مصادر كردية محلية: فرار عائلات لدواعش من مخيم بريف الرقة
١٣ أكتوبر ٢٠١٩
وسط مخاوف من كارثة إنسانية بعد قصف استهدف محيطه، فرت عائلات لأعضاء بتنظيم داعش من مخيم عين عيسى بريف الرقة. فيما حذر وزير الدفاع الأمريكي السابق من عودة تنظيم داعش منتقداً قرار ترامب بسحب باقي القوات الأمريكية من سوريا.
إعلان
أكدت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا أن عدداً من عائلات تنظيم داعش فرت من مخيم عين عيسى بريف الرقة بعد قصفٍ تركيٍ في محيطه. وقالت الإدارة الذاتية في بيان على حسابها على موقع فايسبوك "استطاع اليوم 785 عنصراً من منتسبي داعش الأجانب الفرار من مخيم عين عيسى"، مشيرة إلى أنهم قاموا "بالهجوم على حراسة المخيم وفتح الأبواب للفرار" بعدما طال قصف المخيم.
وقالت الإدارة، في بيان وجهته إلى دول مجلس الأمن الدولي والتحالف الدولي ضد داعش والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان:"لقد أصبحت الهجمة العسكرية الهمجية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها قريبة من مخيم عين عيسى الذي يضم الآلاف من عوائل داعش الذين تمكن بعضهم من الفرار فعلياً بعد القصف الذي طاله من المرتزقة، ما يشكل دعما لإعادة إحياء تنظيم داعش مجدداً".
وحذرت الإدارة الكردية أيضا من أن القصف التركي للطريق الدولي ما بين الحسكة ومنطقة عين عيسى تسبب في وقف المساعدات الإنسانية والطبية واللوجستية المرسلة للمخيمات والنازحين من كافة المدن والبلدات والقرى في شمال وشرق سوريا. وطالبت الإدارة الذاتية الكردية "كافة الجهات الفاعلة لإيقاف هذه الهجمة الوحشية وحماية المدنيين العزل".
بدء إخلاء المخيم
على صعيد متصل، أفادت وكالة "هاوار" الكردية السورية بأن إدارة مخيم عين عيسى بدأت بإخلاء المخيم بعد قصف استهدف محيطه تحسبا لإمكانية فرار المزيد من الموقوفين فيه.
يذكر أن مخيم عين عيسى، الواقع شمال بلدة عين عيسى، يضم آلاف النازحين، بالإضافة لوجود أكثر من ألف من عوائل عناصر تنظيم داعش من جنسيات أجنبية.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر محلية أن نازحي المخيم متخوفون من اقتراب العمليات العسكرية منهم. وقال قائد عسكري فيما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري" الموالي لتركيا، إن فصائل المعارضة السورية المدعومة بالجيش التركي وصلت إلى أطراف بلدة عين عيسى.
وأكد القائد العسكري "أن السيطرة على بلدة عين عيسى لها أهمية كبيرة باعتبارها مقر قوات سوريا الديمقراطية ورئاسة مجلس سوريا الديمقراطية، إضافة إلى وجود قاعدة أمريكية في اللواء 93 وأكبر سجون قسد في المنطقة".
وأقر مصدر في قوات سوريا الديمقراطية، طلب عدم ذكر اسمه، بوصول الفصائل المسلحة الموالية لتركيا إلى قرب بلدة عين عيسى. وتحدث غازي أحمد، وهو من بلدة عين عيسى، عن نزوح أكثر من 90 بالمئة من أهالي البلدة.
ماتيس يحذر من عودة داعش
وحذر وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس، من عودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي رأى أنه لم ينته كما يعتقد ترامب.
وقال ماتيس في مقابلة مع محطة "إن بي سي" التليفزيونية الأمريكية، من المقرر أن تبثها في وقت لاحق اليوم الأحد: "ربما نريد للحرب أن تنتهي، وربما نعلن أنها انتهت بالفعل،" بحسب ما أوردته وكالة أنباء "بلومبرغ" الأمريكية.
وكان ماتيس قد استقال من منصبه العام الماضي بعدما أعلن ترامب سحب الجزء الأكبر من قوات بلاده من سوريا.
وأوضح الجنرال السابق بمشاة البحرية الأمريكية والذي تولى أيضا رئاسة القيادة المركزية الأمريكية إن قرار ترامب الذي اتخذه الأسبوع الماضي بسحب باقي القوات الأمريكية التي قدمت العون للمقاتلين الأكراد، والذي سمح لتركيا على الفور بشن هجوم بري في شمال شرق سوريا، قد أسفر عن "وضع يتسم بالارتباك."
وقال وزير الدفاع السابق، بحسب جزء من نص المقابلة نشرته القناة: "إذا لم نواصل الضغط، ستُبعث داعش من جديد... إن هذا بالتأكيد إشارة على أنهم عائدون."
ع.ح./م.س. (د ب أ)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