1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر..مخاوف من مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان

نيلس ناومان/ صلاح شرارة٢٦ يوليو ٢٠١٣

فيما تتجه الأوضاع في مصر نحو مزيد من التعقيد والتوتر، سيما بعد طلب الفريق السيسي "تفويضا لمحاربة الإرهاب"، تزداد المخاوف من حدوث مزيد من العنف ومن ثم المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، وهو تقليد سيئ متوارث من عهد مبارك.

Riot police stand with their shields as members of the Muslim Brotherhood and supporters of ousted Egyptian President Mohamed Mursi protest in front of Egypt's Constitutional Court during the swearing in ceremony of Adli Mansour as the nation's interim president in Cairo July 4, 2013. Egypt's prosecutor ordered the arrest of the Muslim Brotherhood's leader on Thursday, widening a crackdown against the Islamist movement after the army ousted the country's first democratically elected president Mursi. But Adli Mansour used his inauguration to hold out an olive branch to the Brotherhood. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST MILITARY RELIGION)
صورة من: Reuters

الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو الرجل القوي الجديد في مصر حاليا. فهو القائد العام للقوات المسلحة المصرية والنائب الأول لرئيس الوزراء، لكنه يريد المزيد. فخلال حفل تخريج دفعات عسكرية جديدة بمقر كلية الدفاع الجوي بالإسكندرية يوم الأربعاء الماضي (24 يوليو/ تموز 2013) ظهر السيسي مرتديا نظارة شمسية سوداء وبدله عسكرية كاكية اللون وعلى صدره عشرات النياشين، حيث ألقى كلمة نقلها التلفزيون المصري على الهواء مباشرة. لب السيسي في كلمته من كل المصريين النزول إلي الميادين الجمعة (26 يوليو/تموز) "لكي يعطوني تفويضاً وأمرا بأن أواجه العنف والإرهاب المحتمل".

ويعتقد مراقبون أن السيسي يريد الحصول على مساندة لأجل حملة قوية ضد الإخوان المسلمين، ولتوسيع صلاحيات الجيش.

وكان الجيش قد استند أيضا إلى الإرادة الشعبية عندما عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في مطلع يوليو/ تموز الجاري. فقد سبق ذلك خروج ملايين المصريين إلى الشوارع احتجاجا على حكم مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وكان الداعي لهذه الاحتجاجات هي حركة "تمرد" الشبابية التي أعلنت تأييدها لدعوة السيسي للتظاهر. وقد دعت "تمرد" المصريين للتدفق إلى الميادين في البلاد، "لدعم الحرب المقبلة للقوات المسلحة ضد الإرهاب".

الإخوان المسلمون يريدون مواصلة الاحتجاجات

لكن الإخوان المسلمين لم يبدوا متأثرين بتلك الدعوات وأعلنوا أنهم أيضا سوف يحتشدون في الشوارع. وكتب عصام العريان القيادي البارز في جماعة الإخوان على صفحته في الفيسبوك "هذا التهديد لن يمنع ملايين الإخوان المسلمين من مواصلة الاحتجاجات." ولا يريد الإخوان المسلمون المشاركة في محادثات المصالحة الوطنية التي بدأها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور وقال متحدث باسم الإخوان "نحن نرفض الاعتراف بالحكومة الحالية".

مؤيدو مرسي يتظاهرون دفاعا عن الرئيس المعزولصورة من: picture-alliance/dpa

تشير الدلائل إذاً إلى احتمال وقوع تصادم ستكون فيه حقوق الإنسان مجرد حبر على ورق. وتقول الباحثة المصرية الألمانية في علوم السياسية هدى صلاح " الجميع يتحدثون عن حقوق الإنسان، لكن كل واحد منهم يفهمها بشكل مختلف عن الآخر." وأضافت: "عندما كان مرسي لا يزال رئيسا كان يقصد بها جماعته فقط، والآن أصبح الأمر معكوسا فلا أحد يتحدث الآن عن التعدي على حقوق الإخوان المسلمين".

