1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مشكلة الرق الحديث موضوع فيلم "تجارة، أهلاً في أمريكا"

محمد سامي الحبال٢١ أكتوبر ٢٠٠٧

بدأ في ألمانيا عرض باكورة أعمال المخرج الألماني الشاب ماركو كرويتسبينتنر، الذي تطرق بشكل جيد إلى ظاهرة الرق الحديث. الفيلم حمل معه طابع التشويق والإثارة دون أن يخلو من المبالغة التي تتميز بها أفلام هوليوود.

أدريانا لحظة اختطافها في وضح النهار في مدينة مكسيكوصورة من: picture-alliance/ dpa

ظاهرة العنف بين الأزواج أو تجارة الرق أو الاعتداء الجنسي، هذه مشاكل اجتماعية تحتل حيزاً في حياتنا اليومية. غير أنها لا تطفو إلى السطح كونها لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الذي يناسب حجمها. كما أن الناس يعلمون بوجودها دون أن يحركوا ساكناً.

فيلم "تجارة- أهلاً في أمريكا " للمخرج الألماني الشاب ماركو كرويتسبينتنر يحاول تسليط الضوء على جزء من هذه الجرائم الاجتماعية في محاولة منه لإثارة انتباه الرأي العام بها. ويأتي الفلم في وقت تشير فيه بعض الإحصائيات إلى أن 80 في المائة من ضحايا تجارة الرق من النساء والقاصرات. وقد ازدهرت هذه التجارة في الفترة الأخيرة وتفشت في مجتمعات عدة لأسباب كثيرة منها ضعف الرقابة الحكومية و استخدام العصابات للتقنيات الحديثة كالإنترنت التي تتيح مجالاً واسعاً "لتجارة الرق الجديدة" فضلاً عن أنها تجارة مربحة تدر الأرباح ولا تحتاج إلى رأس مال و إلى دفع ضرائب.

مقال صحفي ألهب فكر المخرج

أدريانا و فيرونيكا في قبضة عصابة الرق الحديثصورة من: 2006 Twentieth Century Fox

كشفت بعض التقارير بأنه يتم اختطاف ما يقارب 800 ألف شخص سنوياً، جلهم من الأطفال والنساء. وتقوم العصابات الخاطفة بتهريبهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتم إجبارهم على العمل في بيوت الدعارة. وهنا يأتي فيلم "تجارة، أهلاً في أمريكا " ليسلط الضوء على أقدار هؤلاء المخطوفين ومعاناتهم، ويحرض الفيلم المشاهد على أن لا يبقَ مكتوف الأيدي حيال هذه المشكلة، وأن لا يقف موقف الحياد. وقصة الفيلم مستمدة من الواقع عن طريق مقال قرأه المخرج في صحيفة نيويورك تايمز حول شبكة لتجارة الأطفال تتخذ من المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا مسرحاً لجرائمها. وقد بدء عرض الفيلم لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ نحو ثلاثة أسابيع، ونزل إلى دور العرض الألمانية يوم الخميس الماضي.

تبدأ أحداث الفيلم في مكسيكو حيث تقوم عصابة روسية باختطاف ابنة الثلاثة عشر ربيعاً أدريانا في وضح النهار. بعد الحادثة بقليل يكتشف أخوها جورج البالغ من العمر 17 عاماً اختفاء شقيقته وبعدما رأي دراجتها الهوائية ملقاة على قارعة الطريق. تبدأ أحداث الفيلم عندما يشرع جورج بمطاردة العصابة. وبشكل موازٍ يستدرج تاجر رقيق الصبية البولونية فيرونيكا التي جاءت إلى مكسيكو بحثاً عن عمل.

كرويتسبينتنر تجنب السطحية في معالجة الموضوع

العصابة تجبر الأطفال على عبور النهرصورة من: 2006 Twentieth Century Fox

يأخذ الفيلم الذي يعد باكورة المخرج كرويتسبينتنر طابع التشويق والإثارة في معالجة موضوع حصد تعاطفاً من قبل الجمهور. يُذكر أن المطربة الشهيرة جينيفر لوبيز لعبت في مطلع العام دور بطولة فيلم "بوردر تاون" الذي يتطرق لنفس موضوع فيلم "تجارة، أهلاً في أمريكا "؛ إلا أنها واجهت حينها انتقادات حادة بسبب السطحية التي ميزت طريقة معالجته للموضوع. وأما بالنسبة للمخرج كرويتسبينتنر فقد حاول طرحه من وجهة نظر مختلفة محاولاً تفادي الهفوات التي وقع فيها "بوردر تاون". وفي هذا السياق ركز كاتب السيناريو يوزه ريفيرا على إظهار عنصر الإثارة ووضوح النص. الشيء الذي ساعد كرويتسبينتنر تحقيق المعادلة الصعبة القائمة على تسلية الجمهور وإرهاف مشاعره.

بصمات هوليوود

الشرطي راي يقتفي أثر العصابة بدون مساعدة زملائهصورة من: 2006 Twentieth Century Fox

إلا أن الفيلم لم يخلُ من المبالغة بعض الشيء. وهو الشيء الذي طالما ميز أفلام هوليوود لسنين طويلة. فهي كثيراً ما تعتمد على الأحداث الخارقة للعادة. وفيلم "تجارة، أهلاً في أمريكا " لم يشذ عن هذه القاعدة، فبعض أحداثه لا تجري في الواقع إلا ما ندر؛ كأن يقتص شاب في مقتبل العمر (17 عاماً) من عصابة خطف أطفال متمرسة في عالم الجريمة؛ أو أن يقوم شرطي بمفرده وبدون مؤازرة بملاحقة المافيا الروسية والإيقاع بها.

وبغض النظر عن النجاح التجاري للفيلم، فإنه يعرض مشكلة يمكن أن يقع كل إنسان فريسة لها. كما يعكس أيضاً تفاقم هذا النوع من الجرائم إضافة إلى تسليط الضوء على أحد الأوجه الخفية للمجتمع الأمريكي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW