كشف بيان صدر عن مكتب وزير الآثار المصرية عن اسم ملكة فرعونية جديدة لم تكن معروفة لعلماء الآثار وتدعى "خنتكاوس الثالثة" وتعود إلى عصر الأسرة الخامسة أي نحو 2494-2345 قبل الميلاد.
إعلان
في اكتشاف مثير جديد أعلن بيان صدر عن مكتب وزير الآثار المصرية ممدوح الدماطي اسم ملكة فرعونية جديدة لم تكن معروفة لعلماء الآثار وتدعى "خنتكاوس الثالثة". الملكة الجديدة التي كشف عنها لأول مرة تعود إلى عصر الأسرة الخامسة - نحو 2494-2345 قبل الميلاد. وأفاد البيان إن بعثة المعهد التشيكي للآثار المصرية اكتشفت بالتعاون مع وزارة الآثار في مقبرة بمنطقة أبوصير الأثرية الواقعة على بعد 25 كيلومترا جنوبي القاهرة اسم الملكة "الجديدة" حيث سجل على الجدران الجانبية لحجرة الدفن اسمها وألقابها وهي "زوجة الملك وأم الملك .
رحلة مصورة عبر مراحل اكتشاف تمثال نفرتيتي
في 6 كانون الأول/ديسمبر عام 1912 عثر عالم المصريات الألماني لودفيغ بورشاردت على تمثال نصفي في ورشة عمل النحات تحتمس. وسرعان ما اتضح له أن التمثال هو لزوجة الفرعون إخناتون نفرتيتي. تاريخ تمثال نفرتيتي في صور.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin
جمال مذهل
عام 2009 تم نصب تمثال نفرتيتي في مكان خاص يليق به: وهو الجناح الشمالي للمتحف الجديد في برلين. ويقال إنه تم تأمين التمثال النصفي بقيمة 400 مليون يورو.
صورة من: Reuters
الوصف لا يكفي، لا بد من رؤيتها...
كتب عنها لودفيغ بورشاردت الكثير في دفتر مذكراته، إذ يبلغ طولها حوالي 50 سنتيمترا وهي مصنوعة من الحجر الجيري ومطلية بطبقة من الجبس. كما كتب بأن قزحية عينها اليسرى لم تسقط وإنما لم يتم أبدا تركيبها. جمال نفرتيتي، التي يعني اسمها "الجميلة أتت"، والذي لا يزال يثير الإعجاب، يليق بمكانتها البارزة إلى جانب زوجها إخناتون.
صورة من: Reuters
ثالوث تل العمارنة
خلافا لما كان شائعا آنذاك، لم يكن الفرعون إخناتون يؤمن بتعدد الآلهة، بل بوجود إله واحد. وبعبادة آتون إله النور، أنشأ أول دين توحيد في التاريخ. وأسس الفرعون إخناتون خصيصا للإله آتون عاصمة جديدة تحمل اسم أخيتاتون. وإلى جانب الفرعون إخناتون والإله آتون لعبت نفرتيتي دورا مهما، إذ كانت الجزء النسائي في الثالوث الإلهي.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Sandra Steiß
سحر تل العمارنة
كان عالم المصريات لودفيغ بورشاردت مهندسا معماريا. وكان الهدف من بعثته هو التنقيب عن أخيتاتون، عاصمة إخناتون، التي تسمى حاليا "تل العمارنة". وعندما قدم بورشاردت اكتشافه المثير، طالب بوضع التمثال النصفي المحطم لإخناتون واضحا في مقدمة الصورة. واجتذب نبأ الاكتشاف أعدادا كبيرة من المشاهير الذين قدموا لزيارتها.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
مصر تتحول إلى قبلة للأمراء والمشاهير
ومن بين هؤلاء المشاهير أمير وأميرة سكسونيا في صحراء مصر الوسطى، حيث أنشأ الفرعون إخناتون معابد ضخمة وقصور. وبعد وفاته عام 1334 قبل الميلاد تحولت أخيتاتون إلى مدينة مهجورة. وفي عهد ابنه توت عنخ آمون عاد الإيمان بتعدد الآلهة، واُعتبر إخناتون ملحد. ويعتقد بعض الباحثين أنه لذلك تم تحطيم التمثال النصفي لإخناتون عمدا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Vorderasiatisches Museum
كنوز تاريخية خالدة
رغم محاولات الفراعنة بعد إخناتون لمحو فترة حكمه والدين الذي دعا إليه من الذاكرة، إلا أن هناك الكثير من الكنوز الفريدة من نوعها والتي لا تزال تحظى بالإعجاب حتى يومنا هذا.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin, Foto: Jürgen Liepe
أشهر برلينية
كما هو معتاد تم تقسيم الاكتشافات الأثرية بين رئيسة بعثة التنقيب والحكومة المصرية، وآل تمثال نفرتيتي النصفي إلى الجانب الألماني. وانتقلت نفرتيتي بعدها عام 1913 إلى برلين، حيث تم عرضها للجمهور بداية من عام 1924. ومنذ ذلك الحين ومصر تطالب بإعادتها، الأمر الذي يرفضه الجانب الألماني.
صورة من: Staatliche Museen zu Berlin
7 صورة1 | 7
وقال يارومير كريتشي أحد أعضاء البعثة في البيان إن لقب "أم الملك" على درجة كبيرة من الأهمية التاريخية مرجحا أن تكون الملكة دفنت في عهد الملك "نيوسر رع" حيث عثر على خاتم طيني يحمل اسمه داخل المقبرة. كما عثرت البعثة على 24 إناء رمزيا مصنوعا من الحجر الجيري وأربع أدوات نحاسية تمثل جزءا من الأثاث الجنائزي لصاحبة المقبرة.
وقسّم علماء المصريات والمؤرخون تاريخ مصر القديمة إلى فترة مبكرة تزيد على أربعة آلاف عام قبل الميلاد ولم يؤرخ لها ثم توحدت مصر جغرافيا وإداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد على يد الملك مينا مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى. ولكن الاكتشافات تحمل أحيانا ما هو جديد ويغير هذا التسلسل، ففي مارس/ آذار 2012 أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف اسم الملك "المجهول.. سن نخت ان رع" الذي ينتمي إلى الأسرة السابعة عشرة (نحو 1650-1567 قبل الميلاد) بعد العثور على باب من الحجر الجيري في معبد الكرنك بمدينة الأقصر "يظهر اسمه للمرة الأولى في التاريخ المصري القديم".