قتل أكثر من 50 من المقاتلين الأكراد في غارات جوية شنها سلاح الجو التركي على معسكرات لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق، يأتي هذا فيما دعا أردوغان للخروج في تظاهرة مليونية ضد "الإرهاب" يوم غد الأحد.
إعلان
قالت مصادر أمنية اليوم السبت (19 أيلول/سبتمبر 2015)، إن 55 على الأقل من المقاتلين الأكراد قتلوا عندما قصفت طائرات حربية تركية معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق أثناء الليل فيما لم تظهر تركيا أي مؤشر على تخفيف الضربات قبل الانتخابات المقررة في أول نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضافت المصادر أن الطائرات أقلعت من قاعدة في ديار بكر بجنوب شرق تركيا وعادت في وقت لاحق دون أن تلحق بها أضرار. وتتعرض منطقة جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية لموجات عنف يومية تقريبا بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن منذ انهيار وقف إطلاق النار في يوليو/ تموز.
وترد قوات الأمن بشن غارات من حين لآخر على المنطقة الجبلية بشمال العراق حيث توجد معسكرات تابعة للحزب. والعنف هو الأسوأ منذ 20 عاما في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي ويتزامن مع قتال عبر الحدود في سوريا بين القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
أردوغان يحشد أنصاره
من جهته تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة القتال حتى "القضاء على آخر إرهابي". وتفاقم الصراع فيما تستعد تركيا لانتخابات برلمانية في أول نوفمبر بعد انتخابات غير حاسمة في يونيو/ حزيران. كما دعا أردوغان، الأتراك إلى الخروج في تظاهرة مليونية ضد الإرهاب غدا الأحد في مدينة إسطنبول تحت شعار "الملايين بنفس وصوت واحد ضد الإرهاب". جاء ذلك في رسالة نشرها الرئيس التركي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر"، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية.
وكتب أردوغان في الرسالة "ادعوا كل مواطنينا إلى يني كابي (منطقة التظاهرة)، لكي يعبروا عن وحدتهم واتحادهم بصوت واحد ضد الإرهاب".ونشر أردوغان أيضا ملصق الدعوة إلى الفعالية الجماهيرية التي دعا إليها.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني استأنف نشاطه باستهداف قوات الأمن والجيش التركي منذ العشرين من تموز/يوليو الماضي بعد تفجير استهدف فعالية كردية في بلدة سوروج جنوب شرق تركيا .ويقوم الطيران التركي بشن غارات جوية ضد معاقل الحزب في جنوب شرق البلاد وشمال العراق.
ا.ف/ أ.ح (رويترز، د .ب.أ)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .