مصادر: قوات الأسد تفتح ممرا لمقاتلي داعش لدخول إدلب
٩ فبراير ٢٠١٨
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقيادي بالمعارضة السورية المسلحة إن مسلحين من تنظيم "داعش" اشتبكوا مع مقاتلين في المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد، وأتهما قوات موالية للحكومة بفتح ممر للمتشددين لبلوغ المنطقة.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة (التاسع من شباط/فبراير 2018) إن قوات الحكومة السورية سمحت لمسلحي "داعش" بمغادرة جيب محاصر في منطقة تلتقي عندها حدود محافظات حلب وإدلب وحماة، والتوجه إلى جنوب إدلب. وأعلن الإعلام الحربي الذي تديره جماعة حزب الله اللبنانية، التي تقاتل في صف الحكومة السورية، عن تحقيق الجيش السوري وحلفائه مكاسب على مسلحي تنظيم "داعش" في ذلك الجيب، لكنها لم تذكر شيئا عن السماح لهم بالمغادرة.
وقال قيادي في تحالف يقاتل في صف الجيش السوري إن مسلحي "داعش" غادروا الجيب وأضاف "الجيب خلص. انفتح ممر... واتسكر" في إشارة إلى أن معبرا فتح لحين مغادرتهم ثم أغلق.
من جانبه، قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام بدأت شن العملية على الجيب منذ سبعة أيام وتمكنت على الفور من السيطرة على 80 قرية وبلدة بعد توفير ممر لمسلحي التنظيم للخروج. وأكد حسن حاج علي القيادي بجماعة (جيش إدلب الحر) تقرير المرصد وقال إن مقاتليه يشاركون في الاشتباكات ضد نحو 200 مسلح من تنظيم "داعش" وصلوا جنوب إدلب في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة.
وأضاف لرويترز أن مقاتلي المعارضة فوجئوا فجر اليوم الجمعة بالخيانة المشتركة من النظام و"داعش" وأن الاشتباكات تدور في قرية لويبدة. وتابع قائلا إن بحوزتهم ست آليات مدرعة. وقال مصدر في جماعة أحرار الشام إن مسلحي "داعش" دخلوا إلى جنوب إدلب من منطقة تسيطر عليها الحكومة.
وكان الجيش السوري قد أعلن في وقت سابق مساء الجمعة طرد تنظيم "داعش" من كامل محافظتي حماة وحلب في وسط وشمال البلاد، بعدما كان عاد إليهما قبل أسابيع. وقال الجيش السوري في بيان "أنجزت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة عملياتها القتالية بنجاح وحررت عدداً كبيراً من البلدات والقرى والمزارع في أرياف حماة وحلب وإدلب". وأضاف "تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا الإنجاز من كونه ينهي وجود تنظيم داعش الإرهابي في محافظتي حماة وحلب"، ويؤمن "عدداً من طرق المواصلات والإمداد" بينهما.
ولا يزال تنظيم "داعش" يتواجد في منطقة محدودة في ريف إدلب الجنوبي، ويتواجه فيها مع الفصائل الإسلامية. وإدلب هي أكبر منطقة بسوريا لا تزال تحت سيطرة جماعات مناوئة للرئيس بشار الأسد. وتهيمن جماعات إسلامية، بينها الجماعة التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة سابقا، على المحافظة.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)
أطراف عسكرية متعددة في سوريا.. من هي وما أهدافها؟
تميزت الحرب في سوريا بديناميكية سريعة جداً وكثرة اللاعبين فيها، إن بشكل مباشر أو من وراء الكواليس. ماذا ربح أو خسر أهم الفاعلين العسكرييين بعد قرابة سبع سنوات من الصراع الدامي الذي دخلت فيه جماعات إرهابية على الخط؟
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Al-Bushy
جيش الأسد
خسر الجيش السوري الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن جيش الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency
المقاتلون الأكراد
كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، إذ سيطروا على مناطق غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. كما يشكّلون ركيزة "قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم التحالف الدولي، فضلاً عن إقامتهم "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم. بيدَ أن عملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ضد المقاتلين الأكراد، أدت إلى خسارتهم عدة مساحات، فضلاً عن مقتل المئات بينهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Ronahi TV
المعارضة المسلّحة
ظهرت المعارضة المسلّحة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.
صورة من: picture alliance/AA/A. Huseyin
الجيش الروسي
قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري لصالح نظام الأسد؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مؤتمر سوتشي" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تياراً في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Golovkin
الجيش الأمريكي
تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه، كما أن تسليحها للمقاتلين الأكراد كان من أسباب توتر علاقتها بأنقرة. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة، بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها داخل البلد..
صورة من: picture alliance/AP Images/M. Rourke
القوات الإيرانية
لم تتخلّ إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، كما تتوّفر على ميليشيات مسلحة داخل البلد، يقودها قاسم سليماني ممّا أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية.
صورة من: picture alliance / AA
الجيش التركي
دعّم أردوغان المعارضة السورية كثيراً، لكن تداعيات الحرب أرهقت نظامه، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، كما عانت تركيا من هجمات نفذها "داعش" بترابها. غير أن القوات التركية تدخلت مؤخراً بقوة في شمال سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون" الهادفة لقصم ظهر المقاتلين الأكراد، واستفاد أردوغان في العملية من قلق دولي لم يكن كافياً لثنيه عن الاستمرار، ضامناً بذلك توسيع مناطق تسيطر عليها أنقرة داخل سوريا.
صورة من: Getty Images
حزب الله
أحد أقوى الأطراف الشيعية في سوريا، قدم دعماً غير محدود للنظام السوري وشارك مبكراً في الحرب الدائرة منذ سنوات. أثر تدخل حزب الله العسكري لصالح الأسد سلباً على صورته في العالمين العربي والإسلامي. في المقابل، ساهم في الحفاظ على تحالفٍ استراتيجي مع طهران ودمشق وبشكل أقل موسكو، ممّا أكسبه نفوذاً جغرافياً في سوريا، خاصة مع سيطرته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
القوات الفرنسية
دخلت فرنسا في الأزمة السورية بقوة عبر تحرك ديبلوماسي ضد النظام السوري وعسكري ضد "داعش"، لكنها لم تحصد ثماراً كثيرة، فمواقفها ضد الأسد تبدو جد متذبذة، كما أن ضرباتها العسكرية لم تنجح، ليس فقط في إنهاء "داعش"، بل حتى في تجنب هجماته الإرهابية التي تعدّ فرنسا أكثر المتضررين منها خارج الشرق الأوسط، فضلا عن أنها لم تؤثر كثيرا في إنقاذ الوضع الإنساني داخل سوريا رغم ما تعلنه من جهود في ذلك.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جماعات إرهابية تدخل على الخط
وضع التحالف الدولي الجماعاتَ الإرهابية كهدف رئيسي في استراتيجيته العسكرية بسوريا، وتكبد "داعش" هزائم كبيرة في سوريا كما في العراق، ولاسيما في الرقة (عاصمة "خلافته" المزعومة) لكن خطره لم ينتهِ بعد. كما تراجعت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي فكت ارتباطها مؤخرا بتنظيم القاعدة، لكنها لا تزال في إدلب وقامت مؤخرا بإسقاط مقاتلة روسية، ممّا جعل موسكو أن هدفها حاليا هو القضاء على هذه الجبهة.