مصادر أمنية بحرية: احتمال تعرض سفينة "للخطف" في خليج عُمان
٣ أغسطس ٢٠٢١
وسط تضارب للأنباء إزاء حادث جديد قبالة السواحل الإماراتية، أشارت مصادر أمنية بحرية إلى احتمال تعرض ناقلة لمادتي الأسفلت والبيتومين للخطف على يد قوات مدعومة من إيران. وتنفي إيران مسؤوليتها عن هذه الحوادث.
إعلان
قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الثلاثاء (الثالث من أغسطس/ آب 2021) إن من السابق لأوانه إصدار حكم على حادث خليج عُمان، وذلك بعد أن قالت ثلاثة مصادر أمنية بحرية إنها تعتقد بأن قوات مدعومة من إيران استولت على ناقلة نفط في الخليج قبالة ساحل الإمارات.
وكان البيت الأبيض قد أشار إلى أن الولايات المتحدة تراقب الوضع المتعلق بالناقلة.
جاء ذلك بعد أن ذكرت هيئة التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق بأن "حادث خطف محتملاً" وقع قبالة ساحل الفجيرة الإماراتية الثلاثاء. وعرَف اثنان من المصادر السفينة بأنها ناقلة أسفلت وبيتومين تسمى (أسفلت برينسيس) وترفع علم بنما، وبأن ذلك حدث في منطقة ببحر العرب تؤدي إلى مضيق هرمز، الذي يتدفق عبره نحو خُمس صادرات النفط المنقولة بحراً في العالم.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت في وقت سابق إن التقارير التي تفيد بوقوع حوادث تشمل عدة سفن قرب ساحل الإمارات الثلاثاء "مثيرة للريبة"، وحذرت من أي جهود لإيجاد "أجواء زائفة" مناهضة للجمهورية الإسلامية.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا يوم الأحد إنهما ستعملان مع حلفائهما للرد على هجوم الأسبوع الماضي على الناقلة "ميرسر ستريت"، التي ترفع علم ليبيريا ومملوكة لشركة يابانية، وتديرها شركة "زودياك ماريتايم" الإسرائيلية.
ولم يرد الأسطول الخامس الأمريكي، المتمركز في البحرين، بعد على طلب من وكالة رويترز للتعليق على واقعة اليوم.
وأوصت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في إشعار تحذيري سابق استند إلى مصدر من طرف ثالث، السفن بتوخي الحذر الشديد في المنطقة، التي تبعد نحو 60 ميلاً بحرياً شرقي الفجيرة.
يشار إلى أن خمس سفن على الأقل في المنطقة بين الإمارات وإيران، حدّثت بعد ظهر الثلاثاء نظام التعريف الآلي الخاص بها إلى أنها "ليست تحت القيادة"، حسب بيانات موقع "ريفينيتيف" لتتبع السفن. وتشير مثل هذه الحالة عادة إلى أن السفينة غير قادرة على المناورة بسبب ظروف استثنائية. ولم يتسن التحقق من كون بيانات "ريفينيتيف" هذه لها أي صلة بالواقعة المذكورة.
قد تخيم الضبابية لسنوات على تكاليف حوادث السفن وتعويضاتها، وذلك يعتمد على الأضرار التي تسببها، من تعطيل حركة الملاحة أو الأضرار البشرية أو البيئية أو جهود إعادة تعويمها. لمحة عن أبرز حوادث السفن مع التكاليف أوالتعويضات.
صورة من: Maxar Technologies/REUTERS
إيفر غيفن: مطالب بـ900 مليون دولار كتعويض
جنوح سفينة "إيفر غيفن" في قناة السويس تسبب في تعطيل حركة الملاحة لستة أيام، إلى أن تم تعويمها أخيراً. احتجزت مصر السفينة مطالبة الشركة المالكة بدفع 900 مليون دولار كتعويض، وسط استمرار المحادثات بين الجانبين. هيئة قناة السويس كانت قد قالت إنها خسرت ما بين 12 إلى 15 مليون دولار يومياً جراء الحادث. أما تكلفة تعطل الملاحة على التجارة العالمية فتتراوح بين 6 إلى 10 مليارات دولار، بحسب "أليانتس" للتأمين.
صورة من: Maxar Technologies/AP/picture alliance
سي إس سي إل إنديان أوشن: عشرات الملايين
تعد "سي إس سي إل إنديان أوشن" واحدة من أكبر سفن الحاويات على مستوى العالم، إذ يمكنها نقل حوالي عشرين ألف حاوية. وفي عام 2016 علقت في قاع نهر الإلبه بمدينة هامبورغ الألمانية على الرغم من ارتفاع مناسب النهر بسبب الفيضان، ولم تتمكن سفن الإنقاذ من تحريرها إلا بعد عدة أيام. وقد تولت شركة تأمين الشركة المشغلة للسفينة دفع تكاليف إعادة تحرير السفينة والتي بلغت عشرات ملايين اليوروهات.
صورة من: Imago/L. Berg
إم إس سي تشيترا: خلاف حول 66 مليون دولار
بعد تصادمها مع سفينة أخرى، مالت سفينة "إم إس سي تشيترا" في 8 آب/أغسطس 2010 قبالة سواحل مومباي بشكل خطير، ما تسبب بفقدان نحو 300 حاوية شحن. لكن السفينة لم تغرق، وبعد أشهر تم إغراقها في المياه الدولية. سلطات إدارة الموانئ طالبت الشركة المالكة بدفع تعويض بلغ نحو 5 مليارات روبية (نحو 66 مليون دولار) بسبب التلوث الذي تسببت به، إذ تسربت منها أطنان من مشتقات النفط. ويستمر الخلاف حول التعويض حتى الآن.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Mukherjee
رينا: تعويضات بـ38 مليون دولار
لم يتبق الكثير من سفينة الشحن "رينا" في تشرين الأول/ أكتوبر 2011 بعد أن اصطدمت بشُعب مرجانية قبالة سواحل نيوزيلندا، إذ سرعان ما انقسمت إلى قسمين انفصلا عن بعضهما. ولم يتبق من السفينة إلا مقدمتها بعد أن غرقت باقي الأجزاء بما كانت تحمله من حاويات. وفي عام 2012 وافقت الشركة المالكة للسفينة على دفع تعويضات بلغت 38 مليون دولار للشركة التي أزالت مخلفات السفينة من المياه.
صورة من: picture-alliance/abaca/Maritime New Zealand
إم إس سي نابولي: نحو 165 مليون دولار
في عام 2007 فقدت سفينة الشحن "إم إس سي نابولي" جزءاً من شحنتها بعد أن جنحت قبالة سواحل جنوب إنكلترا. وأدى ذلك إلى تحول شاطئ "سيدموث" الجميل في ديفون إلى مكب للنفايات. واستغرقت أعمال تنظيف الشاطئ وتخليصه من النفايات أكثر من سنتين ونصف، ووصلت قيمة الأضرار إلى 120 مليون جنيه إسترليني (نحو 165 مليون دولار) دفعتها الشركة المالكة وشركة التأمين.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA/B. Batchelor
تصادم في القنال الإنجليزي
هكذا انتهى الحال بإحدى السفن السياحية بعد تصادمها مع إحدى سفن نقل الحاويات عام 1999 في القنال الإنجليزي، إذ اخترقت بعض الحاويات الفولاذية العملاقة مقدمة السفينة. ورغم الأضرار الكبيرة واندلاع حريق على متن سفينة الشحن إلا أن الحادث لم يسفر عن إصابات كبيرة، إذ أُصيب يومئذٍ 24 شخصاً بجراح بسيطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
إكسلسيور: غرامة للقبطان
في عام 2007 فقدت سفينة "إكسلسيور" 31 حاوية في مناورة فاشلة بالقرب من مدينة كولونيا الألمانية، وانتشرت الحاويات على مسافة عدة كيلومترات في نهر الراين، ما تسبب بعرقلة حركة الشحن والنقل. بلغت أضرار الحادث نحو مليون يورو متجاوزة الحد الأقصى لمبلغ تأمين الشركة المشغلة التي كانت مهددة بالإفلاس. وقضت محكمة ألمانية بضرورة تشكيل صندوق لتغطية نفقات مثل هذه الحوادث. وتم تغريم القبطان بـ3200 يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
لُقى ثمينة على الشاطئ
رغم تبعات مثل هذه الحوادث إلا أن البعض قد يستفيد منها على ما يبدو، إذ يقبل البعض على جمع محتويات الحاويات التي تجرفها المياه. هذه الأحذية الرياضية الجديدة مثلاً على شاطئ نورديرني الألمانية عام 2014، ويبدو أنها سقطت من إحدى السفن المبحرة في بحر الشمال.