مصادر: سيمنس الألمانية تتفاوض مع دمشق لحل أزمة الكهرباء
علاء جمعة رويترز
١٣ نوفمبر ٢٠٢٥
تجري شركة سمنس الألمانية وجنرال إلكتريتك الأمريكية محادثات غير معلنة مع الحكومة السورية لتوريد توربينات غاز مخصّصة لمشروعات طاقة ضخمة بقيمة سبعة مليارات دولار لإعادة بناء البنية التحتية الكهربائية التي أنهكتها الحرب.
وتعاني سوريا من تراجع حاد في إنتاج الكهرباء بسبب الدمار الذي لحق بمحطات التوليد وخطوط النقل خلال الحرب التي استمرت 14 عاماً. وتنتج البلاد حالياً جزءاً بسيطاً من حاجتها من الكهرباءصورة من: AFP/Getty Images
إعلان
قالت مصادر مطّلعة لوكالة رويترز اليوم الخميس (13 تشرين ثاني/ نوفمبر 2025) إن شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا الأمريكية وسيمنس إنرجي الألمانية تخوضان مباحثات مع الجانب السوري لتوريد توربينات غازستستخدم في أربع محطات طاقة جديدة تُبنى ضمن اتفاق وقعته دمشق مع شركة تابعة لمجموعة باور إنترناشيونال القابضة القطرية في مايو/ أيار الماضي.
وبموجب الاتفاق القطري، سيتم إنشاء أربع محطات تعمل بتوربينات غاز بنظام الدورة المركبة بقدرة إجمالية تبلغ 4000 ميغاواط، إلى جانب محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط، في واحد من أكبر مشاريع الطاقة في سوريا منذ اندلاع الحرب.
وقال مصدر من الثلاثة إن كلاً من سيمنس وجنرال إلكتريك قد تحصلان على حصة من عقود التوربينات، وإنه من المبكر تحديد جدول زمني لتوقيع الاتفاقيات النهائية، فيما لم تتضح بعد القيمة التقديرية لمكونات التوربينات ضمن المشروع.
وأضاف مصدر آخر أن المباحثات لا تقتصر على التوربينات فحسب، بل تشمل شبكات البنية التحتية الكهربائية، وهو ما قد يفتح الباب أمام عقود أوسع للشركات الغربية إذا ما اكتمل الاتفاق.
فرص استثمارية بعد رفع العقوبات
سيشكل نجاح تلك العقود – إن تمت –أول دخول حقيقي لشركات غربية كبرى في مشاريع إعادة إعمار الطاقة السورية، وخاصة بعد أن رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معظم العقوبات المفروضة على دمشق في وقت سابق من العام.
وأكدت سيمنس إنرجي لرويترز أن "وفداً محلياً من الشركة التقى مسؤولين سوريين لبحث سبل تحسين إمدادات الكهرباء في المدى القصير”، مشيرة إلى عدم توقيع أي اتفاقات حتى الآن، لكنها عبّرت عن استعدادها لتقديم خبراتها "إذا كان ذلك يساهم في استقرار منظومة الطاقة ودعم السكان”.
ولم ترد جنرال إلكتريك فيرنوفا أو مجموعة باور إنترناشيونال على طلبات التعليق، بينما لم تصدر وزارة الإعلام السورية أي توضيحات.
إعلان
دمشق تبحث عن شراكات جديدة
منذ تولّي أحمد الشرع الرئاسة عقب سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، بدأت سوريا في إعادة ترتيب علاقاتها السياسية بعيداً عن النفوذ الإيراني، في إطار نهج اقتصادي جديد يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية.
وأجرى الشرع هذا الأسبوع محادثات في واشنطن مع الرئيس ترامب، تزامناً مع إعلان شركات أمريكية مثل بيكر هيوز وهانت إنرجي وأرجنت للغاز الطبيعي المسال خططًا لدعم إعادة إعمار قطاع الطاقة، عبر مشاريع للتنقيب وإنتاج النفط والغاز.
قطاع منهك.. وتحسن محدود
وتعاني سوريا من تراجع حاد في إنتاج الكهرباء بسبب الدمار الذي لحق بمحطات التوليد وخطوط النقل خلال الحرب التي استمرت 14 عاماً. وتنتج البلاد حالياً جزءاً بسيطاً من حاجتها من الكهرباء، رغم تحسن الإمدادات في الأشهر الأخيرة بعد استيراد الغاز من أذربيجان وقطر.
وفي خطوة إضافية، أعلنت شركة دانة غاز الإماراتية أنها وقّعت مذكرة تفاهم مع الشركة السورية للبترول لتقييم فرص إعادة تطوير حقول غاز تضررت خلال الحرب.
