نفى نقيب المحامين في الجزائر أن يكون الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، المسجون منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قد بدأ إضراباً عن الطعام أو أوقف علاجه، خلافا لادعاء محاميه في باريس.
تضارب في التصريحات حول إضراب صنصال عن الطعامصورة من: Vim/ABACA/picture alliance
إعلان
قال نقيب المحامين في الجزائر محمد بغدادي لصحيفة الوطن الجزائرية، الصادرة بالفرنسية في عددها الثلاثاء (25 شباط/فبراير 2025): "على عكس ما كُتب، فهو (بوعلام صنصال) ليس مضرباً عن الطعام وهذا أمر جيد بالنسبة له لأنه كان سيضر بصحته".
وكان محامي الكاتب الفرنسي فرنسوا زيمراي لفت إلى أن صنصال بدأ إضراباً عن الطعام "بسبب الضغوط التي مورست عليه لتغيير محاميه"، وهي معلومات نفاها البغدادي.
وأوضح نقيب المحامين أن "صنصال وجه رسالة إلى قاضي التحقيق، هدفها سحب التوكيل عن جميع محاميه، بمن فيهم زيمراي"، مشيراً إلى أن "صنصال كتب أنه يريد الدفاع عن نفسه بمفرده".
إلى ذلك، أكد بغدادي أن بوعلام صنصال "لم يتوقف عن علاجه الطبي"، نافياً تصريحات المحامي الفرنسي. وقال نقيب المحامين "بحسب البروفسور المعيّن للإشراف على رعايته وإدارته الطبية والذي تحدثت معه، فإن البروتوكول المتبّع لعلاج سرطانه بدأ يعطي نتائج جيدة".
وأبدى بغدادي "الانزعاج" من قرار الكاتب بشأن محاميه، مضيفاً "ما يفاجئني هو أن زيمراي يواصل القول إنه لا يزال محاميه، بينما هناك رسمياً رسالة إلغاء توكيل يعود تاريخها إلى أسبوع". وأضاف "ليس بوسعنا أن نفعل شيئاً حيال ذلك. ولكن يجب أن يكون لديه على الأقل زميل أو أكثر للدفاع عنه".
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، رفض المحامي زيمراي التعليق على المسألة.
قضية بوعلام صنصال تعيد أجواء التوتر بين الجزائر وفرنسا
07:01
This browser does not support the video element.
خلفيات القضية؟
وكان قُبض على بوعلام صنصال في مطار الجزائر في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. ويُلاحَق بوعلام صنصال قضائياً بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري التي تنص على أنه "يعتبر فعلاً إرهابياً أو تخريبياً، في مفهوم هذا الأمر، كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي".
وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية استقبلت باستياء تصريحاته لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، والتي كرر فيها موقف المغرب القائل إن قسماً من أراضي المملكة اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضمّ للجزائر.
وأثار توقيفه احتجاجات العديد من المثقفين والكتاب الذين اعتبروا أن محاكمته لا أساس لها.
وأكد بوعلام صنصال أنه ولد في عام 1949، ما يعني أنه يبلغ حالياً 75 عاماً. وكان ناشره أنطوان غاليمار قد أشار في كانون الأول/ديسمبر إلى أن الكاتب ولد في عام 1944، ما يعني أنه يبلغ 80 عاماً.
خ.س/ف.ي (أ ف ب)
المغرب والجزائر.. السياسة تُفرّق واعتقال الصحافيين يُوّحد!
بين المغرب والجزائر خلافات سياسية بسبب عدة قضايا كنزاع الصحراء، لكن وجود عدد من الصحفيين وراء القضبان يجمع الدولتين. في الجزائر توجه غالبا تهم تتعلق بـ "المساس بالوحدة الوطنية"، لكن في المغرب توجه اتهامات ذات طابع جنسي.
صورة من: Reuters/R. Boudina
كنزة خاطو - الجزائر
أوقفت الصحفية كنزة خاطو خلال تصويرها لملاحقات الشرطة الجزائرية للمتظاهرين في إحدى مظاهرات حراك الجزائر في شهر مايو/ أيار 2021. ولاحقها اتهام بالمساس بالوحدة الوطنية، قبل تبرئتها منها وإدانتها بثلاثة أشهر حبسا غير نافذ في تهمة إهانة هيئة نظامية. تعمل خاطو في "راديو إم" المعارض وعرفت بنشاطها القوي في النضال من أجل حرية الصحافة في الجزائر.
