1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر الجديدة بعد جدران الاتحادية: محلات مغلقة وإفلاس قريب

نائل الطوخي ـ القاهرة٢١ ديسمبر ٢٠١٢

منذ اندلاع أزمة الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور والأنظار موجهة إلى القصر الرئاسي في مصر الجديدة وخصوصا الجدران الإسمنتية التي تحيط به. هذه الجدران باتت تعيق حركة المرور في المنطقة وتعطل حركة البيع والشراء فيها.

Intellektuelle und der Verfassungsentwurf in Ägypten. Photo title: your walls will not protect you; photo description: writing on the separate wall by the presidential palace: your walls will not protect you; photo date: 10-12-2012; photo place: Cairo, Egypt. Copyright: DW/Nael Eltoukhy
صورة من: DW/N. Eltoukhy

محرم واحد من أشهر بائعي الاسطوانات الموسيقية داخل مجمع "ميرا سنتر" التجاري بشارع الأهرام أمام القصر، وهو أيضاً واحد من مرشحي مجلس الشعب في دورة 2010 التي أثيرت شكوك كثيرة حول تزويرها وعجلت بنهاية مبارك. يقول محرم لـ DW عربية إنه منذ أن انفجر الوضع منذ أسبوعين ولم يعد هناك بيع ولا شراء ولا زبائن. الغلق طال أيضاً المحاور المحيطة بالمنطقة المقابلة لمصر الجديدة، حيث القادم من أحياء مجاورة مثل مدينة نصر أو منشية البكري أو العباسية يلاقي الأمرين للوصول للمنطقة، وهكذا تم تدمير الحركة التجارية تماماً. فوق هذا، يعتقد محرم أن غلق المنطقة عمل عبثي تماماً، فبمجرد وصول المظاهرات الكبيرة إلى أمام القصر حتى تتحطم الجدران على الفور ويهرب الجنود: "في المظاهرة السابقة ترك الجنود الدبابات وهربوا. ما فائدة الجدران إذن؟"

لا أحد يمكن الشكوى إليه

وفي نفس الوقت  ففكرة التقدم بشكوى تبدو بالنسبة له قليلة الجدوى: "لمن نشكو؟ رئيس الجمهورية في القصر المقابل لنا وهو نفسه لا يستطيع حماية نفسه. هذه منطقة راقية وسكانها وزراء ورؤساء مجالس إدارة، وهم نفسهم عاجزون عن حماية منطقتهم. حتى رجال الشرطة عندما نشكو لهم يجيبوننا بأنه ليس بيدهم فعل أي شيء (يضحك) كنت أقول لزملائي إن الخطوة القادمة هي أن يقوم الحرس الجمهوري بحياكة حلة من الحديد، مثل حلة المحاربين الرومان، لمحمد مرسي كي يتمكن من حماية نفسه".

ولكن المظاهرات نفسها لا تضر بحركة البيع والشراء. يقول: "من يأتي في المظاهرات يأتي من أجل التعبير عن نفسه وليس أكثر، هو لا يريد تحطيم المحلات أو سرقتها. ما يريد شراءه المتظاهر هو علم مصر أو بعض الذرة المشوية. أنا أبيع اسطوانات موسيقية، وزميلي يبيع ساعات. المتظاهر لن يأتي لكي يسرق ساعة من هنا". هكذا يبدو محرم دقيقا وهو يحدد إن سبب انعدام الحركة ليس المظاهرات في حد ذاتها، وإنما الجدران المقامة لحماية القصر من المظاهرات.

محرم، من أشهر بائعي الاسطوانات الموسيقية في مصر الجديدة يشكو توقف حركة البيع والشراءصورة من: DW/N. Eltoukhy

معتصمون سلميون أم بلطجية؟

بالإضافة لذلك يشكو محرم من طبيعة المعتصمين بالليل، يعتقد أنهم بشكل ما "بلطجية"، يهددون أمن أصحاب المحلات وسكان المنطقة. يثور جدل بينه وبين الباعة من حوله. الباقون يقولون إنهم معتصمون سلميون ويستحقون الدعم "من أجل إسقاط حكم الإخوان"، ولا يبدو هو مقتنعاً بهذا. يقول إن السكان هنا أصبحوا لا ينزلون إلى الشارع بعد التاسعة مساء خوفاً من أعمال البلطجة المرتبطة، في نظره، بالاعتصام بجانب القصر.

سامح بائع تبغ بنفس المنطقة يقول عنها (المنطقة) إنها أصبحت تشبه الثكنة العسكرية وانعدمت الحياة فيها. والمشكلة أنه يومياً يزداد ارتفاع الأسوار، حتى تنفجر المظاهرة فتتحطم، وبعدها يتم بناء أسوار جديدة، وهكذا. "إذن الهدف الوحيد من وضع الأسوار هو قتل الحركة التجارية هنا"، كما يستنتج. حتى في أيام ثورة 25 يناير، لم يكن الوضع بهذا السوء، يقول سامح لـ DW عربية. وبرغم أن القصر ساعتها كان محاطاً بأسلاك شائكة إلا حركة المرور كانت شبه طبيعية، وهذا ينعكس بالطبع على الوضع التجاري للمنطقة. ويضيف سامح أنه بعد "مجيء مرسي وبعد توجه المتظاهرين إليه، بأعداد قليلة في البداية، بدأ المرور يتعطل في الشارع. وفي النهاية منع الناس من التوجه إلى قصره، علما أنه قال في البداية إن أبوابه مفتوحة للناس".

ويتبادل السكان في المنطقة حكايات عن الشباب الذين هجروا العمل بالشارع بعد توقف الحركة فيه، وعن البار فوق فندق "هليوبوليس بالاس" الذي يدفع سبعين ألف جنيه قيمة الإيجار والذي لم يكن الصخب يتوقف فيه والآن صار خاويا تماما من الزبائن. وهناك بالطبع مقهى ومطعم "جروبي "، المطل على نفس الشارع، ولعقود طويلة ظل معلماً رئيسياً من معالم مصر الجديدة.

المعركة بين الإسلاميين والمدنيين حسمت الوضع

يحكي لنا عامل في "جروبي" أن المنطقة ذات الكثافة المسيحية تعمل أكثر في الشتاء، بسبب أعياد الكريسماس والأعياد المسيحية والمحال المتخصصة في الهدايا،. وفي الصيف يقل العمل إذ يقضي قطاع كبير من سكان مصر الجديدة فترة الإجازات خارج القاهرة، وهذا طبعا ينعكس على عمل المطعم: "المطعم الآن يعمل بخمسة في المائة من طاقته، ليس هناك أي زبائن. وهذا منذ إصدار الإعلان الدستوري، وبالتحديد أكثر منذ المعركة التي دارت في منطقة روكسي بين الإسلاميين والقوى المدنية. العامل هنا ربحه الأساسي هو من البقشيش، وإذا قل الزبائن سيقل العمال بالضرورة". ينظر إلى الشارع الميت أمامه ويقول: "الساعة الآن السابعة. قبل هذا لم تكن تجد هذا الهدوء إلا في الثالثة فجراً".

شلل شبه تام في حي مصر الجديدة الذي يقع فيه قصر الاتحادية الرئاسيصورة من: DW/N. Eltoukhy

مدام ماري صاحبة استوديو تصوير اسمه "فوتو ستيفان"، تبتسم قائلة إن العمال بمحلها الآن لا يفعلون شيئاً سوى شرب الشاي والقهوة. تحكي مدام ماري لـ DW عربية أن أصحاب المحلات فكروا في التجمع وتقديم شكوى، ولكن قيل لهم إن شكواهم ستلقى في سلة المهملات. تبدو يائسة وهي تتحدث عن صعوبة الخروج والدخول إلى مصر الجديدة الآن بسبب الجدران، وكون العاملين لا يستطيعون الوصول للمحل إلا بصعوبة شديدة.

كما تحكي صاحبة محل التصوير عن مضايقات الباعة الجائلين لها وعن الشجارات دائمة الوقوع بينهم  وبين العاملين في المحل. تتساءل مستنكرة إن كانت هذه هي مصر الجديدة التي تعرفها، وتضيف أنها أصبحت تشبه حي الموسكي الشعبي، فيتدخل محرم بائع اسطوانات الموسيقى: "الموسكي أفضل، على الأقل أهله، ذوو الطبيعة الشعبية، قادرون على الدفاع عن نفسهم".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW