لقي نحو 113 شخصا حتفهم في حوادث تحطم أربعة قوارب بين ليبيا وإيطاليا مطلع الأسبوع. وبات هذا الطريق عبر البحر الأبيض المتوسط بديلا للباحثين عن اللجوء في أوروبا منذ إغلاق الطرق البرية بمنطقة البلقان.
إعلان
قالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الثلاثاء ( الثالث من أيار/ مايو 2016) إن ما يقدر بنحو 113 شخصا لاقوا حتفهم في حوادث تحطم أربعة قوارب بين ليبيا وإيطاليا مطلع الأسبوع بينما أصبح هذا الطريق البحري المفضل للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا..
وفي ظل إغلاق الطرق البرية بمنطقة البلقان واتفاق أبرم في الآونة الأخيرة تعيد اليونان بموجبه المهاجرين إلى تركيا قال مسؤولون إيطاليون إنهم يتوقعون محاولة المزيد من الناس القيام برحلة العبور الأطول والأخطر كثيرا من ليبيا.
وفي واحدة من أربع حوادث قالت قوات خفر السواحل الإيطالية إن سفينة تجارية إيطالية أنقذت 26 شخصا قبالة ساحل ليبيا وسط أمواج عاتية ويخشى أن يكون آخرون مفقودين.
وقالت المنظمة نقلا عن شهادات ناجين إن 84 شخصا فقدوا على ما يبدو في هذا الحادث بينما غرق 29 على الأقل في محاولتين أخريين لعبور قناة صقلية في قوارب مطاطية. وما زالت المنظمة تحقق في حادث رابع. وقال المتحدث باسم المنظمة جويل ميلمان "نعلم بأربع حوادث تحطم قوارب ومقتل 113 شخصا قبالة ليبيا".
وأضاف في تصريحات صحفية "أصبح الطريق المفضل. وبالتالي نحن نعي جيدا ما الذي يمكن أن يحدث في الأشهر القليلة القادمة".
أسطول الإغاثة وسفينة "الكرامة" تنقذ آلاف اللاجئين
قامت منظمة "أطباء بلا حدود" بإرسال سفن مساعدات أولية للاجئين في البحر الأبيض المتوسط. DW رافقت سفينة "الكرامة" (ديغنيتي 1) العاملة لإنقاذ الاجئين ونقلت لنا مشاهد مأساوية وقصص لاجئين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يتكون أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" من ثلاث سفن. سفينة "الكرامة1" (دينيتي 1) التي يبلغ طولها 50 مترا هي إحدى سفن الأسطول. وقد جابت البحر الأبيض المتوسط هذا العام وأنقذت حياة أكثر من 5000 شخص، فيما تمكمنت سفن الأسطول جميعها من إنقاذ أكثر من 17 ألف شخص. وتتمركز سفن الأسطول على نحو 30 ميلا من السواحل الليبية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
القوارب التي تقل اللاجئين هي في الغالب صغيرة ومطاطية ويكتظ فيها مئات اللاجئين، كما يظهر في الصورة التي التقطها مراسل DW وسط البحر الأبيض المتوسط. وتبلغ تكلفة العبور في هذه القوارب نحو 500 يورو.
صورة من: DW/K. Zurutuza
ذكرأغلب اللاجئين بعد إنقاذهم من قبل سفينة "الكرامة" إن مهربي البشر في ليبيا قالوا لهم بإن "سفينة كبيرة سوف تنقذهم وسط البحر وستنقلهم إلى إيطاليا". وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان بأن أكثر من 300 ألف لاجئ ومهاجر لجأوا هذا العام عبر "طريق البحر الأبيض المتوسط".
صورة من: DW/K. Zurutuza
تسعى سفن أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" إلى إنقاذ النساء والأطفال أولا من "قوارب الموت". وتشكل النساء والأطفال نحو 10حتى 15 بالمائة من مجموع اللاجئين على متن السفن. بعض النساء حوامل أو يحملن أطفالا صغارا وأكثرهن بحاجة إلى معالجة طبية خاصة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين الذين يعبرون البحر انطلاقا من ليبيا هم من الأفارقة، على عكس طريق "رحلة البلقان" الذي يفضله لاجئو سوريا والعراق وأفغانستان. واغلب اللاجئين الأفارقة هم من منطقة جنوب الصحراء. وقد أصبحت ليبيا محطة رئيسية لهم للهجرة إلى أوروبا وتتحدث الأخبار عن حالات العنف والقتل والاغتصاب ضدهم في شمال أفريقيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول اللاجئ السنغالي أمين جابي عن تجربته في ليبيا: بعدما مسكوني في ليبيا وضعوني في مركز آو سجن خاص للاجئين وسلمني حارس السجن تلفونا خاصا للاتصل بعائلتي كي أقول لهم بأنني سأقتل في حال عدم أداء فدية". وعند ذلك اتضح لي بأن الذين لا يستطيعون دفع الفدية للحراس سيتم بيعهم للعمل كعبيد في قطاع البناء.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أشار الكثير من النساء إلى أعمال تحرش جنسي واغتصابات في مركز اللجوء في ليبيا. ويقدم أسطول الإغاثة العلاج الطبي والنفسي للاجئات. ويعرض طاقم الأسطول امكانية اختبار مرض الايدز على اللاجئات. وتقول لاورا باسكفيرو، وهي عاملة إنسانية على متن السفينة، في حوارها مع DW إن "الكثير من النساء يعانين من مشاكل نفسية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
إيفلين لاجئة من نيجيريا تحدثت مع DW وقالت: "مسك بي 5 رجال في نقطة تفتيش في محيط طرابلس وحاولوا اغتصابي، لكن كنت أمر بالدورة الشهرية. وهو ما أغضبهم واستمروا في ضربي إلى مرحلة فقدان الوعي. زوجي دفع لي تكاليف السفر وسأنتظره في إيطاليا".
صورة من: DW/K. Zurutuza
سفينة "الكرامة" هي صغيرة نسبية ولها حوض منخفض وتبقى في الحالات الاعتيادية في عرض البحر للقيام بأعمال الانقاذ. بعد إنقاذ اللاجئين يتم ارسالهم إلى سفينة أكبر في الأسطول لتبحر بهم إلى إيطاليا. وغالبا ما تنزل السفن ركابها في جزيرة صقلية أو في سواحل كالابريا جنوب إيطاليا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين لا يعرفون ما قد ينتظرهم بعد الوصول إلى إيطاليا. بداية هناك فرحة الوصول إلى بر الأمان. ويتم ترحيلهم إلى شمال إيطاليا ويبقون هناك نحو شهر كامل تحت الرعاية. ويجب عليهم القيام بعمل ما لإعانة أنفسهم ولإرسال أموال لعائلاتهم في أفريقيا. لكن فرص الحصول على عمل في إيطاليا ضعيفة جدا، فيلجأ الكثير منهم إلى التسول.
صورة من: DW/K. Zurutuza
10 صورة1 | 10
وقال ميلمان إن المهاجرين من غرب أفريقيا خاصة من نيجيريا ومنطقة القرن الأفريقي يهيمنون على الطريق الذي يسلكه المهاجرون من ليبيا إلى إيطاليا ولا يلجأ إليه السوريون والأفغان والعراقيون في الوقت الحالي.
وقالت المنظمة إن في المجمل لقي 1357 مهاجرا ولاجئا حتفهم في البحر في الأشهر الأربعة الأولى من العام معظمهم في الطريق عبر وسط البحر المتوسط مقابل 1733 خلال نفس الفترة من العام الماضي. وأضافت أن منذ يناير كانون الثاني وصل 28593 مهاجرا ولاجئا إلى إيطاليا عن طريق البحر بينما وصل 154862 إلى اليونان.