صورة من: Privat
سليمان الريسوني - المغرب
اعتُقل يوم 22 مايو/أيار 2020 من أمام بيته. كان سليمان الريسوني رئيس تحرير يومية أخبار اليوم وكان معروفا بافتتاحياته الناقدة للسلطات وبنشاطه الحقوقي كما كان من المدافعين عن مؤسس الجريدة توفيق بوعشرين. اتهم باعتداءات جنسية على ناشط مثلي، غير أن لجنة التضامن معه تؤكد أن اعتقاله مرتبط بعمله الصحفي خصوصا مع رفض تمكينه من السراح المؤقت. دخل في إضراب عن الطعام منذ أسابيع وتسود مخاوف كبيرة على حياته.
صورة من: Facebook/Soulaiman Raissouni
خالد درارني - الجزائر
حُكم على مدير موقع "قصبة تريبيون" بالسجن ثلاث سنوات شهر أغسطس/آب 2020 بتهم "المساس بالوحدة الوطنية والتحريض على التجمهر"، قبل إطلاق سراحه في فبراير/شباط 2021 بعد عدة أشهر من الاعتقال. خلّف اعتقاله والحكم عليه غضبا واسعا وتحوّل إلى أحد رموز الصحافة الحرة خصوصا بعد تصريحات خطيرة أطلقها ضده رئيس البلاد. اعتقل مجددا لبضع ساعات قبل أيام بسبب استمرار تغطيته للمظاهرات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Str
عمر الراضي - المغرب
وُجهت له تهمة اغتصاب زميلة له في العمل وتهما أخرى تتعلق بالتجسس. نفى الراضي هذه التهم التي ترفضها المنظمات المتضامنة معه أيضا. اعتقُل في 29 يوليو/تموز 2020. بدأت متاعبه مع السلطات عندما اعتُقل لأيام نهاية 2019 بسبب تدوينة انتقد فيها أحد القضاة، ولاحقا اتهمت أمنستي السلطات بالتجسس عليه عبر تكنولوجيا إسرائيلية. اشتهر بالتحقيقات الاستقصائية وكان يعمل قبل اعتقاله على تحقيق يخص نزع ملكية الأراضي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Bounhar
رابح كاريش ـ الجزائر
اعتُقل يوم 19 أبريل/نيسان 2021. مراسل يومية ليبرتيه الناطقة بالفرنسية. تتهم السلطات الجزائرية رابح كاريش بتهم خطيرة منها "استخدام وسائل مختلفة لتقويض الأمن والوحدة الوطنية"، بعد تغطيته لاحتجاجات مواطنين يرفضون التقسيم الإقليمي الجديد في منطقة تمنراست. صحيفته وصفت الاتهامات بـ"الكاذبة"، ومراسلون بلا حدود اعتبرت أنه لم يقم سوى بواجبه الصحفي.
صورة من: Privat
توفيق بوعشرين - المغرب
خلقت قضيته ضجة واسعة بسبب خطورة الاتهامات الموجهة إليه. أدين بوعشرين، مؤسس "أخبار اليوم"، بالسجن 15 عاما بعد جلسات مطولة بتهم منها "الاتجار بالبشر" بعد شكاوى من سيدات ضده. غير أن تقريراً للأمم المتحدة اعتبر اعتقاله "تعسفيا"، ودعا إلى الإفراج عنه، كما طالبت مراسلون بلا حدود بالإفراج عنه. تبنت "أخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور خطا تحريريا ناقدا للسلطات وكانت تعتبر من آخر المنابر المستقلة في المغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Senna
"يوتوبرز" ومدونون في المغرب
اعتُقل عبد الكبير الحر، أحد نشطاء صفحة رصد في المغرب، صيف 2017، وأدين بالسجن أربع سنوات بتهم الإشادة بـ"أعمال إرهابية" و"التحريض عن العصيان"، كما أدين اليوتوبر محمد السكاكي المعروف بـ"مول الكاسكيطة" بالسجن أربع سنوات نهاية 2019 بتهمة إهانة الملك، وأدين اليوتوبر الآخر محمد بودوح الملقب بـ"مول الحانوت" بالسجن ثلاث سنوات بداية 2020 بتهم مشابهة فضلا عن آخرين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Achoui-Lesage
مدونون ونشطاء في الجزائر
أدين المدون عبد الحكيم ستوان، بستة أشهر حبسا نافذا شهر مارس/آذار الماضي بسبب مقال انتقد فيه بشدة رئيس المجلس الشعبي الوطني المحل سليمان شنين. كما لا يزال الناشط نور الدين التونسي الذي اشتهر بالتبليغ عن الفساد معتقلا بعد الحكم عليه بسنة حبسا نافذا، بينما أفرج القضاء مؤخرا عن الصحافي والحقوقي محمد بودور بعدما عانى من الاعتقال منذ عام 2018 بسبب نشاطه الصحفي. إعداد: أ.ح