غضب فلسطيني.. إسرائيل "تتأسف" لمقتل إياد وتفتح تحقيقاً
٣١ مايو ٢٠٢٠
تخيّم واقعة مقتل الشاب الفلسطيني إياد الحلاق الذي كان يعاني من مرض التوحد، على أيدي الشرطة الإسرائيلية، على أجواء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي بفتح تحقيق، في وقت يتصاعد فيه غضب الفلسطينييين.
إعلان
أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم الأحد (13 أيار/ مايو 2020) عن "أسفه" لمقتل شاب فلسطيني أعزل مصاب بالتوحد على أيدي قوات إسرائيلية خلال مطاردة في القدس، معلناً في جلسة لمجلس الوزراء عُقدت اليوم الأحد "إن تحقيقاً سيجري في حادث مقتل إياد الحلاق على وجه السرعة، وأنه "سيتم استخلاص العبر منه"، مقدماً تعازيه لأسرة الضحية.
وكان الحلاق، وهو في الثلاثينات من عمره، ويسكن في القدس الشرقية برفقة معلمته في الطريق إلى مؤسسة للتعليم الخاص عندما أمره أفراد شرطة الحدود الذين يقومون بدوريات في البلدة القديمة، بالتوقف، بالقرب من باب الأسباط، أحد مداخل البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها عام 1967.
ووفقاً لأقاربه، فقد شعر الحلاق بالخوف وركض واختبأ خلف حاوية قمامة. وقالت شرطة الحدود الإسرائيلية في بيان إن قائداً وضابطاً طارداه على الأقدام وأطلقا النار عليه للاشتباه في أنه يحمل مسدساً، لكن الشرطة أكدت أنه لم يكن يحمل أيّ مسدس، وتبين لاحقاً أنه كان يحمل هاتفه الجوال فقط.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان :"ندعو المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق دون تأخير قبل إغراق فلسطين بجرائم لا حصر لها"، مطالباً على تويتر بـ "رفع الحصانة عن إسرائيل وجرائمها المنظمة فوراً ومحاسبتها". واستخدم عريقات مع تغريدته وسم ICantBreath# (لا يمكنني التنفس)، وهو الوسم المرتبط بجريمة مقتل أمريكي من أصول إفريقية على يد ضابط أمريكي.
وتظاهر مئات الإسرائيليين مساء السبت قرب مركز الشرطة في القدس استنكاراً لمقتل إياد. وكُتب بالعبرية على لافتات رفعها متظاهرون يضعون كمامات للوقاية من فيروس كورونا المستجد، "عنف الشرطة يقتل" وأيضاً "العدالة لإياد".
وحملت حركة فتح الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتانياهو "شخصياً المسؤولية كاملة لإعدام إياد الحلاق"، ووصفت الحركة العملية بأنها "جريمة حرب من الطراز الأول، ومن ارتكبها يجب أن يقدم للعدالة في محكمة الجنايات الدولية".
وكان وزير الأمن الداخلي في إسرائيل أمير أوحانا، قد قال، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلي، إنه "لا يمكن البت في مصير أفراد الشرطة الضالعين (في حادثة الحلاق)، إذ إن قوات الأمن تضطر إلى اتخاذ قرارات مصيرية خلال ثوان في منطقة ارتُكبت فيها اعتداءات كثيرة".
ويأتي مقتل الشاب الفلسطيني بعد سلسلة هجمات أو محاولات شن هجمات على القوات الإسرائيلية، وقُتل الجمعة فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي الذي أطلق عليه النار بعد أن حاول دهس جنود بسيارته شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية، كما حاول فلسطيني يوم الاثنين طعن شرطي إسرائيلي في القدس الشرقية، فأطلقت عليه عناصر أمنية النار وأصيب بجروح خطيرة.
إ.ع/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك