يشدد الجيش الإسرائيلي قبضته على جنوب غزة بينما يحاول مئات الآلاف من سكان القطاع حماية أنفسهم من المعارك العنيفة التي يخوضها ضد حماس. وتشير تقديرات إسرائيلية أن القتال العنيف الحالي في قطاع غزة سيستمر لمدة شهرين آخرين.
إعلان
تشير تقديرات لمصادر إسرائيلية أن القتال العنيف الحالي ضد حركة "حماس" في قطاع غزة سيستمر لمدة شهرين آخرين، حسب هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان" وأضافت المصادر أنه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار، بعد تلك الفترة، حيث يتم إجراء "عمليات موضعية" من قبل قوات سوف تبقى على مقربة من القطاع، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأحد ( 10 ديسمبر/ كانون أول).
وتابع التقرير أنه خلال الشهرين المقبلين، ستكون هناك محاولات للمضي قدما في المزيد من الاتفاقيات لإطلاق سراح المزيد من الرهائن. وفي وقت ما خلال الشهرين المقبلين، ستسمح إسرائيل لبعض سكان غزة، بالعودة إلى منازلهم، طبقا لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان"، مشيرة إلى أن هذا "مطلب أمريكي وأيضا ضرورة عملياتية".
وطلبت إسرائيل من السكان مغادرة وسط مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة وقصفت القطاع من الشمال إلى الجنوب بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية حليفتها من مطلب بوقف إطلاق النار.
ونشر ناطق باسم إسرائيل يتحدث العربية خريطة على منصة إكس توضح ستة مناطق تحمل أرقاما في خان يونس طُلب من السكان إخلاؤها "بشكل عاجل".
وأعلنت حركة حماس فجر الأحد في بيان أن "طائرات الاحتلال الحربية تشن سلسلة غارات عنيفة جدا على مناطق في جنوب مدينة خان يونس"، متحدثة عن "حزام ناري بعشرات الغارات تستهدف الطريق بين خان يونس ورفح".
ومنذ انهيار الهدنة مع حركة حماس مطلع الشهر الجاري، وسعت إسرائيل حملتها البرية في النصف الجنوبي من قطاع غزة باقتحام مدينة خان يونس الرئيسية. وفي الوقت نفسه، أعلن الجانبان عن تصاعد كبير في القتال بالشمال.
يشار إلى أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات على حوالي 250 هدفا لحركة "حماس" في قطاع غزة، أمس السبت، فيما تواصل القوات الإسرائيلية القتال ضد عناصر الحركة على الأرض.
وشملت الغارات، التي وقعت الليلة الماضية، استهداف مجمعا تابعا لحركة "حماس" في خان يونس، والعديد من فتحات الأنفاق في المنطقة، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأحد.
من جهة أخرى، أعلنت القوى الوطنية في رام الله والبيرة في الأراضي الفلسطينية، أن غدا الاثنين هو إضراب شامل لكافة مناحي الحياة، وذلك ضمن حراك عالمي يدعو لإضراب حول العالم، للمطالبة بوقف الحرب في غزة، وتضامنا مع الفلسطينيين.
وتجاوز العدد الإجمالي الرسمي للقتلى في غزة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية والذي أحصته وزارة الصحة في القطاع 17700 أمس السبت، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض. وكانت الوزارة قد قالت في وقت سابق إن نحو 40 بالمئة من القتلى أطفال دون سن 18 عاما.
وشنت إسرائيل حملتها للقضاء على حماس بعد أن قام مقاتلوها بهجوم إرهابي على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن هذا الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص، فضلا عن 240 رهينة نقلهم مقاتلو حماس إلى غزة.
ولا يزال نحو 137 من الرهائن محتجزين لدى حماس. ونظم آلاف الإسرائيليين احتجاجا في تل أبيب أمس السبت مطالبين بتحريرهم. وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديا شارك في القتال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول توفي في وقت مبكر اليوم السبت متأثرا بإصابته، وأضاف أن أربعة جنود قتلوا في القتال في جنوب غزة.
وأجبرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم، ونزح العديد منهم عدة مرات. ومع احتدام القتال على امتداد القطاع، يقول السكان ووكالات الأمم المتحدة إنه لا يوجد الآن أي مكان آمن للجوء إليه، بينما تشكك إسرائيل في ذلك. وقالت واشنطن إنها طلبت من إسرائيل بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في المرحلة القادمة من الحرب.
ع.أ.ج/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance