مصرف "كوميرتس بنك" يلجأ إلى المساعدة المالية الحكومية
٣ نوفمبر ٢٠٠٨أعلن مصرف "كوميرتس بنك" ثاني أكبر مصرف خاص في ألمانيا على أنه سيلجأ إلى الاستفادة من خطة الإنقاذ المالي الحكومية. وأشار المصرف إلى أن صندوق الإنقاذ المالي سيدعم البنك من خلال ضخ ودائع إضافية بمقدار ثمانية فاصل اثنين مليار يورو. كما أكد المسئولون في المصرف على أنه ستتم إضافة المبلغ إلى رأس مال البنك الأساسي دون إرغام البنك على الإعلان عن هذه الودائع ضمن تقاريره الموسمية.
ثاني أكبر مصرف خاص يطلب المساعدة المالية الحكومية
وأضاف البنك اليوم الاثنين (3 نوفمبر/تشرين ثاني) في فرانكفورت أن الصندوق الحكومي للإنقاذ المالي سيضمن لمجموعة "كوميرتس بنك" إصدار سندات اقتراض بأكثر من 15 مليار يورو كدعم مالي إضافي. وتسري هذه الضمانات الحكومية حتى نهاية 2012 كحد أقصى. وحسب بيانات البنك فإنه سيلغي حصة الأرباح الخاصة بعام 2008 وعام 2009 مقابل الاستفادة من حزمة المساعدات الحكومية كما قرر البنك خفض الأجور السنوية لمديريه إلى نصف مليون يورو بحد أقصى.
تجدر الإشارة إلى أن خطة الإنقاذ الحكومية للقطاع المصرفي التي أقرها البرلمان الشهر الماضي تقضي بتخصيص 500 مليار يورو في صورة ضمانات للديون واعتمادات لإعادة رسملة البنوك وشراء الأصول غير السائلة. في هذا الإطارقال المتحدث باسم مجلس إدارة مصرف "كوميرتس بنك" مارتين بليسينغ إن المصرف فضل خيار الإستفادة من خطة الإنقاذ الحكومية الموجهة إلى القطاع المالي، لأن هذا الخيار سيعود بالنفع على المصرف وعلى موظفيها وحرفائها. وأكد في نفس الوقت على أن هذه الخطوة ستمنح المصرف قدرة إضافية على المنافسة.
يأتي ذلك عقب إعلان المصرف بصفة مفاجئة عن تكبده خسائر تقدر ب285 مليون يورو خلال الثلاثي الثالث من هذا العام، أي الأشهر بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول. علما أن المصرف قد حقق في الفترة الزمنية نفسها من العام الماضي أرباحا تقدر بنحو 340 مليو يورو.
من جهتها رحبت الحكومة الألمانية بقرار المصرف الإستفادة من خطة الإنقاذ المالي، حيث وصف متحدث باسم وزارة المالية هذا القرار بأنه خطوة إيجابية تنم عن شعور كبير بالمسؤولية. وفي سياق متصل كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد ناشدت البنوك السبت الماضي القبول بعرض المساعدة الحكومي بأسرع ما يمكن.
"دويتشه بنك ليس بحاجة إلى اللجوء إلى الصندوق الحكومي"
على صعيد ذي صلة أكد رئيس مصرف "دويتشه بنك"جوزيف أكرمان يوم أمس الأحد أن مصرفه لا يخطط للاستفادة من خطة الإنقاذ المالي. وقال أكرمان في حديث للقناة الثانية للتلفزيون الألماني "زد.دي.اف" إن مصرفه لن يلجأ لهذه الخطة في ظل الظروف الحالية، مؤكدا في نفس الوقت على أن "دويتشه بنك" ليس بحاجة إلى مظلة الضمانات الحكومية لمواجهة تداعيات الأزمة المالية، وأشار أكرمان إلى أن مصرفه قد تمكن من تحقيق أرباح حتى خلال الأوقات العصيبة التي تمر بها أسواق المال العالمية.
الجدير بالذكر أن رئيس "دويتشه بنك" كان قد تعرض لانتقاد بعض المسئولين في الحكومة الألمانية لأنه أكد أن بنكه لن يلجأ للصندوق الذي أسسته الحكومة لمساعدة البنوك التي تأثرت سلبا بالأزمة المالية في الأسواق العالمية.