مصر- اغتصاب الزوجة يخرج من العتمة إلى الفضاء العام
٢٤ يونيو ٢٠٢١
تحلت مصممة الأزياء المصرية ندى عادل بالشجاعة لتخرج على العلن بالحديث عن "اغتصاب" طليقها تميم يونس لها. كيف تفاعل الرأي العام مع القضية؟ وهل من تشريعيات في البلدان العربية تتناول المسألة؟
إعلان
النقاش حول الاغتصاب الزوجي ليس بالأمر الجديد في مصر، بيد أن ناره حميت في الأسابيع الأخيرة وتحول لقضية رأي عام. وقد سلط مسلسل "لعبة نيوتن" الذي عرض في رمضان الضوء على القضية، ثم جاءت مصممة الأزياء ندى عادل لتعطيه دفعاً في الفضاء العام بعد حديثها عن "تعرضها للاغتصاب الزوجي" من قبل طليقها تميم يونس في فيديو لها نشر على إنستغرام.
تفاعل النشطاء ورجال الدين
صفحة اتكلم/ي Speak up على الفيسبوك تبنت الدفاع عن "الناجيات" وتوثيق قصصهن وشهادتهن. وهي بالأصل "مبادرة نسوية لدعم ضحايا العنف بكل أشكاله".
الممثلة المشهورة سمية الخشاب رأت أن الاغتصاب الزوجي "جريمة":
على الجانب الآخر، الداعية المثير للجدل عبدالله رشدي اتهم الناشطين والناشطات بأنهم "منبطحين فكرياً للغرب" واعتبر أن الممتنعة عن زوجها "ملعونة" و يحق للزوج "تأديبها".
آلاء حمدان مؤثرة على مواقع التواصل ويتابعها على تويتر أكثر من 142 ألف شخص ترى أن الدين الإسلامي لا يبيح إكراه الزوجة على العلاقة الحميمية:
وأكد الأزهر أن تحريم الشرع "امتناع الزوجة عن زوجها بغير عذر"، بيد أنه أكد أيضاً على تحريم امتناع الزوج عن زوجته بغير عذر. وشدد الأزهر على عدم وجود دلالة في الحديث المشار إليه على جواز إيذاء الزوجة ووجوب النظر إلى الحقوق الزوجية على أنها "مرتبطة ومتشابكة ومرتبة على بعضها". واعتبر أن الحديث المشار إليه هو "ترغيب" للزوجة في "رعاية حق زوجها عليها" وأن الإسلام أوصى الزوج بحسن عشرة زوجته.
ماذا يقول القانون؟
يبقى النقاش والجدل حول الاغتصاب الزوجي في مصر والدول العربية بشكل عام بلا احصاءات ولا دراسات تحدد حجم الظاهرة ومداها.
وفي منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي قالت الأمم المتحدة في تقرير إن واحدة من كل امرأتين تقريباً في 57 دولة من دول العالم محرومة من الحريات المتعلقة بجسدها، إن لجهة العلاقات الجنسية أو من حيث استخدام وسائل منع الحمل أو الحصول على رعاية صحية. وأحصى التقرير 43 دولة لا تتوفر فيها تشريعات بشأن الاغتصاب الزوجي.
وتجرم كل القوانين العربية الاغتصاب، لكنها لا تقترب من قريب ولا من بعيد من الاغتصاب الزوجي ولا تجرمه. في لبنان كان هناك محاولة للاقتراب من هذه القضية في مسودة قانون العنف الأسري الذي أقر في 2014، غير أن تدخل رجال الدين المسلمين والمسيحيين أخرج القانون بصيغته النهائية دون أي إشارة للقضية، حسب تقرير للصحيفة الإلكترونية المصرية "اليوم السابع".
وانسحبت تركيا من اتفاق إسطنبول الموقع عام 2011 والذي يلزم الحكومات بإصدار تشريعات تعاقب العنف الأسري والانتهاكات المماثلة، بما في ذلك الاغتصاب الزوجي وختان الإناث في آذار/مارس الماضي.
خالد سلامة
في يوم مناهضة العنف ضد المرأة.. احتجاجات حول العالم
منذ أكثر من خمسين عام يتم إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر. في هذا العام ومثل كل عام هناك احتجاجات ونشاطات عديدة بهذه المناسبة حول العالم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa
ثلاث من آلاف النساء
في كويتو، عاصمة الإكوادور، نظم اتحاد لمنظمات نسائية مظاهرة احتجاجية للمطالبة بإنهاء العنف ضد المرأة. وهؤلاء في الصورة هن ثلاث نساء شاركن في المظاهرة مع آلاف من زملائهن وصديقاتهن من الناشطات النسويات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa
66 جريمة قتل ضد النساء
دعت منظمات نسائية خلال مظاهرة في عاصمة جمهورية الدومنيكان، سانتو دومينغو، إلى بداية جديدة وإنهاء العنف والقتل ضد النساء. وقبل مدة قصيرة نشرت النيابة العامة في جمهورية الدومينكان إحصائيات عن جرائم قتل النساء تشير إلى تراجعها، لكن رغم ذلك لا تزال مرتفعة إذ وصل عدد جرائم قتل النساء خلال العام الحالي 2019 إلى 66 جريمة قتل.
صورة من: Getty Images/AFP/E. Santelices
مظاهرة مسائية في عواتيمالا
"571" .. رقم تمت كتابته من قبل ناشطات نسويات بالشموع في إحدى ساحات غواتيمالا العاصمة مساء يوم الأحد 24 تشرين الثاني/ نوفمبر. وهذا الرقم يشير إلى إحصائية حزينة، هي عدد جرائم القتل ضد النساء في غواتيمالا خلال عام 2019، حسب منظمات نسائية.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Estrada
إجراءات جديدة للحد من جرائم القتل
نظمت ناشطات نسويات في مدينة تولوز الفرنسية يوم السبت (23 تشرين الثاني/ نوفمبر) مظاهرة مناهضة للقتل والعنف ضد المرأة في فرنسا. فخلال عام تعرض ما لا يقل عن 130 امرأة في فرنسا للقتل من قبل شريك حياتها الحالي أو السابق. ويرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن ذلك "عار لفرنسا". وقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن اتخاذ إجراءات للحد من تلك الجرائم، من بينها توسيع مراكز إيواء النساء.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/A. Pitton
أحذية حمراء
في العاصمة البلجيكية، بروكسل، شارك 10 آلاف شخص في مظاهرة احتجاجية ووضعوا أحذية حمراء في الشارع. "الأحذية الحمراء تشير إلى النساء اللواتي قتلن من قبل رجل" تقول جولي وترز من منظمة ميرابال المدافعة عن حقوق المرأة. وأشارت إلى وجود نحو 100 جريمة قتل للنساء في بلجيكا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن يعتقد أن الرقم أعلى من ذلك بكثير.
صورة من: AFP/K. Tribouillard
خط أحمر ضد العنف
اللون الأحمر رمز ضد العنف في مدينة جنوه الإيطالية أيضا. فخلال مباراة فريقي جنوه وأودينزي في إطار الدوري الإيطالي لكرة القدم، رسم اللاعبون وأطفالهم خطا أحمر على خدهم، في إشارة إلى مناهضة العنف المنزلي ضد المرأة.
صورة من: Getty Images/P. Rattini
مهرجان في موسكو
للمرة الثالثة جرى الاحتفال في موسكو بمهرجان "فمفست" في الليلة التي تسبق اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. وفي المهرجان الذي أقيم في صالة كبيرة كانت تابعة لمؤسسة البريد، كانت كل الأنشطة تدور حول النسوية والمساواة بين الجنسين وحرية الانتخاب.
صورة من: DW/E. Barysheva
مسيرة صامتة في إسبانيا
نظمت ناشطات نسويات مسيرة ليلية صامتة في مدينة ملقا، مساء يوم الأحد (24 تشرين الثاني/ نوفمبر). وحملت النساء المشاركات في المسيرة، صور نساء إسبانيات قتلهن شركاء حياتهن في السنوات الأحيرة.
صورة من: picture-alliance / ZUMAPRESS.com/SOPA Images/J. Merida
"أرقام مفزعة" في ألمانيا
في ألمانيا وحسب إحصائيات الدوائر الأمنية، قتلت 122 امرأة من قبل شريك حياتها الحالي أو السابق، خلال عام 2018. وبلغ عدد النساء من ضحايا العنف المنزلي أو التهديد 114755 امرأة. لكن إحصائيات غير رسمية تشير إلى أن نحو ثلث النساء تعرضن لأحد اشكال العنف خلال حياتهن. وعلقت على تلك الأرقام وزيرة الأسرة الألمانية، فرانسيسكا غيفي، بأنها "أرقام مفزعة".
صورة من: picturealliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الرجال الحقيقيون لا يغتصبون"!
بعد اغتصاب وقتل الطالبة أوينه مروتيانا، بمدينة كاب في جنوب أفريقيا، تعالت الأصوات التي تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة وجرى تنظيم مظاهرات احتجاجية في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بمدن عديدة في جنوب أفريقيا والعاصمة جوهانسبورغ، رفعت إحدى النساء (في الصورة) لافتة كتبت عليها "الرجال الحقيقيون لا يغتصبون"!
صورة من: Getty Images/AFP/G. Sartorio
مدافع بارز عن حقوق المرأة في باكستان
في باكستان النظام الأبوي متجذر في المجتمع، وينظر إلى الناشطات النسوية بدونية من قبل الرجال، وحتى الليبراليون منهم يصفون مطالب الناشطات بأنها "مبتذلة". لكن أحد أبرز النشطاء المدافعين عن حقوق المرأة في باكستان هو رجل اسمه نعيم ميرزا، الذي قال في حوار مع DW "لا يزال هناك الكثير الذي يجب فعله". لكن رغم صعوبة الوضع في باكستان، يزداد عدد الناشطات النسويات ويتعالى صوت النساء المطالبات بحقوقهن.