1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشروع ألماني ضخم لتطوير السيارات الكهربائية

٨ مايو ٢٠١٠

ينفذ في برلين مشروع طموح يهدف إلى تطوير السيارات الكهربائية وطرحها في الأسواق. واستناداً إلى المخططات سيتم توسيع نطاق استخدام السيارات الكهربائية في العاصمة وأن يتحرك فوق شوارعها مليون سيارة كهربائية حتى عام 2020.

السيارة الكهربائية سيارة المستقبلصورة من: picture alliance / ZB

أعلن وزير المواصلات الاتحادي بيتر رامزاور عن هدف طموح يتمثل في إنزال مليون سيارة كهربائية إلى الطرقات الألمانية حتى عام 2020. وتدعم الحكومة الألمانية هذا المشروع بحوالي 500 مليون يورو، تدفعها من مخصصات الحزمة الثانية لإنعاش الاقتصاد، بهدف الدفع قدما بعملية تطوير السيارات الكهربائية وتسويقها. وقد تم اختيار ثماني مناطق لهذه التجربة بينها برلين وبوتسدام، واختير المواطن البرليني رولف باور، البالغ من العمر 71 عاماً، ليكون أول شخص يجرب في برلين سيارة بمحرك كهربائي. ويعبر عن إعجابه الكبير بهذه السيارة التي لا تحدث عندما يشعل محركها أي صوت ويقول: "شيء رائع، إنها تنطلق كسيارة الإطفاء ولها غطاء ممتاز وأفضل ما فيها أنها بدون عادم للغاز".

مائة ألف سيارة كهربائية في برلين

سيارة سمارت الكهربائية لا تسبب أي تلوث ولا تصدر أي روائح كريهة وتستطيع السير 150 كيلومتراً قبل أن تحتاج إلى شحن بطارياتها من جديد. ولا يتجاوز عدد السيارات الكهربائية التي تسير فوق الطرقات البرلينية دون ضجيج المائة سيارة، ويخطط لرفع هذا العدد إلى مائة ألف في غضون عشر سنوات، إذ يراد لبرلين أن تلعب دوراً رائداً في ميدان السيارات الكهربائية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تجري التجارب على قدم وساق، ويسهر على عملية التنظيم والتنسيق توماس مايسنر، مدير القسم المختص بهذه التقنيات لدى المؤسسة التقنية في برلين.

وفي هذا الإطار يقول مايسنر معلقاً على ذلك: "لقد انطلقنا في مشروع التحرك المزدوج المسمى BeMobility، ونهدف من خلاله إلى تكملة إمكانية التنقل بوسائل المواصلات العامة بالسيارات الكهربائية". وهكذا يصبح بإمكان سكان المدينة التنقل بسرعة وسهولة، ويساهمون في الوقت نفسه في تخفيض نسبة انبعاث الغازات الضارة بالبيئة. ويراد لهذا المشروع أن يشمل أيضاً حركة نقل السلع والطرود البريدية والبريد العاجل.

أحد مراكز شحن السيارة بالكهرباء في أحد شوارع برلينصورة من: AP

واستناداً إلى المخططات الراهنة ستتحرك مع قدوم الصيف أولى سيارات الأجرة وسيارات نقل السلع التي تسير بمحرك كهربائي فوق شوارع برلين. وعلاوة على ذلك تطمح شركات إنتاج التيار الكهربائي وشركات لإنتاج السيارات في برلين إلى تجربة تقنيات جديدة. ويأتي في هذا الإطار مشروع سمارت، الذي وضعته شركة دايملر مع شركة الطاقة RWE. إضافة إلى ذلك زودت شركة بي أم دبليو وشركة فنتفال خمسين سائقاً تجريبياً بسيارات كهربائية، وبات يوجد في برلين 550 محطة لشحن الكهرباء. وحسب رأي خبير السيارات كريستيان مالورني يجب نصب محطات شحن الكهرباء على أطراف شتى شوارع المدينة، ويعبر عن اعتقاده بأن عدد السيارات الكهربائية التي ستتنقل في شوارع برلين سيصل عما قريب إلى مائة ألف سيارة. ويقول مالورني: "نعتقد أن برلين هي مكان مثالي لمشروع من هذا النوع، ففي المدينة ينتشر وعي واضح بأسلوب الحياة المتطور".

