوعية، لكن برنامج المساعدات لن يكون على شكل شيكات مالية فحسب.
إعلان
يعتزم وزير التنمية الألماني غيرد مولر توسيع البرامج التي تهدف لدعم العودة الطوعية لطالبي اللجوء. وفي تصريحات لصحيفة "أوغسبروغر ألغماينه" اليوم الأربعاء (28 آذار/مارس)، قال مولر، إنه ينبغي زيادة تمويل برامج العودة الطوعية إلى 500 مليون يورو سنويا، لدعم العائدين إلى العراق ونيجيريا وتونس وأفغانستان ودول أخرى، وذلك من خلال تمويل مشاريع لتوظيف العائدين أو لمتابعة تدريبهم المهني.
وأكد وزير التنمية أن المبالغ المالية المخصصة للعودة الطوعية، لن تكون على شكل "شيكات مالية للعائدين"، بل ستكون تمويلا لمشاريع محلية؛ مثلا ستقوم شركة سيمنز وبدعم من فرعها في العراق بتدريب حوالي 5000 شاب من العائدين والمقيمين في العراق، في مجالي الهندسة الكهربائية والطاقة". وهذا من شأنه أن يساهم سنويا في عودة حوالي 30 ألف طالب لجوء بشكل طوعي على حد اعتبار مولر.
وكانت صحيفة " نيوه أوزنابروكر تسايتونغ "، قد ذكرت في عددها الصادر الثلاثاء (27مارس/آذار) عن تقارير وزارة الداخلية الألمانية، أن منحة العودة الطوعية، التي أطلقتها الوزارة، وتصل قيمتها إلى ثلاثة آلاف يورو للفرد الواحد لتشجيع طالبي اللجوء المرفوضة طلبات لجوئهم على العودة طوعية، لم تنجح في تحفيز الكثير من اللاجئين على العودة. واستمر برنامج المساعدات ثلاثة أشهر، إذا انطلق من ديسمبر/ كانون الأول 2017 حتى نهاية فبراير/ شباط 2018. لكن لم يتقدم للحصول على هذه المنحة سوى 4552 شخصا، وهو عدد أقل مقارنة بالذين تقدموا قبل عام للحصول على منحة مشابهة والذي بلغ 8185 شخصا.
برنامج المساعدات لن يتوقف!
ورغم انخفاض أعداد طالبي اللجوء المتقدمين للحصول على هذه المنحة، إلا أن ماتياس ميدلبيرغ، المتحدث باسم التحالف المسيحي في البرلمان الألماني، أكد في حديث له لصحيفة "باساوير نويه برس" اليوم الأربعاء أن "برنامج المساعدات لن يتوقف" وفسر ميدلبيرغ الانخفاض الكبير في أعداد العائدين طوعيا، إلى عودة الكثير من طالبي اللجوء إلى دول البلقان في عام 2016، وهو ما يجعل النتائج الحالية تظهر بشكل أسوأ مما عليه في الواقع.
أما السياسي المحافظ شتيفان ماير، السكرتير البرلماني لدى وزارة الداخلية الألمانية، فيرى أن العودة طوعية أفضل من الترحيل القسري، ولكن في الوقت ذاته فإن "عدم وجود سيناريو واقعي لترحيل وشيك، يقلل حافز العودة الطوعية، والمنح المرتفعة لن تساعد في ذلك".
"ينبغي مضاعفة الجهود المتعلقة بعمليات الترحيل"
وجدير بالذكر أن ألمانيا رحلت في العام الماضي 2017 حوالي 15.436 شخصا إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي ومنطقة شينغن. إضافة لذلك تمّ إعادة 8530 شخصا من ألمانيا إلى دول الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقية دبلن، حسبما نقلته صحيفة "دي فيلت" في عددها اليوم الأربعاء (28مارس/آذار 2018)، جاءت تلك الأرقام في جواب للحكومة الألمانية على طلب من كتلة حزب اليسار الألماني في البرلمان.
ويرجع السياسي شتيفان هاربارث من الحزب الديمقراطي المسيحي انخفاض حالات الترحيل إلى "تثبيت الحالات المستعصية". ويرى هابارث أن إجمالي عمليات الترحيل في عام 2017 أفضل مما يتم الحديث عنه، ويضف بالقول "يجب مضاعفة الجهود المتعلقة بعمليات الترحيل، وتطبيق القانون".
