مصرـ تبرئة عشرات المتهمين في قضية "التمويل الأجنبي"
٢٠ ديسمبر ٢٠١٨
بعد سنوات طويلة من التحقيقات برأت محكمة مصرية العشرات من العاملين بمنظمات غير حكومية، بينهم اثنان من الألمان، في إعادة محاكمتهم بالقضية المعروفة باسم "التمويل الأجنبي"، التي تسببت في توتر بين القاهرة ودول غربية.
إعلان
قضت الدائرة 15 بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في مجمع محاكم عابدين، اليوم الخميس (20 ديسمبر/ كانون الأول 2018) ببراءة جميع المتهمين في قضية "التمويل الأجنبي"، بحسب ما أكّد المحامي نجاد البرعي، الذي تولى الدفاع عن العديد من المتهمين في القصية. وقال البرعي حسبما نقلت وكالة فرانس برس إنّ المحكمة برأت "المتهمين الـ 43 جميعا".
وقال رئيس المحكمة محمد علي مصطفى الفقي إنّ الحكم هو "براءة المتهمين من جميع التهم المسندة اليهم" وأبرزها تمويل أشخاص طبيعيين ومنظمات وجمعيات مدنية وأهلية بشكل غير مشروع قانونا.
وكانت هذه القضية أثارت انتقادات عديدة لمصر وأدت إلى تأزم العلاقات بين القاهرة وواشنطن، خصوصا أنها تضمنت 9 متهمين أميركيين وثمانية من جنسيات أجنبية أخرى تم منعهم من السفر من مصر في بداية التحقيقات في نهاية العام 2011. لكن السلطات القضائية المصرية رفعت حظر السفر عن الأجانب وغادروا جميعا مصر على متن طائرة عسكرية أميركية مطلع آذار/ مارس 2012.
واكتسبت القضية منذ بدايتها 2012 طابعا سياسيا، واتهم عدد من الحقوقيين الحكومة المصرية آنذاك بتسييس القضية بسبب فضح تلك المنظمات لبعض انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت إبان حكم المجلس العسكري، عقب اسقاط حسني مبارك في شباط/ فبراير 2011.
وأورد موقع "البوابة نيوز" المصري أسماء الذين تم تبرأتهم من قبل المحكمة حضوريا وغيابيا. وظهر تعدد جنسيات الحاصلين على البراءة، وكان معظمهم من الأمريكيين والمصريين، إضافة إلى نروجيين وصربيين وفلسطينية واثنين من الألمان، هما مدير فرع مؤسسة مؤسسة كونراد أديناور الألمانية بمصر، ومديرة الحسابات بنفس المؤسسة، التي أغلقت أبوابها في مصر على خلفية تلك القضية.
وكانت أحكام بالسجن، تتراوح بين سنة واحدة وخمس سنوات، قد صدرت في عام 2013 بحق 43 شخصاً من الولايات المتحدة وأوروبا ومصر ودول عربية أخرى في تهم بينها العمل في إدارة منظمات غير حكومية دون الحصول على الموافقات اللازمة.
وألغت محكمة النقض في أبريل/ نيسان الماضي أحكام السجن الصادرة على 16 من العاملين في المنظمات غير الحكومية وأمرت بإعادة محاكمتهم في القضية.
وأثارت الحملة المصرية على المنظمات غير الحكومية موجة غضب في واشنطن وكان من بين المنظمات جماعات مقرها الولايات المتحدة ومرتبطة بالحزبين الرئيسيين هناك منها المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي الوطني وفريدم هاوس. ومن بين الأمريكيين الذين صدرت بحقهم أحكام غيابية نجل راي لحود وزير النقل الأمريكي في ذلك الوقت.
ص.ش/ع.ج.م (رويترز، د ب أ)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.