مصادر: إسرائيل تعتزم توقيف إيصال المساعدات إلى شمال غزة
٣١ أغسطس ٢٠٢٥
كشف مسؤول إسرائيلي لوكالة أسوشيد برس (أ ب) لم يعلن عن اسمه، أن إسرائيل ستبطئ أو توقف قريبا وصول المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من شمال غزة، موازاة لتكثيف العمليات في مدينة غزة التي أعلن الجيش الإسرائيلي قبل يومين أنها باتت بالكامل "منطقة قتال".
ووفقا لذات المصدر، ستوقف عمليات الإنزال الجوي على مدينة غزة في الأيام المقبلة وستقلص وصول شاحنات المساعدات إلى الجزء الشمالي من القطاع، فيما تستعد لإجلاء مئات الآلاف من السكان إلى الجنوب.
وأنهت إسرائيل يوم الجمعة فترات التوقف النهارية في القتال للسماح بإيصال المساعدات، واصفة مدينة غزة بأنها معقل لحماس ومشيرة إلى أن شبكة أنفاق لا تزال قيد الاستخدام.
وبحلول يوم السبت، لم تكن هناك عمليات إسقاط جوي لعدة أيام في جميع أنحاء غزة، فيما لم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق أو يوضح كيف سيجري تقديم المساعدات.
خطط للإخلاء
وطالما حذرت الأمم المتحدة وشركاؤها في الأيام الأخيرة من أن فترات التوقف وعمليات الإسقاط الجوي والإجراءات الأخرى الأخيرة لم تكن كافية على الإطلاق مقارنة بـ 600 شاحنة مساعدات مطلوبة يوميا في غزة.
وحول خطط الجيش الإسرائيلي إخلاء سكان غزة إلى الجنوب، قالت ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان إن "مثل هذا الإخلاء سيؤدي إلى حركة سكانية هائلة لا يمكن لأي منطقة في قطاع غزة استيعابها، نظرا للدمار الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية والنقص الشديد في الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية". وتابعت أنه من المستحيل أن يتم الإخلاء الجماعي لمدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة.
وأظهرت لقطات فيديو لوكالة (اب) عدة انفجارات كبيرة في جميع أنحاء غزة خلال الليل. وقال الجيش الإسرائيلي مساء السبت إنه استهدف عنصرا رئيسيا في حركة حماس في منطقة مدينة غزة، دون تقديم تفاصيل.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وأفاد مدير مستشفى الشفاء (أب) عن غارة إسرائيلية على مخبز في حي النصر بمدينة غزة أسفرت عن مقتل 12 شخصا من بينهم ست نساء وثلاثة أطفال، وأن غارة على حي الرمال قتلت سبعة أشخاص.
بدورها وصفت حماس في بيان الغارة على مبنى سكني في الرمال بأنها "تصعيد وحشي ضد المدنيين".
ووفقا لمسؤولين صحيين في مستشفى العودة، حيث نقلت الجثث، فإن إطلاق النار الإسرائيلي قتل أربعة أشخاص كانوا يحاولون الحصول على المساعدات في وسط غزة.
ضحايا التجويع
وارتفع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية في غزة إلى 10 أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال، وفق وزارة الصحة في غزة، ليصل العدد الإجمالي إلى ما لا يقل عن 332 فلسطينيا، من بينهم 124 طفلا.
أما عدد إجمالي القتلى من اندلاع الحرب، فبلغ ما لا يقل عن 63 ألفا و 371 فلسطينيا لاقوا حتفهم في غزة منذ اندلاع الحرب، نصفهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس والتي يعمل بها متخصصون طبيون.
وتعتبرها الأمم المتحدة والخبراء المستقلون المصدر الأكثر موثوقية بشأن ضحايا الحرب. لكن إسرائيل تشكك في أرقامها إلا أنها لم تقدم أرقاما خاصة بها.
انطلاق "أسطول الصمود العالمي"
وفي تطور موازٍ، يبحر اليوم الأحد (30 أغسطس/ آب 2025)، من مدينة برشلونة الإسبانية أسطول يحمل مساعدات إنسانية وناشطين في محاولة "لكسر الحصار غير القانوني" الذي تفرضه إسرائيل على غزة، بحسب منظميه.
وهو أسطول جديد يضم عشرات السفن، المحملة بالمساعدات الغذائية والأدوية بهدف "فتح ممر إنساني ووضع حد للإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني"، بحسب منظمي هذه المبادرة التي أطلق عليها "أسطول الصمود العالمي".
وعلى موقعه الإلكتروني وصف نفسه بأنه منظمة "مستقلة" و"غير تابعة لأي حكومة أو حزب سياسي".
وتستعد "عشرات" السفن الإضافية للإبحار من تونس ودول أخرى مطلة على البحر الأبيض المتوسط في الرابع من أيلول/ سبتمبر المقبل. موازاة لذلك ستُقام تظاهرات و"نشاطات متزامنة" في 44 دولة، وفق ما أفادت على إنستغرام الناشطة السويدية غريتا تونبرغ وهي عضو اللجنة التوجيهية في "أسطول الصمود العالمي".
ويشارك في هذه المبادرة ناشطون من بلدان عدة، بالإضافة إلى نواب أوروبيين وشخصيات من بينها رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، والنائبة اليسارية البرتغالية ماريانا مورتاغوا. بينما أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس السبت بأن حكومة بلاده "ستستخدم كل إمكاناتها الدبلوماسية والقنصلية لحماية مواطنينا" على متن الأسطول.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)