مصادر فلسطينية: أجواء "غير إيجابية" في حوار القاهرة
٢٢ نوفمبر ٢٠١٧
انطلقت بالقاهرة جولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني، ووصفت مصادر مشاركة في الحوار الأجواء بأنها "غير إيجابية". وتوجهت فتح للحوار وأمامها خطوط حمراء أمريكية وإسرائيلية لمنع دمج موظفي حماس في الجهاز الأمني الفلسطيني.
إعلان
نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم (الأربعاء 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) عن مصادر فلسطينية القول إن المسؤولين المصريين يبذلون جهداً كبيراً "لمنع فشل" هذه الجولة من الحوار، وأن وكيل الاستخبارات العامة المصرية اللواء مظهر عيسى وفريقه عملوا على "تبريد الأجواء الساخنة خشية تفجر الحوار، نظراً لوجود ألغام كثيرة".
وأشارت المصادر إلى أن وفد حركة فتح برئاسة عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد أصر على قصر الحوار على مناقشة "ملف الأمن وسيطرة الحكومة على قطاع غزة كاملاً، وتقويم ما تم إنجازه حتى الآن"، بينما رفض وفد حماس تغيير أجندة الحوار وأصر على "مناقشة ملفات المنظمة والحكومة والانتخابات والمصالحة المجتمعية والحريات العامة".
وكشفت المصادر أن "حماس توجهت للحوار ولديها ثلاثة خطوط حمراء، أولها رفض نزع سلاح المقاومة أو تسليمه، وثانيها عدم تسليم الأمن قبل أن يتم دمج 42 ألف موظف عينتهم بعد الانقسام، ودفع رواتبهم". وكشفت مصادر أخرى أن "فتح توجهت للحوار فيما تمارس عليها الإدارة الأمريكية وإسرائيل ضغوطاً كبيرة لمنع دمج موظفي حماس الأمنيين، وعدم دفع رواتب موظفيها المدنيين". وقالت المصادر إن "إسرائيل توعدت باستهداف أجهزة السلطة الأمنية في حال ضمت أي عنصر من حماس أو فصائل المقاومة، وعدم دفع أموال المقاصة المستحقة للسلطة في حال دمجت موظفي حماس المدنيين".
ويخشى الفلسطينيون أن تعقّد هذه الشروط الأمور بين حركتي فتح وحماس، وأن تتعثر المصالحة التي تسير ببطء ولم تغير شيئاً في حياة الفلسطينيين، بخاصة في قطاع غزة، الذين شهدوا الصراع على السلطة والاقتتال الدموي عام 2007. وتعقد هذه الجولة بموجب اتفاق المصالحة الأخير بين "فتح" و"حماس"، الذي تم توقيعه في 12 من الشهر الماضي برعاية مصرية. ويشارك في هذه الجولة وفود تمثل 13 فصيلاً فلسطينياً كانت وقعت على اتفاق القاهرة في الرابع من أيار/مايو 2011 .
ح.ز/ ح.ح (د.ب.أ)
في صورـ قصة الدور المصري في الملف الفلسطيني الإسرائيلي عبر التاريخ
لعبت مصر تاريخيا دورا رئيسيا ومؤثرا في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية. القاهرة خاضت حروبا ضد إسرائيل، في حين ساهمت أيضا في دفع عملية السلام. إليكم أبرز ملامح الدور المصري منذ عهد عبد الناصر وحتى عهد السيسي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى علنا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين (19 سبتمبر/ أيلول 2017) في نيويورك، في خطوة تعكس رغبة مصر في العودة إلى مقدمة الساحة الدبلوماسية في الشرق الأوسط. وبحث السيسي ونتانياهو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المعطلة منذ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
وشهدت زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى مصر في سبتمبر/ أيلول 2017 لبحث المصالحة الفلسطينية من جانب آخر تطورا ملحوظا في موقف القاهرة حيال حركة حماس بعد فترة طويلة من الفتور. وكانت القاهرة اتهمت حماس بدعم جماعة الإخوان المسلمين، التي صنفت "منظمة إرهابية" في مصر منذ الإطاحة في صيف 2013 بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
صورة من: Reuters/M. Salem
رغم الحضور القوي للقضية الفلسطينية في برامج الأحزاب المصرية، وبالأخص "حزب «العدالة والحرية"، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين بعد الثورة، وحضورها لدى الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وبالرغم من تحسن العلاقات بين مرسي وحركة حماس في غزة كان بقاء معبر رفح مغلقًا -خاصة بعد مقتل 16 جنديًا مصريًا على الحدود في 6 أغسطس 2012- دليلًا على موقف مصر تجاه ملف حصار غزة وفتح معبر رفح.
صورة من: picture-alliance/dpa
دعمت مصر بقيادة مرسي حركة حماس في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فقامت بسحب السفير المصري في نوفمبر 2012 ردًا على الحرب. وصاحب الدعم الحكومي ردود فعل شعبية ورسمية وإرسال وفود للقطاع وحث دول الجوار على اتخاذ إجراءات قوية ضد "العدوان"، كما عملت مصر على رعاية تهدئة الأوضاع وإقرار هدنة بين الطرفين. وتُوِّج الدعم المصري بزيارة رئيس وزراء مصر حينها هشام قنديل إلى غزة.
صورة من: Jack Guez/AFP/Getty Images
بوصول أوباما إلى سدة الحكم، عاد الحديث مجددا إلى الدور المصري في عملية السلام، وكانت العلاقات الأمريكية المصرية شهدت تدهورا في عهد جورج بوش الابن والرئيس المصري محمد حسني مبارك، وذلك بعد انتقادات أمريكية لملف حقوق الإنسان. وزار مبارك واشنطن في آب / أغسطس 2009، وأكد هناك على أهمية الوصول إلى اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائليين، وصرح أنه بوسع دول عربية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
صورة من: AP/picture-alliance/dpa/Montage DW
دعمت مصر وحضرت توقيع اتفاق أوسلو، الذي شهد اعترافا متبادلا بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل وإعلان المبادئ، الموقّع في البيت الأبيض بتاريخ 13 سبتمبر/ أيلول 1993، بعد مفاوضات سرية فلسطينية إسرائيلية في النرويج. وكان للرئيس الأسبق حسني مبارك دور كبير في دعم هذا الاتفاق.
صورة من: AFP/Getty Images
كان الرئيس المصري محمد أنور السادات أول رئيس عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل، وهو ما عرف باتفاقية كامب ديفيد وذلك في 17 سبتمبر/ أيلول 1978،والتي تمت ضمن رعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وأثارت الاتفاقية انتقادات عربية. وتم تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية خلال الفترة بين 1979- 1989.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
أحدثت حرب 1973 تغييرات عميقة على الصعيد المحلي المصري، وعلى الصعيد العالمي، ومهدت حرب أكتوبر إلى تعزيز العمل السياسي بين مصر وإسرائيل، حيث اتجه الرئيس السادات بعدها إلى المفاوضات من أجل تحقيق سلام مع إسرائيل، ودعا الفلسطينيين إلى المشاركة بالعملية السياسية وهو ما أثار انتقادات فلسطينية وقتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
كانت مصر القوة العربية الكبرى، ففي الخمسينيات والستينيات كان عبد الناصر يلهب حماس العرب بتحديه لقوى الاستعمار وعدائه لإسرائيل وبحديثه عن القومية العربية والاشتراكية، ورسخ عبد الناصر نفوذ مصر في شتى أنحاء المنطقة رغم الهزيمة أمام إسرائيل في حرب عام 1967. (إعداد: علاء جمعة)