وتعقد الآمال على أن تصل برلين من خلال هذا المشروع الضخم إلى مصاف المدن العملاقة الرائدة في هذا المجال. ومن المقترحات المطروحة في إطار المشروع استخدام مطار تيغل أو تيمبلهوف البرلينيين كمركز أساس، يتم فيه أيضاً صيانة هذا النوع من السيارات. كما يُخطط كذلك لإقامة مراكز للخدمات حول المكان. وتعتبر برلين المكان المثالي لهذه التجربة التي يتم في إطارها قطع مسافات قصيرة، فالبطاريات المركبة داخل السيارات الكهربائية الجديدة لا تكفي إلا لقطع مسافة 150 كيلومتراً.

وتدفع هذه المشكلة البعض إلى الدعوة لتخفيف التوقعات المبنية على المشروع كما يفعل غيرد لوتسيبن من النادي الألماني للسيارات الرفيقة بالبيئة VCD، فهو يجد أن مشاعر الغبطة التي تواكب السيارات الكهربائية مبالغ فيها، ويقول "إن هذه المشاريع تثير توقعات لا يمكن تحقيقها في السنوات القادمة، وتحمل على الاعتقاد بأن التنقل بقوة الكهرباء أصبح على الأبواب."

ويوضح لوتسيبن موقفه هذا من خلال الإشارة إلى أنه لم يتم إيجاد الحلول لعدد من المشاكل المتعلقة بهذا المشروع. ولا يوجد حتى اليوم شركة شهيرة لإنتاج السيارات الكهربائية. الدفعات الأولى من هذه السيارات لن تنزل إلى الأسواق قبل أواخر هذه السنة. وستكون هذه سيارات يابانية، يزيد سعر الصغيرة منها على 30000 يورو. وكما يقول لوتسيبين: "يجب أن يعرف الناس، أن السيارات الكهربائية لن تلعب في السنوات العشر القادمة دوراً يذكر كسيارة للاستخدام الشخصي."

التجارب تركز على فولكسفاغن

رولف باور يشارك في مشروع برلين بسيارته من طراز سمارتصورة من: DW

لكن لوت سيبن لا يعرف حتى الآن سوى القليل عن تجربة برلين الميدانية، فالتقدم يتم ببطء، وفي جمعية المهندسين يوجد قسم خاص يجري فيه خمسون موظفاً تجاربهم على السيارة الكهربائية تحت إشراف فولفغانغ ريمان، ويتم التركيز خلال ذلك على سيارة فولكسفاغن وحول ذلك يقول ريمان: "المشكلة تمكن في أنه يتعين تطوير السيارة الكهربائية بموازاة التطوير المستمر لمحركات الاحتراق، وهذه المحركات ستكون بالتأكيد جزءاً لا يتجزأ من السيارة في السنين العشر أو الخمس عشرة القادمة." ويتم التأكيد في هذا الإطار على ضرورة أن تكون المساعي التطويرية فعالة قدر الإمكان، لأن المال المخصص لصناعة السيارات أصبح قليلاً جداً بسبب الأزمة المالية، لهذا كما يؤكد ريمان "لابد من الاعتماد في العمل على أساليب فعالة جداً كي يمكن التوصل إلى إنجاز كبير وبتكاليف قليلة."

وما تزال معظم مشاريع السيارات الكهربائية في برلين في إطار علمي، لكن السؤال عن الشروط العملية سيطرح عاجلاً أم آجلاً. ومن أجل التشجيع على شراء السيارة الكهربائية يطالب القسم الاستشاري لشركة مكنسي McKinsey بتخصيص أمكنة لوقوف هذه السيارات وبإعفائها من رسوم الوقوف، لأن هذا كما يقول توماس مايسنر من المؤسسة التقنية في برلين: "من شأنه أن يساعد السيارات الكهربائية على إحداث اختراق". لكن هذا الهدف ما يزال من مخططات المستقبل، فالأهداف التي وضعت للتجربة الميدانية التي تنتهي في خريف عام 2011 هي أكثر تواضعاً، والمهم الآن في نظر توماس مايسنر كما يقول: "أن نكون قد أوضحنا أن فكرة السيارة الكهربائية هي فكرة ممكنة وأننا أتينا بالبرهان التقني على ذلك".

الكاتب:كارستن تسوماك/منى صالح

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW