1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصالح أنقرة تدفعها لمحاربة أعداء "داعش"

٢٧ يوليو ٢٠١٥

يرى خبراء أن حرب أردوغان على الإرهاب، هروب من مأزق سياسي داخلي أفرزته الانتخابات. فتشويه صورة حزب الشعوب الديمقراطي وربطه بالعمال الكردستاني قد يؤدي إلى استعادة أردوغان للأغلبية البرلمانية في انتخابات مبكرة.

Türkei Anschlag auf Soldaten in Diyarbakir
صورة من: Getty Images/AFP/I. Akengin

بعد تردد استمر أشهرا عدة بدأت تركيا أخيراً بالإعلان عن استهدافها لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، لكنها - وعلى الرغم من إعلانها عن أن أكراد سوريا "ليسوا ضمن" أهدافها العسكرية - فإنها اغتنمت هذه الفرصة لتهاجم أيضاً المقاتلين الأكراد، ما من شأنه أن يهدد عملية السلام الهشة.

ومنذ الجمعة الماضية (25 تموز/ يوليو 2015) تقصف تركيا مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سوريا بعدما حملت الجهاديين مسؤولية التفجير الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 32 شخصاً في مدينة سروج، وأيضاً بعد ضغوط من الولايات المتحدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء الجهاديين.

لكن تركيا وسعت حملتها العسكرية عبر الحدود لتستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل بإقليم كردستان العراق، في ما يشكل أكبر حملة جوية لها منذ 2011 بعد هجمات دموية نسبتها إلى المقاتلين الأكراد. وصنفت أنقرة الحملتين العسكريتين ضد الجهاديين من جهة والأكراد من جهة أخرى في إطار واحد هو "الحرب على الإرهاب" مع أن الطرفين المستهدفين يتواجهان أصلاً في معارك شرسة بسوريا وشمال العراق.

تبادل مع واشنطن

عن ذلك يقول محللون إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يبحث عن زيادة عدد الناخبين بعد أدائه المخيب في الانتخابات التشريعية في السابع من حزيران/ يونيو الماضي، وأيضاً منع الأكراد من إقامة معقل قوي في سوريا. وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً دموياً في جنوب شرق تركيا منذ 1984، على أنه مجموعة إرهابية، كما تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم الذي يقاتل تنظيم "داعش" في سوريا، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.

وبحسب مارك بيانيري، الباحث في مركز كارنيغي أوروبا، فإن "الحكومة (التركية) وازنت بين حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش. ومع أنهما كيانان متباينان إلى حد كبير إلا أن هذا الأمر يخدم مصالح الحكومة".

من جانبه يعتبر دايفيد رومانو، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في جامعة ميزوري، أنه قد يتبين أن الحملة العسكرية التركية تركز أساساً على حزب العمال الكردستاني وليس على تنظيم "داعش". ويتابع رومانو القول إن تركيا وبعدما سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة أنجرليك الجوية لشن غاراتها ضد تنظيم "داعش"، تأمل أن تبادلها واشنطن بالمثل عبر الابتعاد عن حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.

خيارات أمام أردوغان

ويبدو أن السيناريو الأسوأ في سوريا بالنسبة إلى تركيا هو أن يتحقق حلم حزب الاتحاد الديمقراطي بإنشاء منطقة حكم ذاتي في سوريا قرب الحدود مع تركيا، على شاكلة إقليم كردستان العراق. وتعتبر الحكومة التركية أنه من المنطقي جداً أن توازن بين تنظيم "داعش" وبين حزب العمال الكردستاني الذي أعلن الأسبوع الماضي قتل شرطيين تركيين أثناء نومهما. في هذا السياق كتب إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في صحيفة "الصباح" اليومية: "بالرغم من أنهما يتحركان بدوافع مختلفة، إلا أن الاثنين يتشاركان أساليب وأهداف متشابهة".

وتأتي الغارات التركية بعد انتخابات السابع من حزيران/ يونيو التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الغالبية المطلقة للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة عام 2002 مما أدى إلى فشل الرئيس أردوغان في إجراء تعديل دستوري لتحويل النظام التركي إلى جمهوري.

صورة من: Getty Images/AFP/I. Akengin

خيارات للهروب إلى الأمام

وفي ضوء ذلك تجد تركيا اليوم نفسها أمام خيارين: أولهما تشكيل حكومة ائتلافية هشة، وثانيهما إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، يأمل حزب العدالة والتنمية أن يستعيد الغالبية المطلقة من خلالها. وقد يساهم استهداف حزب العمال الكردستاني، الذي يكن له الكثير من الأتراك العداء، في حصول حزب العدالة والتنمية على المزيد من أصوات القوميين المتطرفين.

وبحسب بيانيري فإن من شأن هذه "الحرب على الإرهاب" أن تخفف من حدة الصعوبات السياسية الداخلية في تركيا بعد الانتخابات، وبالتالي فإن احتمال إعادة إجراء الانتخابات يبدو وارداً جداً. يُذكر أن الانتخابات الأخيرة انتهت أيضاً بتحقيق حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، لاختراق كبير، إذ حاز على 80 مقعداً في البرلمان ليطيح بذلك بآمال حزب العدالة والتنمية في الحصول على الغالبية المطلقة.

وكتب المعلق التركي جنكيز جندار في صحيفة "راديكال" الالكترونية أن أردوغان أراد "تشويه" صورة حزب الشعوب الديمقراطي عبر ربطه بحزب العمال الكردستاني. واعتبر أن "الحرب على الإرهاب مجرد حجة. الهدف هو الانتقام لما حصل في السابع من حزيران/ يونيو"، أي من نتيجة الانتخابات.

إلا أن إحلال السلام بين أنقرة والأكراد، الذين يشكلون 20 في المئة من الشعب التركي، يمكن أن يشكل إذا ما تم، أكبر انجاز لحزب العدالة والتنمية. وقد تمت فعلياً الإشادة بأردوغان لوضعه تعديلات محدودة لصالح الأكراد ولإطلاقه عام 2013 عملية سلام بعد محادثات سلام سرية بين أنقرة وزعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان.

ويلتزم الجانبان منذ ذلك التاريخ بوقف هش لإطلاق النار يبدو اليوم مهدداً بعدما أعلن حزب العمال الكردستاني أن الهدنة فقدت اليوم أي معنى حقيقي لها. والسبت الماضي تبنى الحزب قتل جنديين تركيين في تفجير سيارة مفخخة.

ومع أن وقف إطلاق النار يبدو وأنه قد انتهى، إلا أن بعض المحللين يرون أن عملية السلام لم تفشل بعد. في هذا السياق يقول بيانيري إن حزب العمال الكردستاني "كيان متعدد" يتألف من ثلاثة عناصر أساسية، هي حزب الشعوب الديمقراطي وأوجلان والقيادة العسكرية في شمال العراق، إلا أن هذه العناصر لا تعمل بانسجام دائماً.

من جهته يعتبر رومانو أن حزب العمال الكردستاني عليه ألا يقع في فخ الحكومة التركية التي تريد أن يصنف في خانة الإرهاب، كما أنه غارق في الوقت نفسه في الحرب ضد الجهاديين في سوريا. ويتابع رومانو القول "أتوقع أن يحاول حزب العمال الكردستاني التراجع وألا يستأنف تمرده ضد أنقرة بشكل جدي".

ع.غ/ ع.ج (آ ف ب، DW)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW