مصريون "يواسون" أنفسهم بعد فوز الجزائر بأمم أفريقيا
صلاح شرارة
٢٠ يوليو ٢٠١٩
أثار منتخب الجزائر الأنظار بقوة في كأس أمم أفريقيا 2019، التي فاز بها في مصر. كثير من المصريين ساندوه وفرحوا لفوزه ووجهوا له التهنئة. لكن ذلك لم يخف حسرتهم على فقدان منتخبهم البطولة، فأخذوا يواسون أنفسهم بطريقتهم.
إعلان
أبدى مصريون لا سيما من الشخصيات العامة والشهيرة، فرحهم بفوز منتخب الجزائر بكأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي استضافتها مصر في الفترة بين 21 يونيو/ حزيران و19 يوليو/ تموز 2019. وجاء فوز الجزائر عن جدارة واستحقاق مثلما يعتقد كثير من المصريين بينهم أحمد عبده، المعلق الكروي بقنوات بي إن سبورت.
لم يكن أحمد عبده وحده هو من هنأ الجزائر على مواقع التواصل الاجتماعي، فجميع زملائه المصريين في هذه القناة الرياضية، بلا استثناء، وجهوا تهانيهم لمنتخب وشعب الجزائر، مثل محمد أبوتريكه ووائل جمعة وهيثم فاروق وغيرهم.
والأكثر من ذلك أن الإعلام الرياضي المصري، والذي كان يوما ما سببا في أزمة بين البلدين، وجه هو الآخر المديح والتهنئة لفريق الجزائر، بل وأعلن دعمه لمنتخب الجزائر قبل لقاء السنغال في النهائي، الذي انتهى 1- صفر لصالح "محاربي الصحراء".
فوز الجزائر كان متوقعا، نظرا لما قدمه أبناء المدرب جمال بلماضي من أداء طوال البطولة. وقبيل انطلاق المباراة النهائية بين الجزائر والسنغال أمس الجمعة، استبق قائد منتخب مصر السابق أحمد حسن، الفائز بكأس أمم أفريقيا أربع مرات، الحدث ليذكر الجميع بأن المصريين "أسياد أفريقيا"، يقصد كروياً بالطبع.
مدافع منتخب مصر بالبطولة علي غزال، الذي اعتذر من قبل للجماهير عن الخروج المهين، كتب يطالبهم بدعم آخرين وقال "الناس دي تستحق الدعم". لكن هل كان غزال يقصد لاعبي منتخب الجزائر؟
محمد الكواليني، المعلق بقنوات "بي ان سبورت" كان يتمنى أن تفوز بلده بالبطولة، غير أن الخسارة والخروج المبكر لم يمنعه من التأكيد على أنه "المصري الفخور ببلده".
أما محمود فايز، مساعد مدرب منتخب مصر السابق هيكتور كوبر، فكتب يوجه الشكر للقائمين على تنظيم البطولة.
المعلق الكروي أحمد الطيب، الشهير بـ"قفشاته" (تعليقات مثيرة ومضحكة) أثناء التعليق على المباريات، قال إن بلده "فازت بما هو أهم" من الكأس.
أما رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس فيرى أن أكبر مكسب لمصر في البطولة، هو مديرها الشاب محمد فضل.
واعترف خالد بيومي المحلل الكروي بأن منتخب مصر في تلك البطولة على أرضه "لم يُعَدّ لكي يكون بطلاً وإنما فُرِضَ عليه أن يكون بطلا دون أن تكون لديه إمكانيات البطل".
ومن المصريين أيضا من نشر مقاطع فيديو تظهر إشادة نجوم أفريقيا، وبينهم النجم الجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو مانيه، بتنظيم مصر لكأس أمم أفريقيا 2019
وهناك من نقل عن الاتحاد الأفريقي حجم الأرباح المادية للبطولة هذه المرة، مضيفا أنه "أعلى عائد في تاريخ البطولة".
صلاح شرارة
الجزائر تظفر بلقبها الأفريقي الثاني بجدارة.. رحلة الذهب في صور
كلل محاربو الصحراء مشوارهم في بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر بالذهب. خطف الجزائريون العلامة الكاملة في الدور الأول، ثم تخطوا بجدارة كل من غينيا وكوت ديفوار ونيجيريا ليصلوا إلى المباراة النهائية مع السنغال.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Batiche
مرشح من بين آخرين أقوياء
قبل انطلاق النسخة 32 من كأس أمم أفريقيا بمصر 2019، اتجهت الترشيحات بقوة إلى السنغال ومصر، كأقوى مرشحين للفوز بالبطولة، مع التأكيد على ترشيح ثلاثة منتخبات أخرى للفوز باللقب هي المغرب وتونس والكاميرون. وبالطبع هناك من تحدث أيضا عن فرص الجزائر في الفوز، مثلها مثل كوت ديفوار (ساحل العاج).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
"نحن هنا" بينما الآخرون يتراجعون
مع انطلاق البطولة في 21 يونيو/ حزيران ظهر منتخب مصر فريقا يعاني من مشاكل كثيرة. أما منتخب السنغال فكان بعيدا عن مستواه، وكذلك المغرب والكاميرون، في أولى المباريات. بينما لم تكن تونس مقنعة اطلاقا في دور المجموعات. وقع منتخب الجزائر في المجموعة الثالثة مع السنغال وتنزانيا وكينيا، وفاز في أولى مبارياته على كينيا ليقول محاربو الصحراء "نحن هنا".
صورة من: picture-alliance/Zuma/U. Pedersen
بلماضي يصنع منتخبين
بعد تجربة دامت نحو 8 سنوات في قطر عاد المدرب الجزائري جمال بلماضي (43 عاماً) لتدريب منتخب بلاده في أغسطس/ آب 2018. ويظهر دور بلماضي جليا عند المقارنة مع أداء الجزائر في البطولة السابقة بالغابون 2017 والتي أقصي منها من دور المجموعات بعد تعادلين وهزيمة. واستطاع المدرب الوطني أن يكون منتخبين للجزائر في آن واحد في مصر 2019، لاعبو أحدهما فوق أرض الملعب أما الآخر فلاعبوه على مقاعد البدلاء.
صورة من: picture-alliance/empics/R. Wilkisky
فريق العلامة الكاملة بحق
وعلى عكس بطولة الغابون، حققت الجزائر العلامة الكاملة في دور المجموعات فبعد الفوز على كينيا فازت على السنغال 1- صفر، ثم على تنزانيا 3-صفر، علما أن الفريق أدى أمام تنزانيا بـ9 لاعبين من البدلاء. ورغم أن مصر والمغرب حققتا أيضا العلامة الكاملة إلا أن الجزائر كانت الأكثر اقناعا في كل شيء: أداء ونتيجة.
صورة من: Reuters/A.A. Dalsh
ثلاثية جديدة في دور الـ16
حمل دور الـ16 مفاجآت غير سارة للفرق العربية فخرج المغرب أمام بنين بركلات الترجيح وخرجت مصر أمام جنوب أفريقيا بهدف في الوقت القاتل. وفي حين نجحت تونس في الفوز على غانا بركلات الترجيح، خطف منتخب الجزائر قلوب كل المتابعين عندما فاز بجدارة على غينيا 3- صفر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
صعود دراماتيكي إلى نصف النهائي
في دور ربع النهائي واجهت الجزائر كوت ديفوار، وتقدمت بهدف فيغولي في الدقيقة 20. وفي الدقيقة 48 أهدر بغداد بونجاح (الصورة) ركلة جزاء كانت كفيلة بـ"قتل المباراة". وتعادل كوت ديفوار في الدقيقة 61، ليعود بونجاح ويهدر فرصة هدف آخر، ويبكي بحرقة، وهو على مقاعد البدلاء، لكن فريقه يتغلب في النهاية بركلات الترجيح لينهمر اللاعبون والمدرب بالبكاء من الفرح. ويصرح بلماضي أن فريقه "لن يفرط في التتويج باللقب".
صورة من: Reuters/S. Salem
محرز يخطف التأهل في آخر ثانية
في نصف النهائي تقابلت الجزائر مع نيجيريا. هنا أيضا تقدمت الجزائر بهدف في الشوط الأول وتعادلت نيجيريا في الشوط الثاني. ومن كثرة المجهود البدني بدا أن لاعبي الفريقين يفضلون الذهاب للوقت الإضافي. غير أن الجزائر حصلت على ركلة حرة قرب منطقة جزاء نيجيريا سددها النجم رياض محرز باقتدار في مرمى الحارس النيجري ليعلن الحكم بعدها انتهاء المباراة وصعود محاربي الصحراء للنهائي للقاء السنغال التي فازت على تونس.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
بونجاح يهدي بلده اللقب بهدف غريب
وسط حضور جماهيري جزائري كبير بإستاد القاهرة مساء الجمعة (19 يوليو/ تموز 2019) كررت الجزائر انتصارها على السنغال، بهدف وحيد أيضا، سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة. سدد مهاجم السد القطري كرة عند حدود منطقة الجزاء فارتطمت بقدم المدافع ساليو سيس وبدلت اتجاهها لتخدع الحارس ألفريد جوميز وتسكن شباكه. وضغط السنغاليون لتعديل النتيجة لكن بدون فعالية، لتحرز الجزائر لقبها الثاني بعد 1990.
صورة من: Reuters/S. Salem
المتألق بن ناصر يلحق بماجر في القائمة الذهبية
واختير حارس الجزائر رايس مبولحي أفضل حارس بالبطولة، كما فاز زميله إسماعيل بن ناصر بجائزة أفضل لاعب لتقديمه أداء رائعاً خلال البطولة، حيث صنع ثلاثة أهداف لزملائه، آخرها الهدف الذي سجله بونجاح في النهائي أمام السنغال.
وبذلك يصبح إسماعيل بن ناصر، لاعب إيمبولي الإيطالي، ثاني جزائري يفوز بتلك الجائزة على مدار تاريخ كأس الأمم الأفريقية بعد مواطنه رابح ماجر الذي أحرز اللقب عام 1990. إعداد: صلاح شرارة