مصدر ألماني: نصف حالات لم الشمل المقررة هذا العام لن تتم
١٣ ديسمبر ٢٠١٨
بشق الأنفس توصلت أطراف الحكومة الألمانية إلى اتفاق بلمّ شمل ألف عائلة من الحاصلين على الحماية الثانوية. الجديد هو قول وزارة الخارجية إنه من آب/أغسطس وحتى نهاية الشهر الماضي تمت الموافقة على حوالي ألفين حالة فقط.
إعلان
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية الأربعاء (12 كانون الأول/ديسمبر 2018) إنه بين فترة دخول قواعد لم الشمل الجديدة للحاصلين على الحماية الثانوية في آب/أغسطس الماضي ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر تم الموافقة على 2026 حالة لم شمل ومنحت بالفعل 1562 تأشيرة. وأضاف المتحدث الألماني أن الأمر استغرق بعض الوقت لإعداد الإمكانيات المطلوبة لتنفيذ التعليمات الجديدة، مؤكداً أن الوضع حالياً جاهز لإتمام ألف حالة لمّ شمل شهرياً حسب ما تم أقرته الحكومة الائتلافية بعد مفاوضات شاقة بين أطرافها، الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ورغم الزيادة الأخيرة في منح تأشيرات لم الشمل فإن الرقم لن يصل إلى 5 آلاف هذه السنة وهو ما كان مقرراً. "وهذا مايثير مسألة إمكانية نقل الحصة المتبقية إلى العام المقبل"، حسب المتحدث باسم الوزارة الخارجية الألمانية. وتدرس الحكومة تعويض الفرق في العام المقبل. غير أن وزارة الداخلية التعليق على الأمر، بيد أنها أكدت أن أي تغيرات قانونية مستبعدة.
وكان الائتلاف الحاكم قد اتفق سابقا على عدم نقل الحصص المتبقية إلى عام 2019، وأن الحصص العالقة في عام 2018 ستنتهي صلاحيتها بنهاية شهر ديمسبر/كانونالأول.
وكانت ألمانيا قد استأنفت في آب/أغسطس الماضي لم شمل أسر الحاصلين على الحماية الثانوية بشرط أن يكون الحد الأقصى المسموح له بدعوة أقاربه وهو ألف شخص شهرياً. وكانت الحكومة قد علقت في عام آذار/مارس 2016 الحق في استقدام أقارب الدرجة الأولى لطالبي اللجوء المتمتعين بحماية محدودة.
وقوبل القرار بانتقادات من المعارضة؛ إذ قال لكن حزب الخضر فضلاً عن منظمات الرعاية الاجتماعية المسيحية إن القواعد الجديدة جائرة إذ تضع معايير غير واضحة لاختيار الألف شخص شهرياً. ومن بين المعايير التي سيأخذها مسؤولون الهجرة في الاعتبار لاختيار من سيسمح لهم بدخول البلاد طول فترة الابتعاد وسن الأقارب الموجودين خارج ألمانيا بالإضافة إلى الاعتبارات الصحية واعتبارات السلامة. كما أن اللاجئين الذين بذلوا جهدا للاندماج في المجتمع عن طريق دورات تعلم اللغة والتدرب والعمل ستكون لهم الأولوية في دعوة بقية أفراد أسرهم.
ومن جهته انتقد حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة القانون معتبراً أنه سيشجع المزيد من المهاجرين على القدوم لألمانيا سعياً للجوء.
ولم يطبق القانون على المتمتعين بوضع اللجوء الكامل إذ يكفل لهم الدستور استقدام أسرهم.
خ.س/د.ص (د ب أ، ي ب د، رويترز)
ثلاثة لاجئين في برلين ـ قصص نجاح في صور
لم يكن السوري حيدر درويش يتخيل، في عام 2016 ، أنه سيعيش بعد عامين من هذا التاريخ في برلين وأنه سيؤدي هناك عروضا راقصة. في هذه الصور نعرض قصة ثلاثة لاجئين وجدوا ضالتهم في برلين.
صورة من: Reuters/A. Cocca
كأنه رجل أعمال
عندما يمشي يوسف صليبا في شوارع برلين، قد يعتقد المرء أنه رجل أعمال. وبالفعل كان رجل أعمال قبل مجيئه إلى ألمانيا. وعندما كان في التاسعة من عمره، أرسله والده إلى دمشق للعمل عند صديق في معالجة الخشب. وهذا ما جلب له متعة كبيرة، مما جعله يستقل في عمله، الذي ازدهر إلى حين تفجرت الحرب في سوريا في عام 2011.
صورة من: Reuters/F. Bensch
فنان يصعد إلى المنبر
يوسف صليبا كان يخشى أن يساق إلى الجيش السوري ـ وهكذا فر قبل ثلاث سنوات إلى أوروبا. وعندما ـ لاحقا في ألمانيا ـ قام ضمن دروس تعلم الألمانية برحلة استكشافية في كاتدرائية برلين شعر فورا بارتباط ما بالمكان. وعرض أن يساعد بشكل تطوعي في أعمال الترميم. وبعدها بسنة عرضت عليه الكنيسة عملا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الكنيسة كوطن
وتحولت كاتدرائية برلين بسرعة إلى موطن صليبا بخلاف ألمانيا. ولا تريد سلطات برلين إصدار هوية شخصية له وتحيله على السفارة السورية في برلين. لكنه يرفض دخول سفارة البلد الذي هرب من حكومته، ولهذا قدم شكوى ضد ألمانيا. ولا يُعرف كيف سيستمر الوضع بالنسبة إليه في ألمانيا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
طلب اللجوء يوم مصيري
علي محمد رضائي لا يعرف تاريخ ميلاده. لكن الشاب البالغ من العمر 26 عاما يعرف تاريخا آخر: الـ 15 من أكتوبر 2015 حين وصل الأفغاني إلى برلين وقدم طلب لجوء. وبرلين كانت وجهة سفره، الذي استمر شهرين من أفغانستان عبر البلقان إلى ألمانيا حيث عمل أشياء كثيرة منها عزف الموسيقى.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الموسيقى والدراجات النارية
علي محمد رضائي التحق بفرقة موسيقية تعرف فيها على كريس فاخهولتس، التي استضافته في منزلها للطبخ هناك مع زوجها وتعلم الألمانية. وتبين أن علي محمد رضائي وزوج كريس لهما نفس الشغف ـ الدراجات النارية. وارتبط علي بالزوجين اللذين يعتبرهما كأمه ووالده.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مقهى اللغة
في ألمانيا قام علي محمد رضائي ببعض الدورات التدريبية، لكنه لم يحصل على عمل ـ في دار عجزة وفي مخبزة وفي فنادق ومطاعم. وفي وقت الفراغ يحاول تحسين لغته الألمانية مثلا داخل مقهى برليني يقدم دروسا في هذا المجال.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخوف من الترحيل
عندما لا يحضر علي محمد رضائي الأكل في صالة استراحة لوفتهانزا في مطار برلين أو ينظف، فإنه يلتقي مع أصدقاء في حانة. إلا أن خطر الترحيل يطارده :" لدي شقة وأعرف الكثير من الناس اللطفاء. وإذا رحلوني، فإنني سأخسر كل شيء". لأنه تم رفض طلب لجوئه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
من وابل القنابل إلى الحياة الليلية
الغالبية لا تتخيل لاجئا سوريا مثل حيدر درويش. لكنه لاجئ. في 2016 هرب من الحرب. وعندما بدأ يرقص في 2017 داخل نادي للمثليين، تحدث إليه جودي لاديفانا، طالب إسرائيلي عرض عليه المشاركة في عرضه. وفي سوريا لم يسبق لحيدر درويش أن رقص فوق حلبة.
صورة من: Reuters/A. Cocca
أعمال غير عادية
جودي لاديفانا أقنعه، ومنذ ذلك الحين تسير الأمور جيدا. ويقول بافتخار: "الكثير من الناس يسألون متى وأين أقدم عروضي كي يحضرونها". ولتحسين راتبه، فإنه يعمل في متجر للموضة وأدوات الجنس للمثليين. وصاحب المتجر سبق وأن زار عرضه الفني.
صورة من: Reuters/A. Cocca
الانفتاح
حيدر درويش (يسار) يساعد رئيسه فرانك ليتكه (يمين) في تظاهرات المثليين في برلين. وحياته في سوريا كانت ستكون مختلفة عما هي عليه الآن في برلين: متنوعة ومتحررة وخالية من الخوف. وبإمكانه في برلين أن ينطلق أكثر. وبرلين زادت بقسط في تنوعها.