مشروع أوروبي عملاق للطاقات المتجددة
٥ يناير ٢٠١٠تعمل تسع دول أوروبية محاذية لبحر الشمال حاليا على ربط مشاريعها الخاصة بإنتاج الطاقة المتجددة أو النظيفة في شبكة كبيرة للطاقة ستكون الأولى من نوعها في العالم، حسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة زويدوديتشه تسايتونغ الألمانية في عددها الصادر اليوم (الخامس من يناير /كانون الثاني 2009)، فالشبكة الجديدة المرتقبة تجمع طاقات انتاجية للكهرباء من مشاريع تستفيد من طاقة الرياح والشمس وأمواج البحر في آن واحد. ولغرض الاستفادة القصوى من الطاقات المتجددة لابد من تناغم التكنولوجيات المتنوعة المستخدمة في هذه المجالات حاليا. وهو أمر يدفع إلى التخطيط لبناء خط كابل لنقل الطاقة يمتد لآلاف الكيلومترات، ويعمل وفق أحدث التكنولوجيا المعتمدة في هذه الصناعة.
إلى ذلك تتجاوز شبكة الطاقة المتجددة المرتقبة الحدود الوطنية للبلد الواحد، حيث ستمتد خطوط الشبكة ولأول مرة لتسع دول أوروبية، محطمة متجاوزة بذلك عوائق الحدود التي تحيل تقليديا دون بناء شبكة طاقية بين دول الاتحاد الأوروبي.
سد لثغرات الشبكات الوطنية الأوروبية
ويعلق الخبراء آمالا كبيرة على الشبكة الأوروبية المرتقبة، حيث ستمكن الشبكة المتعددة الجنسية من سد الثغرات الحالية في الشبكات الوطنية التي تعتمد على إنتاج الطاقة المتجددة.
فالمشاريع الحالية لا تستيطع تلبية حاجات المستهلكين بشكل مستمر وتعاني من نقص وانقطاع في توليد وتوصيل الطاقة إلى المستهلكين بشكل منتظم، فيما تستطيع الشبكة العملاقة تجميع طاقات كل المشاريع بغض النظر عن طبيعة مصدرها.
ويعتبر التذبذب في إنتاج وتزويد المستهلكين بالطاقة النظيفة واحدة من اكبر المشاكل التي تواجه صناعة الطاقة المتجددة. ويعتمد المشروع الجديد على مد كابلات للضغط العالي في قعر بحر الشمال والتي تمر من خلال أليافها الطاقة الكهربائية المنتجة من محطات تحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية والتي تعمل أمام السواحل الألمانية والبريطانية ولتتحد مع الطاقة الكهربائية التي تنتجها محطات التوليد المعتمدة على طاقة المياه في النرويج وبلجيكا والدنمارك، و تمر عبر هذه الكابلات الطاقة التي تنتجها مولدات المحطات العاملة على الطاقة الشمسية في معظم الدول الأوروبية.
مشروع عملاق قيمته 30 مليار يورو
وذكرت صحيفة زويد دويتشه تسايتونغ في تقريرها بهذا الصدد أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا هي الدول المبادرة لهذا المشروع وانظمت بلجيكا والدنمارك وهولندا وإيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج اليها. واشارت الصحيفة الى ان الاجتماع الاول التحضيري لهذا المشروع على مستوى الحكومات سيعقد في شهر شباط/ فبراير المقبل.
ومن المقرر ان يعلن في الخريف المقبل بيان نوايا توقعه الدول المعنية. وتابعت الصحيفة إلى أن الخبراء يقدرون حجم تكاليف المشروع خلال السنوات العشر المقبلة بحوالي 30 مليار يورو. وإذا تحقق فإن صناعة الطاقة المتجددة ستحصل على اكبر دعم مادي ومعنوي منذ انطلاقها. وقد يساهم ذلك في رفع نسبة الطاقة المتجددة او النظيفة المستخدمة فعليا في الحياة اليومية الى اكثر من 16% من حجم الطاقة الكهربائية الضرورية للحياة اليومية في أوروبا. ففي ألمانيا على سبيل المثال انخفض حجم استهلاك الكهرباء بشكل عام بنسبة 5%. إلا أن حجم استهلاك الطاقة النظيفة او المتجددة قد ارتفع من جانبه ليصل الى 93 مليار كيلو واط في الساعة. وبذلك تكون نسبة الطاقة المتجددة من الطاقة الكهربائية التقليدية حوالي 16%.
(ح.ع.ح /د.ب.أ/ أ.ف.ب/ أ.ب.د/ رويترز)
مراجعة: حسن زنيند