في خطوة قد تزيد العلاقات المتوترة بين البلدين توترا، منحت ألمانيا حق اللجوء السياسي للعديد من العسكريين الأتراك وعائلاتهم ممن يحملون جوازات سفر دبلوماسية. هذا ما كشفت عنه عدة وسائل إعلام ألمانية في ظل صمت رسمي.
إعلان
ذكرت وسائل إعلام ألمانية اليوم الاثنين (الثامن من أيار/ مايو 2017) أن ألمانيا منحت عدة جنود أتراك وذويهم حق اللجوء. وأوضحت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" ومحطتا "WDR" و"NDR" أنه جرى قبول الطلبات الأولى المقدمة من مواطنين أتراك يحملون جوازات سفر دبلوماسية للحصول على حق اللجوء السياسي في ألمانيا، وذكرت هذه الوسائل أن وزارة الداخلية أكدت ذلك.
وتابعت هذه الوسائل أن من بين الأشخاص، الذين تم قبول طلبات لجوئهم، جنودا تابعين لحلف شمال الأطلسي (ناتو) كانوا متمركزين في ألمانيا قبل فصلهم من الجيش التركي. وحسب هذه الوسائل، فإن هؤلاء الجنود يحملون في العادة جوازات سفر دبلوماسية، غير أنه لم يتسن الحصول على رد حتى الآن من وزارة الداخلية بهذا الخصوص.
وكان جنود أتراك متمركزون في مؤسسات تابعة للناتو في ألمانيا، قدموا طلبات لجوء بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا في تموز/يوليو 2016. بيد أن وزير الدفاع التركي فكري إشيق، طالب ألمانيا، برفض كل طلبات اللجوء هذه، محذرا من أن هؤلاء العسكريين متهمون بالانتماء إلى منظمة مسؤولة عن محاولة الانقلاب.
واستنادا إلى وزارة الداخلية، ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أنه منذ محاولة الانقلاب، وصل عدد طلبات اللجوء المقدمة إلى ألمانيا، من أتراك يعملون جنودا ودبلوماسيين وقضاة وموظفين كبار، إلى 414 طلبا بحلول أوائل أيار/مايو الجاري، وأضافت هذه الوسائل أن العدد يشمل ذوي هؤلاء الأشخاص أيضا.
يذكر أن الحكومة التركية اتخذت، منذ محاولة الانقلاب، إجراءات واسعة النطاق ضد الأنصار المحتملين لحركة رجل الدين فتح الله غولن، الذي تحمله أنقرة المسؤولية عن محاولة الانقلاب، وقد تم القبض على العديد من الأشخاص بينهم آلاف الجنود.
أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.