ويذكر أن الائتلاف الحكومي، المكون من التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وافق على إقامة مراكز استقبال لطالبي اللجوء، بحيث يبقون فيها إلى حين البت بطلبات لجوئهم. وقال وزير الداخلية هورست زيهوفر أنه يعتزم وضع الخطة قيد التنفيذ بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أول هذه المراكز قد يدخل الخدمة بحلول أيلول/سبتمبر المقبل. وتُسمى تلك المراكز المزمع إقامتها بـ"مراكز المرساة"، وجاء الاسم من مرساة السفينة التي تٌلقى في الماء وتمنع السفينة عن الحركة.
"الترحيل إلى المغرب أسهل من إيطاليا"!
وحسب الخطة الجديدة، سيتعين على طالبي اللجوء المكوث في تلك المراكز حتى البت بطلبات لجوئهم. واتفق طرفا الائتلاف على أن تكون أقصى مدة للإقامة في تلك المراكز سنة ونصف. هذا في حين ستقتصر الفترة القصوى لإقامة العائلات التي لديها أطفال على ستة أشهر. ومن غير الواضح حتى الآن أين سيتم إقامة تلك المراكز.
وانتقد السياسي الألماني هاربارث عدم تعاون إيطاليا بشأن استعادة طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى ألمانيا عبر إيطاليا، إذ اعترفت إيطاليا بطلب استعادة 23000 شخص، لكن تم إعادة 2100 شخص فقط، على حد قول هارباث مضيفا "ترحيل الأشخاص إلى المغرب أصبح أسهل من إعادتهم إلى إيطاليا". ويذكر أن اتفاقية دبلن، تنص على أن اللاجئين يتوجب عليهم التقدم بطلب اللجوء في البلد الأوروبي الأول الذي دخلوا إليه.
ليس من السهل تعلم لغة جديدة. لمعرفة الصعوبات التي يمر بها اللاجئون انضم فريق من تلفزيون الـ "DW" إلى فصل دراسي مُخَصص لطالبي اللجوء. ويجمع هذا الفصل بين تدريس اللغة نظريا وتطبيقا والإطلاع على جوانب الحياة في ألمانيا.
صورة من: DW/M. Hallam
لعل تعلم لغة جديدة والتمكن من أبجديتها يشكلان تحديات أمام طالبي اللجوء لأن أكثرهم بحاجة للمساعدة وبخاصة في المراحل الأولى من وصولهم إلى ألمانيا. إحدى الوسائل المساعدة المتبعة في إحدى المدارس تتمثل في التوجه إلى الشارع سعياً لتعلم اللغة عن طريق الحديث مع الناس.
صورة من: DW/M. Hallam
تهدف الدورات اللغوية الجديدة التي تقيمها مدرسة "ACB" إلى مساعدة القادمين الجدد على الاندماج بالمجتمع الألماني. تُرسل المدرسة طلابها في مهمات للبحث والاستقصاء في محاولة لدفعهم إلى التواصل مع الغرباء باستخدام اللغة الألمانية. المهمة الأولى: "عليهم أن يذهبوا إلى الأسواق والعثور على هذا الكشك ومعرفة أنواع الخضروات والفواكه التي تُباع في الكشك ".
صورة من: DW/M. Hallam
هل تعرف معنى الأناناس باللغة الألمانية؟ لاعذر لمن يجيدون الفرنسية أو الإيطالية، إذا كانت إجاباتهم خاطئة، إلا أن الطلاب الذين يتحدث أغلبيتهم اللغة العربية سيواجهون صعوبة أكثر. ولحسن الحظ فإن أعضاء فريق تلفزيون الـ "DW" كانوا حريصين على تحفيز المشاركين من خلال تسجيل نقاط إضافية للإجابات الصحيحة.
صورة من: DW/M. Hallam
تم تشجيع الطلاب على ترك هواتفهم ومحاولة سؤال الألمان وطلب مساعدتهم لمعرفة الوجهة المُرادة، وكان العثور على أحد المارة الذي يُتقن اللغتين العربية والألمانية من الأمور التي ساعدتهم إلى حد كبير. بسام (الذي يحمل الورقة بيده) أدلى بدلوه أيضا ونطق بعدة جُمَلٍ لم يُفْهَم معناها.
صورة من: DW/M. Hallam
يعتبر مكان ولادة "لودفيغ فان بيتهوفن"من أشهر الأماكن في مدينة "بون" وهو يقع بالقرب من السوق وسط المدينة، وقد تحول المنزل إلى ما يُشبه المتحف الصغير. رضوان وإبنه علي هما بالأصل من مدينة "حلب" ويعملان على إنجاز مهمتهما. تمكنا من العثور على التاريخ السحري لميلاد "بيتهوفن" وهو عام 1770.
صورة من: DW/M. Hallam
كانت نقاط المكافأة تُمْنَح للمجموعات الأسرع بإنجاز عملية البحث وقد أبقى المتنافسون عيونهم على الساعة لمعرفة زمن البحث. إستغرقت عملية البحث قرابة الساعتين قاموا خلالهما بزيارة أماكن يمكن أن يعاودوا زيارتها ثانية. ومن بين الأمور التي طُلِبَ منهم عملها معرفة وتدوين أوقات دوام مكتب رعاية الأجانب.
صورة من: DW/M. Hallam
"إنطلقوا إلى ساحة "فريدينزبلاتس"، تُشير التعليمات للفريق بأن يتوجه إلى ساحة رئيسية أخرى وسط مدينة "بون". ماهي المحطة الأخيرة للحافلة رقم "608"، ومتى ستصل الحافلة التالية؟ تتوقف الحافلة رقم "608" على مقربة من بناء "باولوس هايم" في مدينة "بون" وقد كان البناء سابقا مخصصاً للمسنين، غير أنه تحول الآن ليصبح مكاناً لإقامة اللاجئين.
صورة من: DW/M. Hallam
المحطة التالية هي مكتبة المدينة،حيث بإمكان الطلاب العثورعلى كتب باللغات العربية والفارسية والكردية كما بإمكانهم الإستفسار عن الإجراءات المطلوبة لإستعارة الكتب. وعند الدخول إلى المكتبة لفت إنتباه مراسلنا وجود مدرس الفصل الذي كان يمضي استراحته مع الطلاب، حيث كان أحد المشاركين يستعرض بفخر صور الفصل الدراسي الذي إلتقطها مؤخراً.
صورة من: DW/M. Hallam
عند إقتراب نهاية المهمة التي كُلِف بها الطلاب طُلِبَ منهم أن يجلسوا في مكان ما لتعبئة البطاقات البريدية. ذهبوا إلى مكتب البريد الرئيسي واشتروا طوابع بريدية وأرسلوا رسائل، وإحتفظوا بإيصالات شراء طوابع البريد. تم حل معضلة وسيلة أخرى من وسائل التواصل، غير أن إختيار الطابع المناسب للوجهة المحددة بقي تحدياً للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
كان هذا الدرس أطول من المعتاد- فبعض الفرق تحتاج إلى وقت أكثر من غيرها، أما من إستطاع أن يُنهي التحدي بوقت أقصر فهناك لعبة تخمين الكلمات بإنتظاره: حيث رسم شكلاً ما على اللوح وطُلبَ منهم كتابة الإسم المناسب لذلك الشكل "طبعاً الكلمات يجب أن تُكتب باللغة الألمانية". أظهرت هذه اللعبة فروقات لابأس بها بين قدرات الطلاب: فبعضهم لم يتمكن من المساهمة والبعض الآخر تمكن من تحديد الصيغة الصحيحة للأسماء.
صورة من: DW/M. Hallam
خصصت "آليف إريسوف رينكي" المُدرِسة في معهد ACB لتعليم اللغة الألمانية جوائز للفرق التي تُسجل أفضل النتائج في المهمة التي تهدف لتقصي الحقائق في وسط مدينة بون وضواحيها. لم يتمكن فريقنا من الحصول على إحدى المراتب الثلاث الأولى ولربما يكون ذلك بسبب المراسل الذي طُلِبَ منه أن يمتنع عن تقديم المساعدة للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
مفاجأة توجت نهاية اليوم: الجائزة من نصيب الطالب رضوان، رضوان هو أكبر المتنافسين سناً وقد تمكن من الفوز بالتحدي. الطالب رضوان كان يبتسم طوال فترة إجراء التمرين. كان الجميع يهتفون "صورة، صورة"، نيابة عن تلفزيون الـ "DW"وبعد أن أنجزنا مهمتنا طلبنا الإذن للمغادرة.