مصادر: تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الساحل الغربي لليمن
٧ أكتوبر ٢٠١٨
دفعت قوات الجيش الحكومي وقوات التحالف العربي في اليمن بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الساحل الغربي "استعدادا لخوض عمليات عسكرية كبرى"، تزامنت مع اطلاق نداءات تحذيرية من التحالف للسكان بالحديدة من تجنب مناطق المواجهات.
إعلان
نقل موقع "سبتمبر نت" التابع للجيش اليمني عن مصادر عسكرية في الساحل الغربي قولها "إن وحدات كبيرة من القوات السودانية العاملة في اليمن ضمن قوات التحالف العربي وصلت إلى جبهة الحديدة لتعزيز القوات المتواجدة هناك بهدف استكمال تحرير بقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرة عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية".
وأوضحت المصادر أن التعزيزات الجديدة تضم أعداداً كبيرة من أفراد القوات المسلحة السودانية وآليات عسكرية، مشيرة إلى أنها ستشارك في المعارك الدائرة جنوب مدينة الحديدة ومدخلها الشرقي.
في غضون ذلك، وصلت قوات جديدة من ألوية العمالقة (قوات يمنية جنوبية تدعمها الإمارات) إلى الساحل الغربي لتعزيز القوات المتواجدة عند التخوم الجنوبية والشرقية للمدينة.
وطبقا للمصادر فإن هذه القوات ستشارك إلى جانب القوات المتواجدة في عمليات تمشيط متواصلة "لتعقب ما تبقى من جيوب الميليشيا في المزارع والأحراش بمناطق شرق الدريهمي والتحيتا وبيت الفقيه وحيس". في محافظة الحديدة التي تدور فيها معارك من أشهر.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي وزعت منشورات تحذيرية ونداءات لسكان مدينة الحديدة، وتحديدا السائقين ومستخدمي الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء للابتعاد عن المنطقة الواقعة بين دوار مطاحن البحر الأحمر ومثلث كيلو 16 شرقي مدينة الحديدة.
وحملت إحدى المنشورات خارطة للمنطقة التي تم التحذير من الاقتراب منها، "وذلك من أجل الحفاظ على سلامة السكان، وحتى لا يكونون عرضة للنيران العشوائية التي تطلقها الميليشيا الانقلابية".
ودعت المنشورات أبناء مدينة الحديدة إلى "عدم الانصياع للميليشيا الحوثية أو القتال في صفوفها، مشددة على أن سلامة السكان والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم هي أولوية لدى قيادة قوات التحالف".
واعتبرت في منشوراتها أن "ما تقوم به ميليشيا الحوثي في مدينة الحديدة من تدمير للطرق والبنية التحتية وتقطيع أوصال المدينة والتضييق على أبنائها ما هو إلا هدر لمقدرات الشعب..".
ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تحاول قوات الجيش الحكومي بمساندة قوات التحالف العربي، تحرير مدينة وميناء الحديدة من قبضة الحوثيين، متهمين الحوثيين بتلقي الدعم المسلح من إيران عبر ميناء الحديدة، وهو ما ينفيه الحوثيون.
ويقول التحالف المناهض للحوثيين إنه استولى على طريق يربط الحُديدة بصنعاء ليعزل المدينتين. وينفي الحوثيون استيلاء التحالف على الطريق، كما كان التحالف قد أعلن السيطرة على مطار الحديدة، وهو ما نفاه الحوثيون.
م.أ.م/ (د أ ب)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش