قال خفر السواحل التركي إن 27 مهاجرا بينهم 11 طفلا غرقوا في بحر إيجه قبالة ساحل البلاد بينما كانوا يحاولون الوصول لجزيرة يونانية. وجرى إنقاذ أربعة مهاجرين وتجري حاليا عملية بحث عن تسعة آخرين.
إعلان
قتل 27 مهاجرا على الأقل الاثنين (الثامن من فبراير/ شباط 2016) بينهم 11 طفلا في حادث غرق في بحر إيجه قبالة السواحل الغربية لتركيا أثناء محاولتهم الوصول إلى الجزر اليونانية، حسب ما أفاد خفر السواحل التركي. وقدمت وكالة دوغان للأنباء حصيلة سابقة أشارت إلى سقوط 24 قتيلا قبالة بلدة ادرميت غرب تركيا. وغرق الزروق الصغير الذي كان يقل 40 راكبا بينما كان متوجها إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، حسب ما اعلن خفر السواحل التركي.
وتم إنقاذ أربعة أشخاص في حين اعتبر الباقون في عداد المفقودين رغم عمليات البحث التي تشارك فيها سفن عدة ومروحية. وحسب وسائل الإعلام فان هذه المجموعة من المهاجرين سلكت هذه الطريق التي تعتبر أطول من غيرها للانتقال من الشواطئ التركية إلى ليسبوس، لتجنب زوارق الدورية.
سياسة اللجوء الأوروبية..بين النظرية والتطبيق
مع كل كارثة تقع عند أبواب أوروبا تتصاعد الانتقادات لسياسة واللجوء المشتركة للاتحاد الأوروبي وتتهم بالفشل. في هذه الجولة المصورة نتطرق إلى أهم معايير وقواعد سياسة الهجرة الأوروبية، وعلاقتها بالتطبيق العملي.
صورة من: Reuters
بين الخوف والأمل
بسبب الحروب الأهلية أو الاضطهاد أو ظروف العمل والحياة السيئة يبحث الناس عن الحماية بعيدا عن مسقط رأسهم. وينزح كثيرون منهم داخل أوطانهم أو إلى البلاد المجاورة. والبعض يأتي إلى دول الاتحاد الأوروبي. حاجتهم كبيرة لدرجة أنهم يخاطرون بحياتهم من أجل مستقبل أفضل. والصورة هنا لأطفال سوريين في مخيم اليرموك بدمشق.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
عدد المهاجرين بلغ رقما قياسيا
يصل المهاجرون إلى السواحل الإيطالية بأعداد متزايدة بلغت مؤخرا رقما قياسيا لم يسبق له مثيل. فمنذ بداية العام الجاري فقط وصل 68 ألف شخصا أو أنقذتهم البحرية، وفقا للأرقام الرسمية. ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد في الأسابيع المقبلة لأن البحر المتوسط هاديء حاليا بشكل خاص.
صورة من: picture alliance/dpa
في انتظار التوافق الأوروبي
بعد كل حادثة كبيرة لغرق قارب مهاجرين يطالب السياسيون في الاتحاد الأوروبي بوضع نهاية لاستغلال عصابات التهريب أو بتوفير حماية أفضل للحدود الخارجية الأوروبية من خلال تقنية أحدث، لكن يغيب حتى الآن الاتفاق حول سياسة منح اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي. وهذا يعطي الانطباع أن دول الاتحاد الـ 28 لا تثق في بعضها البعض، على حساب من يحتاجون للمساعدة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
اللجوء حق إنساني ولكن..
ينص الإعلان العام لحقوق الإنسان على أن كل شخص مضطهد في بلده له الحق في الحصول على اللجوء في بلاد أخرى. وأقر الاتحاد الأوروبي بعد سنوات طويلة من الخلاف نظاما عاما أوروبيا للجوء. ويفترض في هذا النظام أن يتضمن معايير متشابهة في أوروبا كلها لتحقيق إجراءات عادلة وتضامن لاستقبال من يبحثون عن الحماية داخل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
صعوبة الحصول على وضع لاجىء
في عام 2013 قدم حوالي 430 ألف طلب للجوء داخل الاتحاد الأوروبي، رقم كبير لم يحدث منذ عام 1992. وجرى رفض 65 في المائة من الطلبات المقدمة وحصل 15 في المائة فقط من المتقدمين على وضعية لاجئ. أما ال20 في المائة الآخرون فقد حصلوا على إقامة مؤقتة فقط في الاتحاد الأوروبي.
عدم كفاية إمكانيات دول الإستقبال
يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد توازن بين الأمن الداخلي والواجب الإنساني، لأن موجات المهاجرين تتدفق على دول قليلة لا يمكنها وحدها استيعاب ذلك، أو مراقبة وحماية الحدود الخارجية الأوروبية. لذلك تحصل تلك الدول على دعم بشري وتقني من جهاز حماية الحدود الأوروبية فرونتيكس، الذي تواجه عملياته انتقادات حادة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعض الأبواب موصدة
ويتبع جهاز فرونتيكس في عملة أوامر سلطات الدولة التي يعمل بها. وتحوم الشكوك حول فرونتيكس بأنه بناء على أوامر السلطات المحلية يقوم بصد القوارب المملوءة بالمهاجرين وردها إلى المياه الدولية أو لا ينقذ النازحين اللذين يتعرضون للغرق.
صورة من: picture-alliance/Milestone Media
إختلاف المعايير من بلد لآخر
تختلف قوانين استقبال وإيواء النازحين من بلد إلى آخر. وفي بعض الدول يتم اعتقال المهاجرين غير الشرعيين. كما أن شروط اعتبار شخص ما نازحا من عدمه تتوقف على الدولة التي قدم فيها طلب اللجوء. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى ضبط معايير حقوق النازحين وظروف الحياة والعمل.
صورة من: MSF
غياب التوزيع العادل للمهاجرين
وقد أنشئ مؤخرا مكتب دعم لشؤون اللجوء ومقره مالطا. ذلك البلد الذي كثيرا ما يتعرض لانتقادات بعجزه في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين. ففي الربع الأخير فقط من عام 2013 تم تسجيل حوالي 300 طلب لجوء في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة. وبالنسبة لعدد السكان فهذا الرقم هو ثاني أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي بعد السويد.
صورة من: Ben Borg Cardona/AFP/Getty Images
اللجوء للقضاء الأوروبي
تعرضت مالطا وإيطاليا واليونان في الماضي مرارا لعقوبات مالية بسبب سوء حالة أماكن إقامة الباحثين عن الحماية واللجوء. وبإمكان أي شخص تعرض لانتهاكات لحقوقه الإنسانية أن يقدم شكوى ضد البلد المعني أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
طلبات اللجوء: سوريا الأولى
بلغ عدد طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الاتحاد الأوروبي 50 ألف طلب في عام 2013 (هنا الصورة لسوريين في بلغاريا). وهي بهذا البلد الأول الذي يأتي منه طلبات لجوء إلى أوروبا. وتحل روسيا المرتبة الثانية بعدد 41 ألف طلب لجوء وأفغانستان في المرتبة الثالثة بـ 26 ألف طلب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
البقاء أطول من المسموح به
في العام الماضي فر 41 ألف شخص من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي. وبإمكان الروس الذين يحصلون على تأشيرة التحرك بحرية داخل دول الاتحاد الأوروبي. لكن كثيرا منهم لا يعودون إلى روسيا بعد انتهاء مدة التأشيرة وإنما يقومون بتقديم طلبات لجوء بسبب اضطهادهم سياسيا أو تعرضهم للتعذيب مثلا.
صورة من: picture alliance/Itar-Tass
تواصل الانتقادات والمعاناة
يبدو أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى يتم تفعيل النظام الأوروبي الموحد لمعايير حماية النازحين. علاوة على ذلك تنتقد منظمات حقوق الإنسان مواصلة اعتقال طالبي اللجوء وتسريع الإجراءات في إبعاد الباحثين عن الحماية، رغم التأكد من أنهم لن يكونوا آمنين في بلدانهم الأصلية.
صورة من: Reuters
13 صورة1 | 13
وتزامنت هذه المأساة مع زيارة عمل قصيرة تقوم بها المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الاثنين لأنقرة لحض القادة الأتراك على بذل جهود إضافية لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا. وفي ختام لقاء مع رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو أعلنت ميركل أن البلدين سيطلبان مساعدة الحلف الأطلسي لتامين مراقبة أفضل للشواطئ التركية.
وقد وقعت تركيا والاتحاد الأوروبي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر "خطة عمل" تنص على مساعدة أوروبية بقيمة ثلاثة مليارات يورو للسلطات التركية مقابل تعهدها بضبط حدودها بشكل أفضل ومكافحة المهربين.