وتشير تقديرات رسمية إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي في سوريا انخفض من 8.7 مليار متر مكعب عام 2011 إلى نحو 3 مليارات متر مكعب عام 2023.
أبرز المنشآت المائية في العالم العربي
تعتبر السدود والمنشآت المائية ضرورة حياتية وتنموية للكثير من سكان العالم، إضافة إلى ذلك تسهم السدود في توليد الطاقة الكهرومائية. ويعتمد قرابة 30 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم على المنشآت المائية.
صورة من: Reuters/R. Said
السد العالي
يعتمد الاقتصاد المصري بشكل كبير على نهر النيل ويعتبر تقريبا المصدر الوحيد للمياه العذبة لديها. ويبدأ مجرى النهر من دول أخرى في المنطقة، ما يضع القاهرة في حالة اعتماد على الدول الواقعة في أعلى المنبع. ويعتبر السد العالي على نهر النيل أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في مصر الذي أنشئ في عهد عبد الناصر بمساعدة السوفييت، ويساهم السد في تحكم تدفق المياه وكذلك يستخدم في توليد الكهرباء في مصر
صورة من: picture alliance/James Strachan/Robert Harding
المصب العام
يعتبر مشروع "المصب العام" أحد المشاريع الرئيسية في العراق، إذ يقوم بجمع مياه شبكة المبازل للمشاريع الزراعية ومنع خلطها بمياه نهري دجلة والفرات، وتأمين نقلها إلى الخليج العربي عبر شط البصرة. وتم إنجاز المشروع في عام 1992 ولم يشهد العراق منذ تلك الفترة بناء مشاريع كبيرة للاحتفاظ بالمياه لديها وهو ما يعتبر أحد الأسباب للجفاف والتصحر.
صورة من: AP
النهر الصناعي العظيم
"النهر العظيم" في ليبيا أحد أضخم المشاريع لنقل المياه في العالم، بحيث يقوم بنقل المياه العذبة عبر أنابيب ضخمه من حقول وآبار إلى مناطق الاستهلاك. وتعاني ليبيا من شح مائي يصل إلى 2 مليار متر مكعب في السنة، بحصة فرد من المياه أقل من 1000 متر مكعب في العام، وهو ما يصنف ضمن الشح المائي. ورغم الانتقادات الموجه إلى المشروع إلا أن الحكومة الليبية حاولت من خلاله إيجاد حلول لنقص المياه لديها.
صورة من: Wikipedia/Gemeinfrei/J. Berk
سد الفرات في سوريا
يقع السد الفرات في محافظة الرقة السورية، وتسفيد منه سوريا في تلبية احتياجاتها من المشاريع الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية وكذلك تخزين المياه في بحيرة الأسد الواقعة بالقرب من السد. ويولد السد قرابة 800 ميغاواط في الساعة.
صورة من: picture-alliance/AA/S. M. Leyla
سد الموصل
أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط. شهد السد أخطاء هندسية أثناء بداية بنائه، إذ تبين فيما بعد أن السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل. إلا أن الإجراءات التي تم اتخاذها لاحقاً لم تساهم في تحسين الوضع وتسببت بوقوع مخاطر الانهيار. وفي حال الانهيار فإنه سيغمر مدينة الموصل ومدن وادي دجلة. وتقوم سلطات العراق باتخاذ إجراءات للحيلولة دون وقوع الانهيار.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/E. Yorulmaz
حصاد الضباب
تمكن المغرب بمساعدة ألمانية من توفير المياه للاستخدامات البشرية بتقنية حديثة، من خلال مشروع حصاد الضباب. ويعتمد المشروع على استخراج الماء من الضباب في قمم الجبال عبر اعتراضه بشبكات مصممة لذلك، وتزويد سكان المناطق التي تعاني نقصا حادا من الماء بعد تجميعه ومعالجته. وحقق المشروع نجاحا كبيرا، حيث تمكن من تغيير حياة الكثير من القرى الجبلية في المنطقة إلى الأفضل.
صورة من: Darsihmad Assiciation
محطات لتحلية المياه
جاءت دول الخليج العربي في قائمة أكثر الدول التي تعاني من شح حاد للمياه بحلول عام 2040 وذلك ضمن تصنيف معهد الموارد العالمية. وتعتمد بلدان المنطقة بصورة رئيسية على تحلية ماء البحر لتلبية احتياجاتها من الماء. وتعتبر محطة "رأس الخير" السعودية أكبر محطة لتحلية ماء البحر في العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.025 مليون متر مكعب. (صورة لمحطة تحلية المياه في الشويهات بالإمارات)