مصر.. الإعدام والسجن بحق "المتورطين" في هجوم الواحات
١٧ نوفمبر ٢٠١٩
أصدرت محكمة عسكرية بمصر حكماً بالإعدام بحق ليبي الجنسية وبالسجن المؤبد لخمسة متورطين آخرين وبالسجن لسنوات متفاوتة على بقية المتهمين في قضية الهجوم "الإرهابي" على كمين عسكري في منطقة الواحات.
إعلان
قضت محكمة جنايات غرب العسكرية اليوم الأحد (17 تشرين الثاني/نوفمبر 2019) بإعدام المتهم المدان بالإرهاب عبد الرحيم المسماري (ليبي الجنسية) شنقاً وبالسجن على آخرين في قضية حادث الواحات الإرهابي. وتضمن قرار المحكمة معاقبة خمسة متهمين بالسجن المؤبد، ومتهم آخر بالسجن المشدد 15 عاماً، بالإضافة إلى تسعة متهمين بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، ومتهم واحد بالسجن المشدد خمس سنوات ومعاقبة خمسة متهمين بالمشدد ثلاث سنوات، وعاقبت متهماً واحداً بالحبس لمدة ثلاث سنوات وقضت أيضا ببراءة 30 متهماً في حادث الواحات الذي راح ضحيته 16 من قوات الأمن المصري وإصابة 13 آخرين.
ووقع الحادث في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017 بمنطقة صحراوية في الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية بعمق كبير داخل الصحراء وصل إلى 35 كيلومتراً، حيث هاجمت المجموعة الإرهابية الكمين الأمني وقامت باغتيال 16 وإصابة 13 من قوة الكمين.
وفي مقابلة على قناة الحياة التلفزيونية المصرية بعد إلقاءالقبض عليه، قال المسماري إنه وزملاءه المتشددين يعتنقون فكراًقريباً من فكر تنظيم القاعدة وإنهم يعتبرون الولايات المتحدة العدوالأكبر لهم. وأضاف أنهم يعارضون تنظيم "الدولة الإسلامية" أيضاً. وقال المسماري إنه ومقاتلين آخرين كانوا ينشطون انطلاقاً منالصحراء الغربية في مصر منذ كانون الثاني/يناير عام 2017.ولم تتضح الظروف التي أجريت فيها المقابلة.
لكن السلطات المصرية ذكرت أن من بين المتهمين مجموعة من تنظيم "داعش" يترأسهم الإرهابي عبدالرحيم المسماري، حيث كشفت تحقيقات النيابة عن أنه المتهم الرئيسي في الحادث وتدرب وعمل تحت قيادة الإرهابي المصري عماد الدين أحمد.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم الرئيسي شارك في العملية الإرهابية التي استهدفت رجال الشرطة بالواحات، واختطاف النقيب محمد الحايس، وتبين أنه تلقى تدريبات بمعسكرات داخل الأراضي الليبية على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات وتسلل لمصر لتأسيس معسكر تدريب بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابي.
وأسندت النيابة المصرية إلى الإرهابي الليبي اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار بحق ضباط وأفراد الشرطة في طريق الواحات تنفيذا لغرض إرهابي، والشروع في القتل العمد تنفيذاً للغرض ذاته، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها وحيازة مفرقعات.
وتضمنت لائحة الاتهامات أيضاً الانضمام إلى تنظيم إرهابي، وإلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور تستهدف الاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة المصريتين ومنشآتهما، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
يشار إلى أن المحاكمات العسكرية في مصر مغلقة بشكل كبير أمام الجمهورووسائل الإعلام. وقال محام دافع عن بعض المحكوم عليهم إن الحكم قابل للطعن عليهأمام محكمة عسكرية أعلى درجة.
ح.ع.ح/خ.س(د.ب.أ، رويترز)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.