1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر..إقبال ملحوظ على الاستفتاء وسط تشنجات واتهامات

أحمد حمدي ـ القاهرة١٥ ديسمبر ٢٠١٢

هدوء في بعض اللجان وازدحام شديد في لجان أخرى بالقاهرة خلال المرحلة الأولى من الاستفتاء على مشروع الدستور. DW عربية تجولت في بعض المراكز ورصدت عن كثب أجواء سير عملية الاقتراع، التي لم تخلُ من بعض المشادات والاتهامات.

A huge number of people went to vote on the referendum. 15.12.2012, Heliopolis Copyright: DW/A. Hamdy
صورة من: DW/A. Hamdy

هدوء شهدته شوارع القاهرة في صبيحة أول أيام الاستفتاء لا يكسره سوى بعض السيارات القليلة التي تمر بين الحين والآخر. يقل هذا الهدوء نسبياً كلما اقترب المرء من إحدى لجان الاقتراع وتدريجياً يبدأ المكان في الازدحام حتى تصل إلى مدخل المدرسة التي يجري فيها الاستفتاء. يلفت النظر سريعاً تواجد رجال الشرطة والجيش معاً في تأمين مقار الاقتراع. الجيش يظهر في الشوارع من جديد بعد اختفاءه لفترة وجيزة لكن هذه المرة يعود بزي جديد يرتديه رجال القوات المسلحة لأول مرة. ورغم امتداد الطوابير بطول أرصفة الطرقات وعلى مسافة مئات الأمتار إلى أن الهدوء كان سائداً أمام معظم اللجان. لكن هدوء الأجواء بالخارج قد لا يعكس في كل الأحوال الوضع بالداخل.

الإقبال الشديد من الناخبين سمة الاستفتاء

الأجواء المحيطة بالاستفتاء في منطقة العباسية كما رصدتها DWعربية اتسمت بالإقبال الشديد من قبل المواطنين من كل الأعمار والفئات على لجان الاقتراع. وكان إقبال كبار السن ملحوظا بشدة رغم مرض بعضهم وظهور مظاهر الإعياء على آخرين. لكن الناخبين سمحوا لكبار السن بتعدي الصفوف والدخول مباشرة إلى اللجان إشفاقاً عليهم من مشقة الانتظار والتي دامت مع البعض لقرابة الثلاث ساعات، حيث توافدت أعداد كبيرة إلى مقرات الاقتراع فيما لم ترصد DWعربية أي مشكلات.

وفي حي مصر القديمة وبالتحديد مدرسة عمرو بن العاص، كان الإقبال اقل بعض الشيء في حين اتسمت اللجنة الانتخابية بالانضباط. فبخلاف بعض المشادات والمشاحنات بين بعض الناخبين في طوابير الانتظار لم يحدث أي خروج عن النص بل اتسم التعامل بالهدوء. وتصادف تواجد الفنان خالد صالح في تلك اللجنة حيث طلب من القاضي الإطلاع على هويته القضائية واستجاب القاضي لطلبه دون أية مشكلات.

صورة من: DW/A. Hamdy

ولم يختلف الوضع في منطقة مصر الجديدة حيث كان الإقبال كثيفا من جانب الناخبين. وتكونت ما يشبه حلقات نقاش نسائية في طوابير الانتظار، الممتدة على مدى البصر، حول الدستور وقراراتهم بقول نعم أو لا. وكان الزحام الشديد هو السمة المسيطرة على اللجان الفرعية والتي يلاحظ قلة عدد القضاة داخلها مقارنة بعدد الناخبين مما أضاف بعض الإحساس بالفوضى داخل اللجان. ففيما كانت مدرسة الخلفاء هادئة نسبياً من ناحية المشكلات رغم الازدحام الشديد خارجها، كانت مدرسة الطبري الإعدادية تشهد مواقف أكثر سخونة بداخلها.

