مصر.. الإفراج المشروط عن المصور "شوكان" بعد 5 سنوات سجن
٤ مارس ٢٠١٩
أطلقت السلطات المصرية سراح المصور الصحفي محمود أبو زيد، الذي قبض عليه أثناء تصويره فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، إلا أنه سيخضع لمراقبة الشرطة اليومية لخمس سنوات، وهو الامر الذي وصفته العفو الدولية بأنه مثير للسخرية.
إعلان
أفرجت السلطات المصرية في وقت مبكر صباح اليوم الاثنين (الرابع من آذار/مارس 2019) عن المصور الصحفي محمود أبو زيد، المعروف أيضاً باسم شوكان، بعد سجنه لأكثر من خمس سنوات في قضية تتصل بتغطيته لفض اعتصام لمؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013. وقال شوكان (31 عاماً) لرويترز عبر الهاتف بعد قليل من الإفراج عنه وهو يضحك فرحا "إحساسي لا يوصف... أنا حر".
وكانت السلطات احتجزت شوكان في 14 آب/أغسطس عام 2013 أثناء التقاطه صوراً أثناء فض قوات الأمن لاعتصام ميدان رابعة العدوية. ونفى شوكان التهم المنسوبة له، وقال إنه كان يقوم بتغطية مستقلة لعملية الفض لصالح وكالة "ديموتيكس" البريطانية للصور.
وحُوكم شوكان ضمن 739 شخصا بتهم تشمل الانضمام لجماعة إرهابية وحيازة أسلحة والقتل. وصدر الحكم عليه من قبل محكمة الجنايات في أيلول/ سبتمبر الماضي بالسجن المشدد لخمس سنوات، والخضوع للمراقبة الشرطية لمدة خمس سنوات أخرى عقب الإفراج عنه.
ومن طرفه أوضح محاميه طاهر أبو النصر أن شوكان يتعين عليه أن يقضي كل يوم "12 ساعة في قسم الشرطة التابع له سكنه، من السادسة مساء حتى السادسة صباحاً". وأكد أنه تم الطعن في الحكم أمام محكمة النقض.
إدانات حقوقية
ودانت لجنة "الدفاع عن الصحافيين" اليوم إجراءات المراقبة. ودعا منسق إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شريف منصور في بيان "السلطات (المصرية) إلى إنهاء هذه المعاملة المهينة للمصور وإلغاء كل شروط الإفراج عنه".
وبدورها قالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن شوكان "لم يكن ينبغي أبداً أن يضطر لقضاء دقيقة واحدة خلف القضبان". ووصفت عقوبة المراقبة الشرطية المفروضة عليه بأنها قيد "مثير للسخرية"، وقالت إنه يجب إعفاؤه منها على الفور.
ولاقت قضيته اهتماماً كبيراً من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان. ففي نيسان/أبريل العام الماضي، منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) شوكان جائزتها لحرية الصحافة لسنة 2018 قائلة إنه كان يؤدي عمله أثناء القبض عليه. وقالت المنظمة إن احتجازه انتهاك لحقوق الإنسان. لكن الحكومة المصرية انتقدت منح الجائزة لمتهم بارتكاب جرائم جنائية، حسب تعبيرها.
خ.س/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.