اختطف المتمردون الحوثيون 12 موظفاً في الأمم المتحدة بينهم نساء. وسبق أن اختطفت جماعة الحوثي موظفين أممين، ما زال بعضهم في السجون.
إعلان
أكدت مصادر محلية مقربة من منظمات الأمم المتحدة في اليمن، اليوم الجمعة (السابع من حزيران/يونيو 2024)، أن عناصر تابعة لجماعةأنصار الله الحوثية، اختطفت عدداً من موظفي الأمم المتحدة بينهم نساء، في حملة أمنية نفذتها في عدد من المحافظات اليمنية.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، "إن عناصر تابعة لجهاز الأمن والمخابرات التابعة للحوثيين اختطفت نحو 12 موظفاً لدى الأمم المتحدة وأودعتهم في سجن الأمن والمخابرات". ووفقاً للمصادر، قامت عناصر جهاز الأمن والمخابرات، بتنفيذ الاعتقالات يوم أمس الخميس، في محافظات صنعاء وحجة والحديدة.
وذكرت عريضة موقعة من قبل موظفين يمنيين لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، والمعهد الديمقراطي الأمريكي، تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، نسخة منه "إن عناصر من جهاز الأمن والمخابرات نفذت اعتقالات جديدة لستة موظفين يعملون لدى المفوضية السامية، وثلاثة من المعهد الديمقراطي الأمريكي وثلاثة من مكتب الأوتشا و ثلاثة آخرين يعملون لدى منظمات أخرى".
ووفقا للعريضة، "اعتقل الحوثيون خلال الأسبوع الماضي، موظفين اثنين يعملون لدى منظمة رنين بينهم امرأة تم اعتقالها هي وزوجها وأطفالها ، وموظف لدى منظمة ديب روت".
وطالبت العريضة، سلطة المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين في صنعاء وجهاز الأمن والمخابرات، بالإفراج الفوري عن الموظفين اليمنيين الذين تم اعتقالهم. وأكدت أن اعتقال الموظفين اليمنيين العاملين في المنظمات الأممية عوضاً عن أنه انتهاك لحقوق الإنسان، فإنه يساعد في عزل البلاد عن العالم "واعتقال موظفين من منظمات مصرح لها بالعمل داخل البلاد يعني وضع البلاد أمام مشكلة حقوقية كبيرة".
وحتى اللحظة لم تصدر أي تصريحات رسمية من قبل الأمم المتحدة أو من قبل سلطات الحوثيين في صنعاء.
خ.س/و.ب (د ب أ)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.