ومنذ سقوط محمد مرسي يتظاهر الإخوان المسلمون يوميا تقريبا بأعداد تصل في الغالب إلى مئات الآلاف، وتتكرر فيها مشاهد العنف. وغالبا، وليس دائما، يكون الهجوم على الإخوان المسلمين، في البداية من قبل عناصر الأمن، ومؤخرا مرارا وتكرارا من قبل عصابات مسلحة. وكانت عناصر إجرامية وبطلجية ممولة من المخابرات في عصر الدكتاتور المخلوع حسني مبارك تقوم بأعمال من أجل ترويع وإرهاب الخصوم السياسيين. وقد قتل منذ سقوط مرسي حوالي 200 شخص.

عنف مفرط اعتقالات دون الرجوع للقضاء

وتتحدث ديانا الطحاوي، خبيرة الشؤون المصرية لدى منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان، عن "العنف المفرط" من قبل قوات الأمن. ففي كثير من الأحيان تطلق الشرطة والجيش النار على المتظاهرين بدون سبب. ومن الأمثلة على ذلك الاشتباكات العنيفة التي وقعت أمام دار الحرس الجمهوري في أوائل يوليو/ تموز، والتي قتل فيها 51 شخصا، معظمهم من أنصار مرسي.

كما تكررت حالات الاعتقال أثناء المظاهرات. وتقول منظمة العفو الدولية إن السلطات قد حرمت المئات من أتباع مرسي من ممارسة حقوقهم. وذكر سجناء أنهم تعرضوا للضرب والصعق بالصدمات الكهربائية والضرب بأعقاب البنادق. كما جرى اعتقال عدد من كبار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي، حزب الحرية والعدالة، بتهم غير واضحة في أغلب الأحوال.

كذلك فإن الرئيس المعزول محمد مرسي وبعض من أقرب مستشاريه محتجزون منذ أسابيع في مكان مجهول، دون أمر قضائي، ودون توجيه اتهامات ودون السماح لهم بالاتصال بمحامين. وتقول ديانا الطحاوي من منظمة العفو الدولية "إن الأساس القانوني لعمليات الاحتجاز غير واضح". كما أن عائلة مرسي اتهمت الجيش بـ "اختطافه"، أما الاتحاد الأوروبي فيدعو من جهته إلى الإفراج مرسي.

الانتهاكات تقليد متوارث

سوء حالة حقوق الإنسان في مصر لا يعود إلى الاضطرابات السياسية الحالية "فـفي فترة حكم مبارك، كان معروفا أن الأجهزة الأمنية تقوم بتعذيب وقتل معارضين للنظام، وهذه مسألة لم تتغير"، حسب ما تقول ديانا الطحاوي، مضيفة إن الشرطة، والجيش وأجهزة الاستخبارات لا يزال يعمل بها نفس الأشخاص (من عصر مباراك).

الجيش المصري في مواجهة يومية مع المتحجين على عزل مرسيصورة من: Reuters

حتى في عهد الرئيس مرسي كانت هناك العديد من حالات انتهاك حقوق الإنسان، حيث كان يلقي القبض على صحفيين ومدونين وغيرهم من معارضي الإخوان المسلمين وتوجه إليهم التهم، كما جرى أيضا قتل متظاهرين. لذلك فمن المهم حاليا بمكان أن تقوم الحكومة الجديدة بتغيير المسار، حسب ما تقول الطحاوي: "من المهم للغاية أن تظهر السلطات المصرية أنها لا تهدف إلى تصفية الحسابات مع الإخوان المسلمين أو قمعهم. ويجب أن تكون التحريات محايدة، وأن تجري محاسبة كل الجناة، دون النظر إلى الانتماء السياسي أو الوظيفة ".

وتقترب وجهة نظر الباحثة السياسية المصرية الألمانية هدى صلاح من وجهة نظر ديانا الطحاوي وتقول: "أتمنى أن تكون هناك سياسة تهدئة للأوضاع، تدافع عن حقوق الإنسان لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين أيضا. ويجب إدماج الإخوان المسلمين في العملية السياسية، وإلا فستكون مصر عرضة لحرب أهلية تدوم أعواما"

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW