يواصل المصريون اليوم الثلاثاء (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2012) الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب التي منحت الإسلاميين النصيب الأكبر من المقاعد حتى الآن. وتجري انتخابات المرحلة الثالثة في تسع محافظات هي المنيا والقليوبية والغربية والدقهلية وشمال سيناء وجنوب سيناء والوادي الجديد ومطروح وقنا. وقد بدأت عملية التصويت، التي تجري على مدى يومين، في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي.

وقال شهود عيان إن الإقبال كان ضعيفا أو متوسطا في الساعات الأولى من التصويت بالمقارنة بالمرحلة الأولى التي شهدت اصطفاف الناخبين في طوابير طويلة أمام اللجان قبل الموعد بنحو ساعة في بعض المناطق. وأرجع البعض هذا إلى برودة الطقس. لكن مراقبين قالوا أيضا إن امتناع جماعة الإخوان المسلمين عن دعم المعتصمين في ميدان التحرير، الذين يطالبون بنقل السلطة إلى حكومة مدنية، وقيام سلفيين بمحاولات لفصل الرجال عن النساء في حافلات للنقل العام في إحدى المحافظات، تسبب في الحد من حماس الناخبين.

وتزامنا مع عملية التصويت، استؤنفت الثلاثاء محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بتهمة الضلوع في قمع الثورة في مطلع 2011 ما أدى إلى مقتل نحو 850 شخصا. وتسعى المحكمة إلى تحديد ما إذا كان أعطى الأمر بإطلاق النار على الحشود في أثناء الأحداث. وقد ينال حكما بالإعدام في حال إثبات إدانته. كما يحاكم في الوقت نفسه وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه.

الخارجية ترسل مبعوثا إلى القاهرة على خلفية إغلاق مكتب مؤسسة ألمانية

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية الثلاثاء أنها سترسل السفير فولكمار فينتسل، المكلف بالتغيير في العالم العربي، إلى مصر، حيث يجري غدا الأربعاء محادثات مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو. يأتي ذلك على خلفية حملة المداهمات التي قامت بها السلطات المصرية لمقرات 17 منظمة غير حكومية مصرية وأجنبية، من بينها مكتب مؤسسة كونراد آديناور في القاهرة.

وأفادت الخارجية الألمانية أن المحادثات التي يجريها السفير الألماني في مصر تهدف إلى التعجيل بإيجاد إيضاحات للتهمة التي توجهها السلطات المصرية للمنظمات غير الحكومية التي شملتها حملة التفتيش بأنها تتلقى تمويلا أجنبيا سياسيا. ووفقا للمصدر نفسه فإن وزير الخارجية غيدو فيسترفيله ينتظر "إنهاء عرقلة عمل" مؤسسة كونراد آديناور (القريبة من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل) في مصر.

وأكدت الخارجية الألمانية أن فيسترفيله يدرك مدى أهمية عمل المؤسسات السياسية والحقوقية غير الحكومية خلال عملية الانتقال الديمقراطي في مصر، مشددة على أن مؤسسة كونراد آديناور تعمل منذ سنوات في مصر وساهمت في بناء وتقوية المجتمع المدني في دول شمال إفريقيا التي تشهد تغييرات.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: أحمد حسو