مصادر: الأردن يقصف "هدفي مخدرات" داخل سوريا مرتبطين بإيران
٨ مايو ٢٠٢٣
غداة عودة دمشق لجامعة الدول العربية وفي غارتين نادرتين من نوعهما داخل سوريا، قصف الأردن بالطيران مصنع مخدرات وقتل تاجر مخدرات مع سبعة من أفراد عائلته في جنوب سوريا.
إعلان
قالت مصادر محلية ومن المخابرات إن الأردن نفذ ضربتين جويتين نادرتين اليوم الاثنين (الثامن من أيار/مايو 2023) على جنوب سوريا حيث أصاب مصنع مخدرات مرتبطاً بإيران وقتل مهرباً يُزعم أنه كان وراء عمليات تهريب كبرى عبر الحدود بين البلدين.
وأضافت المصادر أن إحدى الضربتين أصابت مصنع مخدرات مهجوراً في محافظة درعا بجنوب سوريا مرتبطا بجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمتحالفة مع الحكومة السورية.
وتسببت الضربة الثانية على قرية الشعاب في محافظة السويداء المجاورة بالقرب من الحدود الأردنية في مقتل مهرب المخدرات السوري البارز مرعي الرمثان وأفراد أسرته في أثناء تواجدهم بالمنزل.
وقال ريّان معروف، وهو باحث سوري يتابع ملف تجارة المخدرات، إنه جرى تدمير منزل الرمثان والمصنع. وأضاف معروف أن من المعتقد أن مصنع المخدرات في بلدة خراب الشحم في درعا كان نقطة التقاء لمهربين يدفعون أموالاً من حزب الله، مؤكداً روايات مصادر محلية مطلعة على الأمر.
وقالت مصادر من المخابرات الأردنية ومن أجهزة مخابرات في المنطقة إن الرمثان، وهو تاجر مخدرات كبير في جنوب سوريا، جنّد مئات من عمال النقل البدو الذين انضموا إلى صفوف الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران وذات النفوذ في جنوب سوريا.
وتقول مصادر قضائية إن محاكم أردنية حكمت عليه غيابياً بالإعدام عدة مرات في السنوات الماضية بتهمة تهريب المخدرات.
وقال ناشط في محافظة السويداء متابع لملف تهريب المخدرات لفرانس برس من دون الكشف عن هويته، "لم يكن بإمكان أحد تهريب أي شيء عبر الحدود من السويداء من دون علم الرمثان". وأضاف "نتوقع أن نرى انعكاساً ملحوظاً للضربة على عمليات التهريب"، مشيراً إلى تقارير عن مغادرة مهربي مخدرات آخرين منازلهم على إثرها.
وأكد مصدران من أجهزة مخابرات في المنطقة ومصدر دبلوماسي غربي يتتبع الوضع في جنوب سوريا أن طائرات حربية أردنية قصفت الهدفين المرتبطين بالمخدرات في غارتين نادرتين داخل سوريا منذ بدء الصراع المستمر هناك منذ أكثر من 13 سنة.
"حرب مخدرات إيرانية"
والأردن وجهة رئيسية للكبتاغون، وهو مادة مخدرة رخيصة الثمن من الأمفيتامين تسبب الإدمان، كما أنه نقطة عبور لهذه المادة إلى دول الخليج. وتقول دول غربية وعربية إنه يتم إنتاج هذا المخدر في سوريا وتصديره منها.
وجاء القصف بعد أيام من تهديد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بتوجيه ضربات جوية داخل سوريا إذا لم تكبح دمشق عمليات التهريب. وقال الصفدي إن حرب المخدرات المرتبطة بإيران تشكل تهديداً ليس فقط للأمن القومي الأردني ولكن أيضاً لدول الخليج.
وقال مسؤولان تحدثا شريطة عدم كشف هويتهما إن الضربات كانت رسالة لدمشق بأنه لا ينبغي لها أن تخطئ في تصميم عمَّان على المضي قدماً في هذا الملف بينما تقود في ذات الوقت جهوداً عربية لإنهاء مقاطعة سوريا.
ويقول مسؤولون أردنيون إن مخاوفهم من زيادة تهريب المخدرات أُثيرت في الأشهر الماضية خلال اجتماعات أمنية مع السلطات السورية وإنهم تلقوا تعهدات لكنهم لم يروا أي محاولة حقيقية لتضييق الخناق على هذه التجارة.
وتأتي الغارتان، بعد اجتماع في عمان مطلع الشهر الحالي، ضمّ وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية. ونصّ بيانه الختامي وفق الخارجية الأردنية على "تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية".
وجاء في البيان أن سوريا "ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب".
ويقول الأردن إن تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة حوالى 375 كيلومتراً، "عملية منظمة" تستعين بطائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.
وأحبط الجيش الأردني مطلع العام 2022 دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون خلال نحو 45 يوماً، ما يعادل الكمية التي ضُبطَت طوال العام 2021.
ويأتي القصف الأردني الإثنين على وقع انفتاح عربي متسارع نحو دمشق بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، وغداة إعلان جامعة الدول العربية استعادة الحكومة السورية لمقعدها، بعد تجميد أنشطتها منذ 2011.
خ.س/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد
تحكم عائلة الأسد سوريا منذ أكثر من 5 عقود بقبضة من حديد، إذ يستمر الرئيس السوري بشار الأسد على نهج أبيه حافظ الذي تولى الحكم بانقلاب عسكري. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا في عهد عائلة الأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق".
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق. م.ع.ح/ع.ج.م