قاضي يرفض إبراز هويته "مشكلة" واجهها كثير من الناخبين

أصوات نسائية علت في غضب لتجذب انتباه صفوف الناخبين داخل مدرسة الطبري الإعدادية بنين في مصر الجديدة. ورغم محاولة الشرطة احتواء المشكلة في هدوء وتكتم لكن DWعربية استطاعت الحديث مع إحدى هؤلاء السيدات وهي الناخبة أمنية خالد لمعرفة تفاصيل المشكلة. "كل ما في الموضوع أننا طلبنا من القاضي رؤية هويته للتأكد من صفته القضائية"، تقول أمنية. وأكملت: "فوجئنا به ينفعل ويصرخ في وجهنا رافضاً أن يرينا هويته بل ويطردنا من اللجنة". وحين تمسكت هؤلاء السيدات بحقهم حسب كلام أمنية، كان رد القاضي أنه ليس من حقهن، بل وتوجه لأمنية بسؤال ساخر قائلاً: "أنتِ مين أنتِ؟".

وفيما صعدت السيدات الموقف وتدخل الشرطة ورئيس اللجان، طالب القاضي بعمل محضر لهن. لكن سرعان ما حلت المشكلة بعدما تم إقناع القاضي بإظهار بطاقة الهوية الخاصة به؛ "بعدما رأينا البطاقة وتأكدنا من هويته قال لي القاضي: مش شفتيها؟ قولوا لهم تحت (يقصد الناخبات حتى لا تطالبه أخريات بإظهار بطاقته)"، تقول منى، إحدى السيدات المشاركات في الواقعة لDWعربية. واستنكرت منى طريقة التعامل التي اتبعها القاضي، مؤكدة على حقها في رؤية هويته والتأكد منها. وطالبت منى القضاة بتعليق هوياتهم بشكل واضح حتى لا تحدث مثل تلك المشكلات مرة أخرى. ويذكر أن تلك المشكلة قد تكررت في بضع لجان أخرى في القاهرة والمحافظات، حسبما تبادر إلى مسامعنا.

ميت منذ عشر سنوات يصوت؟!

ولم تكن تلك هي المشكلة الوحيدة. فعلى الجانب الآخر أدلت الناخبة شيرين بصوتها وخرجت من اللجنة دون وضع إصبعها في الحبر الفسفوري كما هو مفترض حرصاً على عدم إدلاء الناخب بصوته أكثر من مرة وضمان نزاهة عملية التصويت. "لا يوجد من يراقب جيداً عملية التصويت والدليل انك تستطيع أن تدلي بصوتك وتخرج دون أن يلاحظ احد انك لم تضع يدك في الحبر الفسفوري"، قالت السيدة المصرية.

صورة من: DW/A. Hamdy

وتتواصل المشكلات داخل نفس اللجنة ففي الوقت الذي امتدت الطوابير بشكل كبير تزامن مع بطئ شديد في عملية الاقتراع بدأ بعض الناس يتذمر، معتبرا ما يحدث محاولة لجعل الناس تمل من الانتظار فتنصرف دون الإدلاء بصوتها. لكن سرعان ما آتى التفسير من أحد ضباط الشرطة المتواجدين للتأمين والذي أوضح للناخبين أن المشكلة تكمن في عدم قدوم الموظفين المساعدين للقاضي مما جعل القاضي يضطر للعمل وحيداً بمساعدة موظف واحد.

واكتملت سلسلة المشكلات بحديث أجرته DWعربية مع الشاب أحمد زعزع، الذي يقول إنه وجد اسم والده المتوفي منذ عشر سنوات، في كشوفات الناخبين. ويقول زعزع في هذا الصدد: "قبل أن اذهب إلى الاستفتاء قررت أن أجرب إدخال الرقم القومي لوالدي على موقع اللجنة العليا للانتخابات لأرى إذا كان لازال موجوداً في الكشوفات وبالفعل وجدت اسمه". وكان زعزع قد ابلغ احد القضاة وقت انتخابات مجلس الشعب ووعده القاضي بحل المشكلة "لكن واضح انه لم يكن جاد حقيقة في حلها". وأوضح زعزع لDWعربية أنه ذهب إلى قسم النزهة لعمل محضر لكنهم طالبوه بالتوجه للجنة الانتخابات. وفي لجنة الانتخابات طالبوه بالذهاب إلى وزارة التنمية الإدارية. ويقول زعزع لDWعربية: "لن اسمح أن يتم استخدام اسم والدي ولن ارحل من هنا (مقر اللجنة) حتى أحرر محضر ويتم شطب الاسم أمام عيني من الكشوفات". وقد أوضح زعزع لDWعربية أنه انضم إليه أكثر من شخص في هذه الشكوى سواء في هذه اللجنة أو غيرها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW