يبدو أن تاريخ الحضارة المصرية زاخر بالأحداث والألغاز، التي تثير فضول علماء الآثار الذين لا تنتهي اكتشافاتهم الأثرية. حيث تم مؤخرا اكتشاف مقابر جديدة بمحافظة المنيا ترجع للعصر البطلمي.
إعلان
أفادت وزارة الآثار المصرية أمس الثلاثاء ( 15 آب/ أغسطس 2017 ) باكتشاف ثلاث مقابر أثرية بمحافظة المنيا، على بعد نحو 240 كيلومترا جنوبي القاهرة. وذكرت الوزارة في بيان لها أن المقابر، تقع بمنطقة الكمين الصحراوي جنوب غربي مدينة سمالوط، مضيفة أنها عثرت داخل المقبرة على توابيت، ذات أشكال وأحجام مختلفة.
وأوضح البيان أنه من المرجح أن تاريخ المقابر، يعود إلى ما بين عصر الأسرة السابعة والعشرين والعصر اليوناني الروماني، بناء على دراسة الشواهد الأثرية الموجودة بها.
وفي سياق ذي صلة، قال، أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة، إن المقابر "تختلف في طرازها المعماري عن بافي المقابر، بحيث تتكون المقبرة الأولى من بئر للدفن العمودي محفور في الصخر من الشمال إلى الجنوب" مضيفا أنه "يؤدي إلى حجرة للدفن، عثر بداخلها على أربعة توابيت بينها اثنان لامرأتين، واثنان لرجلين إضافة إلى تسع فتحات للدفن، فيها بقايا دفنات".
وأكد نفس المتحدث أن "المقبرة الثانية، تتكون من بئر عمودي محفور في الصخر وحجرتين للدفن تقع الأولى، من الناحية الشمالية حيث عثر بداخلها على الجزء السفلي من غطاء تابوت، وبقايا خشبية لتابوت" وأضاف "أما الحجرة الثانية، فهي موجودة في نهاية البئر العمودي من الناحية الجنوبية وهي بدون فتحات وعثر بها على بقايا تابوت خشبي".
وأشار عشماوي إلى أن أعمال الحفر والتنظيف لم تنته بعد في المقبرة الثالثة، ومن المقرر استكمال الأشغال فيها سيتم قريبا.
وكانت البعثة الأثرية المصرية قد بدأت عملها بمنطقة الكمين الصحراوي، قبل عامين وتمكنت على مدى أربعة مواسم من الكشف عن مقابر جماعية مختلفة الأحجام والأعماق. وقال، علي بكري، رئيس البعثة المصرية "في موسم الحفائر الأول عام 2015 تم الكشف عن خمس مقابر جماعية عثر داخل إحداها على بقايا تابوت خشبي إضافة إلى غرفة للدفن" وأضاف "موسم الحفر الثاني، بدأ في أكتوبر 2015 وتم فيه الكشف عن خمس مقابر جماعية " وتابع "في موسم الحفر الثالث، الذي بدأ في 2016 تم الكشف عن خمس مقابر، أربعة منها كاملة والخامسة عبارة عن بئر غير مكتملة".
جدير بالذكر، أن مصر قد أعلنت خلال الأشهر القليلة الماضية، العثور على سلسلة من الاكتشافات الأثرية في مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة والاسكندرية.
ر.م/ع.ج ( رويترز)
رحلة مصورة عبر مراحل اكتشاف تمثال نفرتيتي
في 6 كانون الأول/ديسمبر عام 1912 عثر عالم المصريات الألماني لودفيغ بورشاردت على تمثال نصفي في ورشة عمل النحات تحتمس. وسرعان ما اتضح له أن التمثال هو لزوجة الفرعون إخناتون نفرتيتي. تاريخ تمثال نفرتيتي في صور.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin
جمال مذهل
عام 2009 تم نصب تمثال نفرتيتي في مكان خاص يليق به: وهو الجناح الشمالي للمتحف الجديد في برلين. ويقال إنه تم تأمين التمثال النصفي بقيمة 400 مليون يورو.
صورة من: Reuters
الوصف لا يكفي، لا بد من رؤيتها...
كتب عنها لودفيغ بورشاردت الكثير في دفتر مذكراته، إذ يبلغ طولها حوالي 50 سنتيمترا وهي مصنوعة من الحجر الجيري ومطلية بطبقة من الجبس. كما كتب بأن قزحية عينها اليسرى لم تسقط وإنما لم يتم أبدا تركيبها. جمال نفرتيتي، التي يعني اسمها "الجميلة أتت"، والذي لا يزال يثير الإعجاب، يليق بمكانتها البارزة إلى جانب زوجها إخناتون.
صورة من: Reuters
ثالوث تل العمارنة
خلافا لما كان شائعا آنذاك، لم يكن الفرعون إخناتون يؤمن بتعدد الآلهة، بل بوجود إله واحد. وبعبادة آتون إله النور، أنشأ أول دين توحيد في التاريخ. وأسس الفرعون إخناتون خصيصا للإله آتون عاصمة جديدة تحمل اسم أخيتاتون. وإلى جانب الفرعون إخناتون والإله آتون لعبت نفرتيتي دورا مهما، إذ كانت الجزء النسائي في الثالوث الإلهي.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Sandra Steiß
سحر تل العمارنة
كان عالم المصريات لودفيغ بورشاردت مهندسا معماريا. وكان الهدف من بعثته هو التنقيب عن أخيتاتون، عاصمة إخناتون، التي تسمى حاليا "تل العمارنة". وعندما قدم بورشاردت اكتشافه المثير، طالب بوضع التمثال النصفي المحطم لإخناتون واضحا في مقدمة الصورة. واجتذب نبأ الاكتشاف أعدادا كبيرة من المشاهير الذين قدموا لزيارتها.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
مصر تتحول إلى قبلة للأمراء والمشاهير
ومن بين هؤلاء المشاهير أمير وأميرة سكسونيا في صحراء مصر الوسطى، حيث أنشأ الفرعون إخناتون معابد ضخمة وقصور. وبعد وفاته عام 1334 قبل الميلاد تحولت أخيتاتون إلى مدينة مهجورة. وفي عهد ابنه توت عنخ آمون عاد الإيمان بتعدد الآلهة، واُعتبر إخناتون ملحد. ويعتقد بعض الباحثين أنه لذلك تم تحطيم التمثال النصفي لإخناتون عمدا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
كنوز تاريخية خالدة
رغم محاولات الفراعنة بعد إخناتون لمحو فترة حكمه والدين الذي دعا إليه من الذاكرة، إلا أن هناك الكثير من الكنوز الفريدة من نوعها والتي لا تزال تحظى بالإعجاب حتى يومنا هذا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Jürgen Liepe
أشهر برلينية
كما هو معتاد تم تقسيم الاكتشافات الأثرية بين رئيسة بعثة التنقيب والحكومة المصرية، وآل تمثال نفرتيتي النصفي إلى الجانب الألماني. وانتقلت نفرتيتي بعدها عام 1913 إلى برلين، حيث تم عرضها للجمهور بداية من عام 1924. ومنذ ذلك الحين ومصر تطالب بإعادتها، الأمر الذي يرفضه الجانب الألماني.